أيها المسؤولون أين أنتم؟!
من يدعون تمثيل المواطن وخدمته من المسؤولين بكافة مستوياتهم ومناصبهم في مدينة #المكلا وبقية مدن ساحل #حضرموت على وجه الخصوص للأسف أثبتوا أنهم ليسوا أهلا لهذه المسؤولية وليسوا مؤهلين وقادرين على القيام بمهامهم على الوجه المطلوب والمرضي! الأزمات تتوالى على المواطن الغلبان تباعا، وكل أزمة ألعن من اختها، ولم نرى لمسؤولينا أي جهد ملموس في تفكيكها ولا حتى في التخفيف من وطأتها ومعالجة آثارها، بل ولا حتى أي حديث صريح ومقنع منهم حولها، بل أنهم عجزوا عن تقديم إستقالاتهم كما يفعل كل مسؤول محترم يخشى الله ويستشعر حجم الأمانة التي طوق بها عنقه حينما يعجز عن الإيفاء بما عليه اتجاه مواطنيه الذين صبروا وتحملوا كثيرا! أمر يدعوا الى الإستغراب والتعجب، بل يدعوا كذلك إلى الشعور بالخذلان والقهر والغضب أن يصل المسؤول لدينا إلى هذا المستوى المتدني جدا من الصمت أو بما نسميه محليا "التشفير" وتطبيقهم لخطتي "أعمل نفسك ميت" و "أعطيهم المسع الصقعة" وكأنهم ليسوا جزءا من هذا الشعب المنهك وكأن من يعاني ليسوا أهلهم وليسوا أبناء جلدتهم! ألا يعلم المسؤول الحضرمي أن السلطة ماهي الا تكليف وليست تشريف وهي "عقد اجتماعي" يحدد العلاقة بين حاكم ومحكوم وبين مواطن ومسؤول، تترتب على هذا العقد حقوق وواجبات يقوم بها الطرفين ومن يخل بأي منها فإنه يعتبر ناقضا لذلك العقد مخلا بشروطه وبالتالي يصبح فاقدا للشرعية التي منحت له! شاهدنا خلال الأشهر الماضية ازدياد حالات الإضرابات في مرافق خدمية في غاية الأهمية على سبيل المثال "مكتب الشؤون الاجتماعية والعمل" الذي يستمر موظفيه بالأضراب بصورة حضارية منذ أكثر من خمسة أشهر ولم تجد سلطتنا المحلية بكافة وكلائها وأجهزتها حلا لمشكلاتهم ولا تجاوبا مع مطالبهم، ومثل هؤلاء كثير، حتى وصل الموظف إلى قناعة أن لاسلطة تهتم لأمرة بل ولاتريد الاستماع الى شكواه ومطالبه حتى، ومثل هذا التصرف و"التشفير" ستكون له انعكاسات خطيرة وكبيرة على المدى القريب والبعيد اذا لم تتدارك الأمور! صدقونا إن إدارة محافظة بحجم حضرموت بهذا الشكل وبهذه الطريقة التي بآن عوارها لن توصلنا إلى بر الأمان وستضاعف من حجم الاحتقان في كل مرفق حكومي وفي كل نقابه مازالت فاعلة وحية ولم يتم تدجينها، وفي الشارع كذلك الذي يشهد غليانا بين فترة وأخرى وتتم تهدئته أو إسكاته بإستخدام الأساليب الأمنية والعسكرية فقط دون إلإتجاه بقوة نحو التعامل معه بجدية ومسؤولية وعبر إيجاد الحلول الحقيقية ومعالجة المشكلات من جذورها قدر المستطاع! المواطن الحضرمي اليوم أصبح تائها بكل ماتعنيه هذه الكلمة من معنى، فهو تائه في دهاليز معاناته اليومية المتفاقمة والتي تفاقمت أكثر بعد وصول سعر اللتر من الوقود إلى ألف ريال بزيادة 8 الآلاف ريال دفعه واحدة في سعر دبه الوقود الواحدة وانعكاس تلك الزيادة القاتلة على كل مايتصل بحياته اليومية البائسة من مأكل ومشرب وملبس ومسكن ودراسة ومواصلات ووووالخ، ويتوه اكثر كذلك عندما يفكر في مسؤولية الذين يحكمون بإسمه ويتكلمون نيابه عنه وهم بعيدين كل البعد عن معاناته وهمومه التي بلغت حدا لايطاق وجعلته يصرخ بصوت يملؤه الخذلان والحزن والقهر والغضب قائلا "أيها المسؤولون الحضارم أين أنتم؟" نعم، أين أنتم مما نعانيه ونقاسيه من جوع وفقر وغلاء وفساد؟! منطقة المرفقات