صحف عربية: "البلطجة" التركية مستمرة في سوريا وليبيا وبيان الخماسي يصعق أنقرة
سلطت صحف عربية صادرة اليوم الأربعاء الضوء على البيان المشترك الذي صدر عن مصر، وقبرص، واليونان، وفرنسا، والإمارات، للتنديد بالسياسة التركية في المنطقتين العربية والمتوسطية. وأشارت هذه الصحف إلى أن الانشغال بأزمة جائحة كورونا لم يثن القوى الإقليمية عن الانتباه إلى انتهاكات أنقرة في منطقة شرق المتوسط وليبيا والتحذير من خطورتها. اللانظام الإقليمي في موقع إندبندنت عربية، طالب رفيق خور بنظام أمنى إقليمي في الإطار العربي، لمواجهة التحديات الجديدة التي تعترض الواقع الأمني العربي
. وقال خوري إن "الاحتلال التركي والإيراني لمواقع مهمة ودقيقة في المنطقة يضافان للاحتلال الإسرائيلي، ما يفرض إعادة النظر في التحديات الأمنية التي تواجه العرب الآن وتغيير المواثيق الدفاعية الإقليمية". واضاف خوري "يواجه العرب اليوم ثلاثة أخطار كبيرة في وقت واحد، خطر التوسع الإيراني وفرض النفوذ مباشرة وعبر ميليشيات تابعة لطهران في بغداد، ودمشق، وبيروت، وصنعاء ضمن مشروع إمبراطوري إيراني على حساب الأمن القومي العربي، وخطر التوسع التركي الذي يندفع فيه الرئيس التركي رجب طيب أروغان مباشرة في شمال شرق سوريا وشمال شرقي العراق وغرب ليبيا وشرق البحر المتوسط، وخطر إسرائيل القديم والدائم عبر ما يتجاوز ضم الأرض العربية في فلسطين والجولان السوري". أكاذيب تركية وبدوره، رصد موقع "أحوال تركية"، ما أسماه محاولات وزير الخارجية التركي اليائسة التهجم على الدول التي نددت بالسياسة التركية في المتوسط ورفضت تدخلها في ليبيا، وتجاهل شاوش أوغلو في هذه الاتهامات تدخّلات بلاده في عدد من دول المنطقة، مثل سوريا أو ليبيا أو اليمن أو العراق، وأشار الموقع إلى تزامن هذه الاتهامات مع الانتقادات الدولية المتزايدة لتركيا قائلاً: "تعالت الأصوات الدولية منادية بكبح التدخل التركي العسكري في الصراع الليبي وما يشكله من تهديد لجهود السلام في ليبيا، لاسيما أن أنقرة مستمرة في إرسال الفصائل السورية المتشددة للقتال في صف حكومة الوفاق في طرابلس" . وأضاف الموقع " في هذا الإطار ندد وزراء خارجية مصر واليونان وقبرص وفرنسا بشدة بالتدخل العسكري التركي في ليبيا، داعين تركيا من جديد إلى الاحترام الكامل لحظر السلاح الأممي ووقف تدفق المقاتلين الأجانب من سوريا إلى ليبيا". وقال الموقع :"رغم التحذيرات الدولية، يواصل أردوغان ضاربا مناشدات العالم بوقف القتال في ليبيا عرض الحائط بتغذية الصراع بين الفرقاء الليبيين، فيما تعاني ليبيا منذ سنوات ويلات الحرب انتهاكات الميليشيات المسلحة المتشددة الموالية لحكومة الوفاق". انتهاكات تركية وبدورها، قالت صحيفة "العرب" اللندنية، إن الانشغال بأزمة جائحة كورونا لم يثن القوى الإقليمية عن الانتباه إلى انتهاكات أنقرة في منطقة شرق المتوسط وليبيا والتحذير من خطورتها. وقالت الصحيفة: "أثار هذا الاهتمام غضب تركيا وحكومة الوفاق الليبية اللتين أبدتا ردود فعل غاضبة تجاه الإدانة الخماسية لتصرفاتها".
ولكن الخبراء الذين تحدثوا إلى الصحيفة أكدوا أن هذه المواقف الدبلوماسية ورغم أهميتها الكبيرة لا تثني أنقرة عن نهجها العبثي في المنطقة إذ يتطلب ردعها موقفا أقوى وخطوة عملية". وقال وزير الخارجية المصري الأسبق محمد العرابي للصحيفة، إن هذا البيان المشترك يؤكد أن هناك تنسيقاً لا غبار عليه للتعامل مع البلطجة التركية، وأراد لفت أنظار العالم لخطورة الجرائم التي ترتكب. وأضاف العرابي أن "صدور البيان متأخراً بعض الشيء وبعد أن تمكنت أنقرة من الدفع بالآلاف من العناصر الإرهابية إلى ليبيا لا يقلل من أهميته، لكنه يستوجب تنفيذ محتواه على الأرض وبلورة مواقف جادة ليتمكن المجتمع الدولي من ردع أنقرة التي لا تأبه بالإدانات المتعددة". رسالة دبلوماسية من جهتها عرضت صحيفة "الشرق الأوسط" تصريحات وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، والذي قال إن الاجتماع الخماسي، الذي دعت له مصر، وشاركت فيه فرنسا واليونان وقبرص والإمارات يمقل "رسالة دبلوماسية متزنة". وأضاف قرقاش أن "ثقل الدول المشاركة، وسعيها إلى تعزيز الاستقرار، وتغليب القانون الدولي، لا يمكن تجاهله"، مؤكداً أن هذا البيان يمثل اساس سيعمل على تغليب لغة القانون الدولي على قوانين الغاب. ونبهت الصحيفة إلى تنديد الوزراء في هذا البيان إلى نقاط هامة، على رأسها التحركات التركية غير القانونية الجارية في المنطقة الاقتصادية الخالصة لجمهورية قبرص ومياهها الإقليمية، بما تمثله من انتهاك صريح للقانون الدولي، وفقاً لاتفاقية الأمم المتحدة لقانون البحار. وهي المحاولة السادسة من قبل تركيا، في أقل من عام، لإجراء عمليات تنقيب غير شرعية داخل المناطق البحرية لقبرص