"معاريف": الجيش الإسرائيلي يعترف بـ"خطأ فادح" ارتكبه اليوم الجمعة
اعترف ضباط كبار في الجيش الإسرائيلي بأن قرار إدخال مكبرات صوت إلى غزة لبث خطاب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كان خطأ فادحا، وفق صحيفة "معاريف".
ووفقا لـ"معاريف"، أقر الضباط بأن هذا القرار أضر بشكل كبير بصورة الجيش وسلسلة من كبار الضباط، وعلى رأسهم رئيس الأركان إيال زامير وقائد القيادة الجنوبية اللواء يانيف آسور.
وأشارت الصحيفة إلى أنه كانت هناك معارضة للقرار من قبل عدد من الضباط في وحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي. وشعر ضباط في الجيش بالغضب من رئيس الوزراء.
وقال مصدر رفيع المستوى لـ"معاريف" إن البيان الذي أصدره مكتب نتنياهو في أعقاب الضجة العامة كان بمثابة: "ألقى بنا تحت عجلات الشاحنة".
هذا وبدأت كواليس "خطاب مكبرات الصوت" يوم الاثنين في اجتماع بين رئيس الأركان إيال زامير ووزير الدفاع يسرائيل كاتس، ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وحسب ما نقلت الصحيفة عن الجيش الإسرائيلي، أخبر رئيس الوزراء رئيس الأركان بأنه يرغب في تنفيذ "عملية توعية"، لإيصال رسالة إلى سكان غزة "فوق رؤوس حماس". وقال لرئيس الأركان إنه يريد بث مقاطع من "فيلم الفظائع" الذي أنتجه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ويصف "جرائم حماس" في السابع من أكتوبر. وأوضح رئيس الوزراء أن هذه عملية توضيحية كما حدث في السابق في ساحات أخرى.
وأفاد مصدر رفيع المستوى للصحفية، بأن رئيس الأركان تحفظ وطلب أن يتم إرسال التوجيه كتابيا، حيث قدم رئيس الوزراء التوجيهات كتابيا، ولفت إلى أن مكبرات الصوت ستوضع داخل الأراضي الإسرائيلية على خط الحدود.
وذكر مصدر عسكري أن رئيس الأركان اتخذ القرار وهو يبث رسالة: "أنا بحاجة لاختيار معاركي ضد المستوى السياسي".
وعندما بدأ التحضير للعملية، اتضح في القيادة الجنوبية أن من الضروري إدخال شاحنات بمكبرات صوت إلى داخل القطاع لتكون العملية فعالة. فتم إدخال أربع شاحنات إلى داخل القطاع وأربع شاحنات أخرى كانت على خط الحدود.
واعترف الجيش الإسرائيلي بأن معظم مكبرات الصوت أُخذت من قواعده، حيث تتمثل مهمتها اليومية في تحذير الجنود من صفارات الإنذار "اللون الأحمر". وبين الجيش الإسرائيلي إن الشاحنات أُدخلت إلى المواقع العسكرية في منطقة نتساريم التابعة للفرقة 99.
وأعرب ضباط في الجيش عن غضبهم من القرار، ووجهت انتقادات كثيرة إلى رئيس الأركان الذي وافق على العملية.
وأقر الجيش الإسرائيلي مساء الجمعة بأن القرار كان خطأ، وأنهم لم يتوقعوا حجم الانتقادات من الجنود وأولياء أمورهم والجمهور. وصرح مصدر عسكري لـ"معاريف": "هذا كان خطأ، هذا القرار لا يمكنني ابتلاعه. إنه قرار غير صحيح وغير جيد يضر بالجيش".