خطاب الرئيس عيدروس الزبيدي في محافظة حضرموت
في ليلة هادئة تحت سماء حضرموت وبجنب بحرها الأزرق وأمواجه المتدفقة وصحراءها الواسعة، حيث تتنفس الأرض عبق التاريخ وتتوهج بنجوم الأمل، التواق إلى الحرية والاستقلال، فوقف الرئيس عيدروس الزبيدي مخاطبًا أبناء هذه الأرض الطيبة قيادات حكومية ووزراء وشخصيات اجتماعية وأكاديمية وعسكرية وأمنية ونساء وشباب وأحزاب ومستقلين.
كلمات كانت تفوح من شفتيه ونبرات صوته كندى الصباح، بلغة عذبة تلامس الروح، وجمل معبرة تحمل في طياتها ألم الماضي وحلم المستقبل ورؤية الدولة الجنوبية الواعدة.
كان خطاب الرئيس الزبيدي ليس مجرد كلمات تُلقى، بل رسالة حب ووفاء لحضرموت وأبنائها، رسالة تحمل في طياتها دلالات سياسية عميقة، والتحام شعبي أخوي صادق، لكن حضرموت التاريخ والحضارة هي التي تمس القلوب، وتبهج الأرواح، وتعشق التراب، وتقدس العلم والثقافة، وتقدر الإنسان فيها.
بدأ الرئيس الزبيدي حديثه بتأكيد أن حضرموت ليست مجرد أرض جنوبية فحسب، بل هي أم تحتضن أبناءها، وأبناءها من الجنوب وأبناءها اليوم هم أهلها وهم الأجدر بإدارة أرضهم وثرواتها، مع رفض أي محاولات لاستغلالها أو زعزعة أمنها.
وقال بكل حزم: حضرموت لأبنائها ومن أبنائها لأهلها في الجنوب، وثرواتها لهم، فحضرموت جنوبية الهوى والهوية وهي صلبة لا يقدر أحد أن يسلخها عن جنوبيتها، ولن نسمح لأحد أن يسرق أحلامها ويفرط في حقوقها وسيادتها.
كانت كلماته كسيف مصقول، يحمي الحلم الحضرمي خاصة والجنوب عامة من أي محاولة للالتفاف عليه أو استغلاله لصالح الشمال والقوى التي تريد تعبث بأمن حضرموت وثرواتها. وأضاف: لن نسكت، ولن نتوقف عن حماية هذه الأرض الطيبة، حتى لو اضطررنا لتجاوز صلاحياتنا، لأن أمن حضرموت واستقرارها فوق كل اعتبار.
ثم انتقل إلى الحديث عن المخاطر التي تحيط بحضرموت، وكيف أن أعداءها يحيكون المؤامرات لزعزعة أمنها واستقرارها.
توقف عند ذكر الهجمات الحوثية على المنشآت النفطية، وكيف أن هذه الهجمات ليست مجرد أعمال تخريب فحسب، بل هي محاولة لسرقة مستقبل أبناء حضرموت والتآمر على ثرواتها، حضرموت الجنوب وحضرموت الهوى والهوية. وقال بلهجة حازمة: لن نسمح لأي قوة كانت أن تعبث بأمن حضرموت أو تسرق أحلام أبنائنا فيها، ولن نسمح لأي قوة أن تتدخل في شؤوننا الداخلية أو تهدد أمننا في حضرموت أو أي محافظة أخرى.
لكن الخطاب لم يكن مجرد حديث عن التحديات فحسب، بل كان أيضاً دعوة إلى الوحدة الجنوبية والحوار فقال: ندعو كل المكونات في حضرموت إلى الحوار، دون استثناء، فحضرموت اليوم تحتاج إلى قلوب متحابة وأيدي متشابكة لانها أرض الأحقاف وعروسة بحر العرب وهي أرض السلام والعلم والثقافة والحضارة والتاريخ.
ودعا الخطاب إلى وحدة المكونات الحضرمية، مع التأكيد على أن الحوار هو الطريق الوحيد لحل الخلافات وبناء مستقبل مشترك، وأكد أن حضرموت قادرة على تجاوز خلافاتها إذا ما توحدت قلوب أبنائها.
وفي ختام خطابه، توقف الرئيس الزبيدي عند قضية العدالة في توزيع الثروات، وقال بكل وضوح: ما يكفي حضرموت يجب أن يوزع على أبنائها في الجنوب، ولن نسمح بأن تذهب ثروات هذه الأرض إلى غير أهلها وجاءت كلماته كنبض القلب، تعبر عن حب عميق لهذه الأرض وأبنائها، وتؤكد أن حضرموت ليست مجرد أرض جنوبية فحسب، بل هي وطن جنوبي هوى وهوية يستحق أن يعيش أبناؤها وأبناء الجنوب عامة بكرامة وأمان وينعم بخيراته وتزدهر حياته ويعوض حرمانه.
في النهاية، كان خطاب الرئيس عيدروس الزبيدي ليس دعوة لأهله في حضرموت فحسب، بل كان نداءً من القلب إلى القلب، يحمل في طياته حباً عميقاً لحضرموت وأبنائها، ويؤكد أن المستقبل سيكون لأصحاب الحق، وأن حضرموت ستظل قلعة منيعة تحمي أحلام أبنائها وثرواتها وتصون كرامة أهلها واخواتها في الجنوب عامة ولا ولم ولن تكون حضرموت الا مع المشروع الجنوبي الداعي إلى التحرير والاستقلال واستعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة بحدود ما قبل عام 1990م.