الجبهة الوطنية لتحرير واستقلال الجنوب

عدن / خاص


 الجبهة الوطنية لتحرير واستقلال الجنوب تبين لجماهير الشعب إن البيان الذي قد تم قراءته في منصة المهرجان ليس متوافق عليه من قبل مكونات الثورة التحررية وان البيان المتوافق عليه هو هذا البيان .

سم الله الرحمن الرحيم
البيان السياسي الصادر عن مهرجان الاحتفال بالذكرى (52) لثورة 14 أكتوبر المجيدة – العاصمة 0عدن
يا شعب الجنوب الأبي /
يا ثوار الجنوب البواسل/
إن الاحتفاء بذكرى ثورة 14 أكتوبر 1963م المجيدة في ذكراها الـ(52), يأتي هذا العام في ضل واقع سياسي وعسكري وامني لا ينتمي إلى وضع مثل هذا اليوم من العام المنصرم , بفعل التطورات والأحداث التي شهدها ولما يزل عامنا الحالي , ولاسيما الحرب التي بدأت بغزوة الاحتلال على جنوبنا الحبيب , من قبل الحلف الحوفاشي , وتقاطع ذلك العدوان مع " عاصفة الحزم " العربية وما حققته المقاومة الوطنية الجنوبية من انتصار عسكري في تحرير محافظات الجنوب المعروفة عسكريا ولاسيما عاصمة الجنوب السياسية عدن الباسلة , وبرغم كل ذلك فإن احتفاء شعب الجنوب بهذه المناسبة وغيرها من مناسباته الوطنية والتاريخية كان ولم يزل وسيضل من اجل التأكيد المستمر على :
تمسك شعب الجنوب الأبي بتاريخه الكفاحي والحضاري المستقل
مواصلة الدفاع عن هويته التي كانت مستهدفه بالطمس من قبل الاحتلال , بل ودفاعا عن وجوده وحقه المقدس في الحياة .
إن شعب الجنوب وهو يحيي مناسباته الوطنية مقدما أغلى التضحيات ليس عن ترف وإنما عن وعي بان من لا ماضي له لا حاضر ولا مستقبل له
وهانحن اليوم نحيي هذه الذكرى في العاصمة عدن وفي محافظات الجنوب الأخرى ومياديننا وساحاتنا محروسة بالمقاومة الوطنية الجنوبية الباسلة والتي ستكون بإذن الله تعالى القوة الحامية والمجسدة لإرادة شعبنا وتطلعاته في التحرير والاستقلال
إن شعب الجنوب يجدد بهذه المناسبة تمسكه الثابت بحقه الشرعي والعادل بالتحرير واستعادة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني .
      يا شعب الجنوب الأبي :
                              

    إن مكونات الثورة الجنوبية التحررية ، إذ تحيي بإعزاز وإكبار الصمود الأسطوري لشعب الجنوب ، بمقاومته الوطنية الباسلة في كل مناطق الجنوب ومحافظاته المحررة عسكريا من دنس وبغي الاحتلال .. وإذ تعلي بإجلال وإكبار صادقين الشهداء والجرحى صناع النصر العسكري ، الذي ضحوا بالدماء والأرواح في سبيل تحرير الجنوب .. الأرض والإنسان ، والخلاص النهائي من كارثة الاحتلال الهمجي البربري والتدميري ، على طريق التحرر السياسي الضامن لاستعادة شعب الجنوب لعزته وكرامته على أرضه في دولة جنوبية مستقلة كاملة السيادة .. وإذ تحيي - كذلك - أبطال المقاومة الوطنية الجنوبية ، الذين يعول عليهم شعبنا في حمل الراية عن الشهداء والجرحى وذلك لتجسيد إرادة شعبهم وتطلعاته الشرعية والعادلة في التحرير والاستقلال والسيادة على الأرض ، فان مكونات الثورة تقدر عاليا دور التحالف العربي ، وفي مقدمته المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات الشقيقتين ، في مساعدة المقاومة الوطنية الجنوبية ، لتحقيق هذا النصر العسكري ، وذلك بما قدمه من دعم عسكري مباشر وتغطية جوية فاعله و ... الخ .

     أيها الثوار والمقاومون الأحرار :
                                           إن مكونات الثورة الجنوبية التحررية إذ عاشت وتعيش عن كثب الحرب وتطوراتها وتداعياتها ، وما يكتنف المشهد السياسي من تجاذبات ، ومعطيات سياسيه وإجرائية وإعلامية ، وتشكل مسارا سياسيا مفارقا لملامح المسار المأمول لمرحلة ما بعد تحرير عاصمة الجنوب السياسية " عدن " ومحافظات الجنوب المعروفة من غزوة الاحتلال العسكرية التي استهدفت تجديد احتلال دولة الجنوب عام ١٩٩٤ م من قبل الحلف العسكري القديم - الجديد ، أي الحلف الحوعفاشي ومن في فلكه .. فإنها تود التأكيد في هذا المضمار على التالي :
إن على قيادات المقاومة الوطنية الجنوبية أولا ، والتحالف العربي ثانيا ، عدم تجاهل حقيقة إن تلك الملاحم والبطولات التي اجترحها المقاومون الجنوبيون ، وذلك الاستعداد العالي للتضحية التي اتسم بها المقاوم الجنوبي ، في مواجهة قوات الغزو الحوعفاشيه ، ليست طفرة ، ولا وليدة لحظة تفجر الحرب ألراهنه ، وإنما كل تلك المآثر والملاحم ، هي تواصل ، إن لم تكن نتيجة موضوعية ، لروح الثورة الشعبية السلمية التحررية ، ولما سبقها من أشكال النضال المختلفة ضد الاحتلال منذ وطأت أقدامه ارض الجنوب في ٧ يوليو ١٩٩٤ م الأسود
إن شعب الجنوب المكافح ، قدم آلاف الشهداء الأبرار وأضعافهم من الجرحى الميامين منهم المشوهين والمعاقين ، قبل مارس ٢٠١٥ م في كل ساحات وميادين الثورة التحررية من الضالع إلى المهرة وان لولا ذلك لما عشنا الصمود الأسطوري لشعب الجنوب الحاضن الأمين لمقاومته الوطنية الباسلة ، ولما وجد التحالف العربي الحاضن الشعبي الجنوبي والمقاوم , ولما تحقق النصر على ارض الجنوب في حربه المعروفة الخلفيات والأبعاد والأهداف ولما أمل شعبنا في إن عاصفة الحزم العربية جاءت " فكه من مكة " لمساعدته للخلاص من مأساته غير المسبوقة التي فرضها الاحتلال عليه منذ عقدين من الزمن .
ولذلك تنبه مكونات الثورة المقاومة الوطنية الجنوبية ، قيادة وأفرادا إلى خطر تجاهل شهداء ثورة شعب الجنوب السلمية ، وما سبقها من هبات وأشكال نضالية ضد الاحتلال .. إذ إن تجاهل شهداء الجنوب وجرحاه الأحرار الثائرين سلميا أو عسكريا ، يعني إن المقاومة وقوى الجنوب السياسية المختلفة قبلت بتصنيف الاحتلال لشهداء وجرحى الجنوب ، وهو ما لا يمكن السكوت عنه ، وعبثا فرض القبول بتمريره ، ومثلما هي المسؤولية الوطنية والأخلاقية نحو شهداء وجرحى المقاومة ، هي مسؤوليتنا نحو كل من سبقوهم في الشهادة على مدى عشرين عاما في سبيل الهدف ذاته وذلك بإتباع كل الوسائل لضمهم إلى قائمة شهداء المقاومة في الحرب الراهنة .
وبشأن جرحى المقاومة الوطنية الجنوبية ، الذي كان لهم شرف المشاركة في صنع ملحمة التحرير ، فإن المسؤولية نحوهم غير قابلة للتأجيل أمام قيادات المقاومة ، إذ تقتضي بذل جهد أكبر وغير منقطع لتخفيف الأم الجرحى ، وإنقاذ حياة من لا زالوا في أوضاع صحية حرجة ، في الداخل وفي الخارج .
يؤمل شعب الجنوب في قيادات التحالف العربي ، بقيادة المملكة السعودية الشقيقة ، إن تنطلق من الحقائق السياسية والاجتماعية والثقافية للصراع وفي مقدمتها قضية شعب الجنوب الوطنية ، وحق شعب الجنوب الشرعي والعادل في تحرير أرضه واستعادة دولته المستقلة ليعيش على أرضه بعزه وكرامه كباقي شعوب الأرض .. إذ إن تجاهل هذه الحقيقة لن يزيد الأزمة إلا تفاقما ولن يضمن التحالف ما يؤمن مستقبل أهدافه ولا امن واستقرار المنطقة.
إيه الثوار الأحرار
وفي إطار المشهد السياسي الراهن وما يعتمل فيه من أحداث وتطورات فإن مكونات الثورة الجنوبية التحررية تنتهز هذه المناسبة للتأكيد على :
أولا: تثمن عاليا دور التحالف العربي بما قدمه من دعم ومسانده لمقاومة شعبنا الوطنية
ثانيا: وفيما يخص ما يطرح حول دمج المقاومة الوطنية الجنوبية فيما لا وجود له ترى مكونات الثورة إن على المقاومة الباسلة التعاطي الواعي والمسئول مع هذه القضية الحساسة من حيث :
إدراك الجوهري في العلاقة التي تقررها المصلحة المشتركة بين التحالف العربي وقضية شعبنا الوطنية
الحرص على بقاء المقاومة قوة عسكرية متماسكة كنواة للجيش الجنوبي القادم وقوة أمنية جنوبية لاسيما في المناطق المحررة حاليا .
اخذ الحيطة والحذر من إن يكون موضوع الدمج ليس سوى طريق لاحتواء المقاومة بهدف إفراغها من مضمونها الثوري التحرري وبهذا المضمار لن يتأتى ذلك لمقاومتنا الباسلة إلا بقيادة ورؤية موحدة لها ومساهمتها في بناء إطار سياسي جنوبي موحد بالتنسيق مع مكونات الثورة وقواها السياسة .
ثالثا : إن مكونات الثورة الجنوبية ومعها جماهير الجنوب تعبر عن قلقها الشديد إزاء الوقائع الأمنية بأبعادها السياسية التي برزت بعد تحرير عاصمة الجنوب السياسية "عدن " والتي من أبرزها :
اً ) تواصل مسلسل جرائم الاغتيالات للقيادات العسكرية والأمنية الجنوبية وفق سيناريو الاحتلال ذاته منذ عقدين من الزمن لم يتغير ولم يتبدل ، وكان شيئاً لم يحدث على ارض الجنوب المحررة عسكرياً من الاحتلال ، إذ تم اغتيال عدد من ضباط الجيش والأمن في اقل من شهر مضى ، وبالتكامل مع ذلك المسلسل ،

ب ) استمرار واحد من تجليات استهداف هوية الجنوب بالطمس ، من خلال تدمير ومحو معالم وآثار وأعلام الجنوب الحضارية : الثقافية والتاريخية والدينية ، إذ تم تدمير ضريح " سفيان " التاريخي في لحج أثناء الحرب وفي ٢ أكتوبر الحالي تفجير قبة يعقوب في حضرموت و...الخ !!

ج ) إعادة ضباط وأفراد الجيش الجنوبيين إلى عاصمة الاحتلال ، بربط مرتباتهم بمقابلة لجان عسكرية تابعة لقوات الحوثي وعفاش ، مفارقة غير مسبوقة في الحروب

د ) تفجيرات ٦ أكتوبر الحالي الانتحارية التي استهدفت مقار أشقائنا الإماراتيين وغيرها من المواقع بسيارات مفخخة ، وأفضت إلى سقوط عدد كبير بين شهداء وجرحى

هـ ) زرع الألغام في " عدن " من قبل الخلايا النائمة والعناصر الوافدة من مناطق الاحتلال.

رابعا : إن شعبنا إذ يدين بأشد العبارات كل الجرائم أنفة الذكر وإذ يدين ويرفض كل أشكال التطرف والإرهاب يلفت عناية التحالف العربي إلى ضرورة التعاطي مع الحقائق الموضوعية للصراع لمرحلة ما قبل العاصفة وما أفرزته من حقائق جديدة على الأرض ولاسيما في الجنوب للحيلولة دون التأثير على النصر المحقق بالمرور من خلال الإبقاء على حالة الغموض التي تكتنف العلاقة بين إرادة شعب الجنوب وتطلعاته في الحرية والاستقلال وما يفرض عليه من إجراءات تتعارض مع هذه الإرادة, ويرى إن الخروج من هذا الوضع سيكون بمنح المقاومة الجنوبية حق إدارة المناطق المحررة امنيا وإداريا , بما في ذلك تطهير مرافق ومؤسسات الدولة من الفساد والمفسدين واختيار الكفاءات المشهود لها بالنزاهة والخبرة.
وبشأن ما تداولته وسائل الإعلام عن مسعى حكومة الاحتلال ، لإنزال علم دولة الجنوب ، فان مكونات الثورة تحذر من مغبة سيناريو كهذا ، وينبغي على التحالف إدراك الحقائق التالية :

اً ) إن العدوان على علم دولة الجنوب هو عدوان على كل شعب الجنوب .

ب ) إن شعب الجنوب قد رفع علمه بالعرق والدم والأرواح ، والاحتلال في أوج زهوه وقوته وإرهابه ووحشيته منذ عقد ونيف .

ج ) إن علم دولة الجنوب ليس رقعه متعددة الألوان ، وإنما هو رمز من رموز شعبنا ، والجميع يعلم تأثير الرموز على الشعوب وقدرتها على تحريكها .

د ) إن شهداء المقاومة الوطنية الجنوبية وجرحاها سقطوا ، كما في سنوات الثورة السلمية التحررية ، تحت هذه الراية - الرمز ، والعدوان علية جريمة بحق الشعب وبحق من استشهدوا تحت ظله ، وهم يحلمون بوطن حر مستقل .
وبهذه المناسبة العظيمة تقدم مكونات الثورة الجنوبية التحررية التهنئة إلى الممثل الشرعي للجنوب السيد الرئيس علي سالم البيض وتحييه على مواقفه الثابتة والصادقة إلى جانب شعب الجنوب وتدعوه للعودة إلى ارض الوطن مع بقية المناضلين في الشتات .
المجد والخلود لشهداء الجنوب الأبرار .. والعهد يتجدد بالسير على دربهم حتى النصر التام
الشفاء للجرحى والحرية للأسرى وأنها لثورة حتى النصر .

صادر عن :
مكونات الثورة الجنوبية التحررية
العاصمة " عدن " 14 أكتوبر ٢٠١٥ م
.