00 في وداع .. اخر الرجال ..المحترمين 00

بقلم / سالم عوض العامري


 في الساعات الاولى .. من يوم الجمعة ال 11 من نوفمبر 2016 م .. تلقى
الناس .. كل الناس .. بكافه اطيافهم ..في هذا الوطن .. النبأ المزلزل ..
النبأ ..الفاجعة .. الذى .. قض المضاجع ..واجرى المدامع .. والذى كانت
اصداء الاعلان عنه ..اشبه ما تكون .. بنزول الصاعقة ..صادما .. عنيفا..
مدويا.. حيث انطفأ في تلك الليلة الحزينة ..مصباح من مصابيح الامه
..وقنديل من قناديل الوطن .. بعد أن ترجل وأرخى الصواري .. وأسدل الأشرعة
.. الا وهو الاب .. والصديق .. والانسان .. المناضل الوطني الجسور ..
الفقيد على احمد العامري 00 لقد كان رحيل .. هذا الرجل .. الذى رحل ..فى
تؤده وهدوء .. وفى اجواء ايمانيه مباركه ..بعيدا عن زخارف الدنيا
..واطماعها .. يشكل خساره وطنيه عظيمه .. لدى الجيل الحاضر ..والاجيال
القادمة .. كيف لا .. والعين لا تخطئ شجاعته ..وجسارته وبطولاته إذ كان
عاصفة على الاعداء .. كيف لا وهو احد ابرز حمله البيارق والبنادق
والفيالق كأبرز رجال التحرير و كهامه من هامات الفداء الذين .. تمنوا
الشهادة .. وعاهدوا الله والوطن .. على الموت .. او النصر والحرية
..ووضعوا ارواحهم على اكفهم .. وصافحوا الموت وجها لوجه عشرات المرات ..
في كل منعطفات تاريخ الوطن .. كيف لا ..وهو ..فارس بألف فارس .. وهو احد
ابرز الرجال الغر الميامين ..الذين انجزوا يوم الاستقلال الوطني ..
العظيم .. وغزلوا علم دوله الجنوب .. الواحد الموحد في صبيحه ال 30 من
نوفمبر عام 1967 م 00 حينما غادرنا -هذا الرجل الطيب الصابر المرابط
الودود .. الذي تزهو به الجمعة ..من الدار الدنيا الفانية .. الى الدار
الأخرة .. دار البقاء والنعيم والخلود ..فلقد غادرنا جسدا .. الا ان روحه
الطاهرة ..الجميلة لاتزال ترفرف في الارجاء القريبة ..في السماء ..نعم ها
هي تحلق .. في طمأنينة .. ورضى ..على شآبيب القلوب المفطورة .. من اهله
.. واقاربه.. واحبائه .. ورفاقه .. وان ذكراه الطيبة العطرة .. لاتزال
تتضوع بين ..الازقه والحوارى ومنابر الجوامع .. وهى تحمل ضياء المعنى
..وخضاب القصيدة ..والاعظم من كل ذلك انه خلف ابناء .. واسباط .. واخوه
له .. يعملون برحابه صدر وامتنان ..على تلبيه وصاياه .. واكمال رسالته
طوال مشواره الوطني النبيل .. بتكريس حياتهم في خدمه اهلهم ووطنهم وهم
يكملون السير اليوم على عهده وعلى نهجه .. ويعطرون ارجاء الأمكنة بسيرته
الطيبة الزكية 00 لقد كان الفقيد - طيب الله مرقده حسن السيرة..
والذكر.. فلقد كان في الفصل الاخير من حياته .. بعد ان تعرض من رفاق
السلاح للتهميش والاقصاء ..شغوفا بالقراءة .. والتوثيق .. والتحليل
السياسي .. إذ كان عاشقا للحرف والكلمة .. ومحبا للقلم بحجم حبه ..
للبندقية .. فيما اعتزل اعتزالا كاملا الخوض في السياسة بعد ان كرس حياته
للتهجد والعبادة ..الا انه في ذات الوقت كان لا يبخل أن يفتدي الوطن ..
اذ كان هو والوطن جناحا طائر ..كما كان يغدق على رفاقه واحبائه ومريديه
بالنصح والمشورة .. واضعا خبرته وحنكته السياسية في خدمه المجتمع .. لذلك
فهو يعد احدى خزائن الامه المغمورة .. اذ يحمل بين دفتي كتاب حياته
الزاخرة .. بالفداء والشهامة والكرم والعطاء .. اسرارا على جانب كبير من
الأهمية في وجدان تاريخنا الوطني المعاصر ..حيث ان كل مرحله من مراحل
عمره المديد .. تفرع أغصانا .. وأفنانا .. وألحانا .. وتسجل لوحدها ..
جزأ زاخرا وثريا من تاريخ هذا الوطن ..كما تعد المكتبة الشخصية التي
يمتلكها في بيته العامر.. الذى كان موئلا للرفاق الذين غدروا به .. منجما
من مناجم الثروة القومية .. وسرا من اسرار التاريخ ..وكنزا من كنوز ذاكره
الامه .. الامر الذى يضاعف .. المزيد من الحرص والمسئولية .. على عاتق ..
الدولة والمتخصصين في كتابه التاريخ ..بان يغترفوا من هذا النبع الصافي
..الذي لابد ان يثمر وان يزهر ..بالماء والنماء خدمه للحقيقة والتاريخ ..
رحم الله الفقيد .. المناضل الوطني الغيور .. على احمد العامري ..رحمه
الابرار .. والذي سيظل بسيرته وتاريخه .. في القلب والشريان ..واسكنه
الفردوس الاعلى ..مع الصديقين و الشهداء والانبياء 00