تشاؤم غربي من إحداث تقدم لإنهاء الحرب في أوكرانيا وكييف تخشى من تكرار سيناريو تقسيم الكوريتين

وكالات
 
بعد مرور أكثر من شهر على الحرب الروسية الأوكرانية، يبدي القادة الغربيون تشاؤمهم من احتمالية حدوث إنفراجة قريبة للأزمة بين روسيا وأوكرانيا، وإنهاء الحرب، ويطالبون الأوكرانيين بالاستعداد لحرب طويلة الأمد وخسائر كبيرة.
يأتي هذا في الوقت الذي تخشى قيادة كييف من سيناريو تقسيم أوكرانيا على غرار ما حصل لشبه الجزيرة الكورية التي قُسمت في خمسينيات القرن الماضي إلى كوريتين واستمرت الحرب بينهما لسنوات بدعم غربي لكوريا الجنوبية أنذاك.
وقال وزير الخارجية البولندي السابق ياتسيك تشابوتوفيتش، “يجب على أوكرانيا أن تستعد لصراع طويل الأمد وخسائر فادحة للغاية”. وفق موقع أوكرانيا بالعربية.
وأوضح تشابوتوفيتش، أن خطاب الرئيس الأمريكي جو بايدن في وارسو كان معدا لفتح فصل جديد في التاريخ. حيث دعا بايدن أوكرانيا إلى الاستعداد لنضال طويل الأمد. في إشارة إلى أن الحرب في أوكرانيا ستتجه إلى حرب باردة بين روسيا والغرب.
وقال بايدن، “يجب أن تستعد أوكرانيا لكفاح طويل. عندما انهار الاتحاد السوفيتي استغرق الأمر سنوات لبناء ديمقراطيات حرة في أوروبا الشرقية. لقد كان كفاحا عظيما وثقيلا وطويلا ومؤلما”.
وتتهم حكومة كييف روسيا بالسعي إلى تقسيم أوكرانيا. وقال رئيس المخابرات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف إن روسيا تريد تقسيم بلاده إلى قسمين، مثلما حدث عندما تم تقسيم كوريا إلى شمالية وجنوبية. كما تعهد بشنّ حرب شاملة لمنع تقسيم البلاد.
ونقلت وسائل إعلام دولية، عن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الاثنين، قوله إن الاتصالات الهاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والأوكراني فلاديمير زيلينسكي، تسير في اتجاه إيجابي.
وأوضح في مؤتمر صحفي عقده عقب اجتماعه، اليوم، مع الحكومة التركية، أنه سيعقد لقاء قصيرا مع الوفدين الروسي والأوكراني قبل اجتماعهما في إسطنبول، يوم غد الثلاثاء.
أما الرئيس الأوكراني وفي محاولة منه لتخفيف حدة صراع التصريحات بين الجانبين، وخلق زخم للمحادثات بين وفد بلاده والوفد الروسي المقرر عقدها غدا الثلاثاء بشأن وقف إطلاق النار، ألمح فولوديمير زيلينسكي، اليوم، أن أوكرانيا مستعدة لإعلان حيادها وعدم الانضمام إلى حلف الناتو. والنظر في حل وسط بشأن المناطق المتنازع عليها في شرق البلاد.
وأوضح زيلينسكي، الذي أبدى الأسبوع الماضي استعداده للتفاوض مع نظيره الروسي حول مختلف القضايا المقلقة لروسيا، أن بلاده تدرس طلبا روسيا بالحياد الأوكراني. وهي الخطوة التي رفضتها أوكرانيا سابقا، عندما اشترط الكرملين تخلي حكومة كييف عن أي أمل في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي. الذي تعتبره موسكو تهديدا مباشرا لها.
وقال: إن الاجتماع وجها لوجه فقط مع الزعيم الروسي يمكن أن ينهي الحرب على بلاده.
وأضاف في مقابلة أمس الأحد مع وسائل إعلام روسية مستقلة: “يجب أن نتوصل إلى اتفاق مع رئيس الاتحاد الروسي، ومن أجل التوصل إلى اتفاق، عليه أن يخرج من هناك على قدميه … ويأتي لمقابلتي” .
إلى ذلك تطرح روسيا شروطا لانعقاد قمة بين الرئيسين الروسي والأوكراني. حيث أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم الاثنين، أنه لا يمكن أن يجتمع بوتين وزيلينسكي، إلا بعد استكمال التفاوض بين الجانبين على جميع العناصر الرئيسية لاتفاق محتمل.
وأشار لافروف في مقابلة مع وسائل إعلام صربية، إلى أن الاجتماع بين الرئيسين الروسي والأوكراني سيكون ممكنا فور حصول موسكو على توضيحات بشأن المسائل الأساسية التي طرحتها.
كما أكد أن “نزع سلاح أوكرانيا واجتثاث النازية منها مطلبان رئيسيان لروسيا، يجب أن يكونا ملزمين في أي اتفاق”. مشددا على ضرورة تحقيق نتيجة في المفاوضات الروسية الأوكرانية التي سيصدق عليها بوتين وزيلينسكي”.
واتهم لافروف، البيت الأبيض بالضغط على دول البلقان لانتهاج سياسة مناوئة لموسكو.
وقال: “أميركا تقول إنها تطالب الدول الأخرى بالديمقراطية، بينما هي تفرض عليها نهجا دكتاتوريا”. مضيفا “علينا ألا نملي على بعضنا القيم المزيفة التي فرضتها الليبرالية الجديدة”.
وفي التطورات الميدانية، قالت عمدة إربين: إن الجيش الأوكراني استعاد السيطرة الكاملة على بلدة إربين شمال غربي كييف.
وذكرت وزارة الدفاع الأوكرانية، أن القوات الروسية تواصل حصار خاركيف وتشيرنيهيف وتلحق أضرارا بالبنية التحتية المدنية. حسبما نقلت وكالات دولية.
كما أشارت، إلى أن وحدات القوات الروسية تنسحب نحو روسيا أو بيلاروسيا لاستعادة قدراتها، بعد أن تكبدت خسائر فادحة.
وقال عمدة ماريوبول فاديم بويتشنكو، إن السكان في المدينة الجنوبية المحاصرة على شفا كارثة إنسانية. مشددا على ضرورة إجلاء كل سكان المدينة الساحلية.
وأوضح بويتشنكو، أن نحو 160 ألف مدني محاصرون في المدينة دون كهرباء. فيما تمنع القوات الروسية إجلاء المدنيين.
وأضاف، أن 5 آلاف شخص قتلوا بينهم 210 أطفال خلال أيام الحصار الروسي على المدينة التي تمتد إلى 27 يوما. كما أن 90 بالمئة من المباني السكنية في المدينة تضررت وأكثر من 40 بالمئة منها تدمرت كليا.
إلى ذلك، أعلن متحدث وزارة الدفاع الروسية إيغور كوناشينكوف عن تدمير مستودعات ضخمة للذخيرة في مقاطعة جيتومير كانت تستخدم لإمداد القوات الأوكرانية في ضواحي كييف، وإسقاط طائرتين ومروحية.
وأضاف: “خلال الساعات القليلة الماضية أسقطنا 3 طائرات أوكرانية إضافية، اثنتان (Su-24s) غرب قرية كوروستين في منطقة جيتومير، وثالثة من طراز (Su-25) فوق قرية دروجكوفكا في منطقة دونيتسك”.
وأشار، إلى أن قواته أسقطت مروحية أوكرانية في مدينة ماريوبول، على بعد 5 كيلومترات من الساحل فوق بحر آزوف. كما تم إسقاط طائرة بدون طيار بالقرب من قرية تشيرنوبايفكا. وفق الإعلام الروسي.
كما أوضح، أن الطيران الروسي، استهدف 41 موقعا عسكريا في أوكرانيا بينها اثنان للصواريخ، ومحطة حرب إلكترونية، ومخازن ذخيرة ميدانية، و24 نقطة إسناد ومرآب للمعدات العسكرية الأوكرانية.