مسؤول قطري كبير يكشف كواليس مفاوضات حرب غزة والجهة التي تعطلها
قال ماجد الأنصاري مستشار رئيس الوزراء القطري لصحيفة "هآرتس" العبرية إن إسرائيل و"حماس" لا يظهران التزاما كافيا بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن.
وفي مقابلة هي الأولى على الإطلاق مع وسائل الإعلام الإسرائيلية، تحدث الأنصاري عن إحباط قطر من سلوك كل من حركة "حماس" وإسرائيل، ورفض تقييم فرص تقدم المحادثات قائلا: "نحن الآن عند النقطة التي توقفت فيها المحادثات فعليا وتمسك الجانبان بمواقفهما، وبالتالي سيكون من الصعب للغاية الوصول إلى أي استنتاجات أو توقعات".
وأضاف: "في الاتفاق الأول الذي انهار بعد 7 أيام، كنا نأمل أن نرى المزيد من المرونة والجدية والالتزام من كلا الجانبين.. أعتقد أننا تعاملنا بشكل إيجابي مع فرق التفاوض هنا في الدوحة. ونعتقد أنه كان هناك قدر كبير من الإخلاص في العملية نفسها، في تقديم وفهم ومراجعة الأفكار. وللأسف، لم تسفر هذه الجهود عن تحقيق هدفها على أرض الواقع، وهذا بالتأكيد قادنا إلى إعادة تقييم وساطتنا، وإعادة تقييم جدية الجانبين".
وأوضح المسؤول القطري أنه "إذا رأينا أن المحادثات التي نجريها أصبحت مسعى ميؤوس منه، فإننا بحاجة إلى إعادة تقييم موقفنا ونرى كيف يمكننا أن نكون مفيدين في العملية نفسها. لأننا بصراحة، لا نريد أن يتم استخدامنا كجزء من إطالة أمد هذا الصراع".
وعند سؤاله عن سبب انتقاده الشديد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في فبراير الماضي، عندما قال إن دعواته لحث قطر على ممارسة الضغط على "حماس" كانت "محاولة لإطالة أمد القتال لأسباب واضحة"، فسر الأنصاري للصحيفة بأن مثل هذه التصريحات تعرقل جهود الوساطة، وقال "في كل مرة نقترب فيها من التوصل إلى اتفاق، كنا نجد أفكارا جديدة لتقديمها إلى الطاولة، وهذا يعتبر شكلا من أشكال التخريب، لأن التخريب قد يكون على شكل تصريحات أو أفعال تعيق الهدف الأساسي".
ووفقا للصحيفة، يرفض الأنصاري ادعاءات نتانياهو وغيره من كبار المسؤولين الإسرائيليين بأن قطر بحاجة إلى زيادة الضغط على "حماس" في المفاوضات، وأنها لا تفعل ما يكفي لتشجيع الحركة على التحلي بالمرونة وتبني المقترحات التي تم طرحها على الطاولة.
وأعرب الأنصاري عن قلقه البالغ إزاء احتمال أن تؤدي عملية إسرائيلية في رفح إلى إلحاق الأذى بالرهائن الإسرائيليين ومقتل عدد لا يحصى من المدنيين، قائلا إن "كل تصعيد على الأرض يعرض حياة الرهائن للخطر ويعني المزيد من الموت للمدنيين في غزة".
وبشأن مدى جدية "حماس" في التوصل إلى اتفاق، قال مستشار رئيس الوزراء القطري للصحيفة: "كنا نأمل أن نرى المزيد من الالتزام والجدية من كلا الجانبين. وكذلك كنا نأمل، بمساعدة شركائنا الدوليين، أن نتمكن من الضغط على الجانبين للتوصل إلى اتفاق، لكننا الآن نرى من كلا الجانبين الكثير من النقص في الالتزام بالعملية نفسها وبالوساطة".
وتحدث المسؤول القطري عن علاقة حماس مع الدوحة قائلا: "لم ندخل في علاقة مع حماس لأننا أردنا ذلك بل لأن الولايات المتحدة طلبت مننا ذلك في عام 2006.. وفي ذلك الوقت، كان من الواضح جدا بالنسبة لنا أن هذا الدور لا يمكن أن يقوم به أحد سوانا وأنه إذا نخجل من ذلك بسبب حسابات سياسية ضيقة من جانبنا، رغم أننا ندرك مدى خطورة نتيجة لذلك، فإن هذا يعني فرصة أقل للسلام، والمزيد من الصراع والمزيد من التصعيد في الأراضي الفلسطينية وإسرائيل".
وردا عن سؤال الصحيفة حول تقييم قطر لهجوم "حماس" على إسرائيل في 7 أكتوبر، وعما إذا كانت تعتبر "حماس" منظمة إرهابية، قال الأنصاري: "نحن ندين أي استهداف للمدنيين بأي شكل من الأشكال.. سواء كانوا إسرائيليين أو فلسطينيين". وأضاف: "نحن ندين هذه الهجمات وندين قتل المدنيين، كما ندين الآن قتل المدنيين الفلسطينيين في الحرب".