صحف عربية: من اليمن إلى ليبيا مشروع أردوغان يترنح
سلطت تقارير صحافية الضوء على إحباط المخططات المشبوهة لتركيا وقطر لتعزيز النفوذ الإخواني في أرخبيل سقطرى في اليمن، فيما رحبت القبائل الليبية بإعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استعداد بلاده للتدخل العسكري في ليبيا لتخليصهم من المحتل التركي. ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الإثنين، تواصل تركيا برئاسة رجب طيب أردوغان سياسة "الأمننة" في الداخل والعسكرة في الخارج، كما يبدو من التدخلات المتنامية للتدخل في الشؤون العربية من سوريا، إلى ليبيا ومن العراق إلى اليمن. مخططات في سقطرى في اليمن نقلت صحيفة "العرب" اللندنية، عن مصادر سياسية أن "إنهاء نفوذ جماعة الإخوان المسلمين في جزيرة سقطرى، نهاية لمحاولات تركيا تحويل الجزيرة إلى بوابة للتدخل في الملف اليمني". وأكدت المصادر وجود ارتباط بين التوترات التي شهدتها سقطرى وقيادات مرتبطة بقطر وتركيا عملت على تأجيج الصراعات، والتهيئة لإحكام سيطرة التيار الموالي للدوحة في الحكومة اليمنية على الجزيرة الإستراتيجية في المحيط الهندي. وقالت المصادر إن "مشاركة الإعلام القطري والتركي في الهجوم على التحالف العربي على وقع أحداث جزيرة سقطرى، ومشاركة قيادات سياسية يمنية في حملة التشكيك في أهداف التحالف، محاولة جديدة للابتزاز السياسي وجر قوات التحالف للصدام مع مكونات يمنية مناهضة للانقلاب الحوثي في مقدمتها المجلس الانتقالي الجنوبي الذي تشارك قواته في مواجهة الحوثيين في عدة جبهات في صعدة والساحل الغربي والضالع". وبالتوازي أكدت مصادر سياسية لـ"العرب"، أيضاً أن محافظة شبوة تستعد لموجة تصعيد إخوانية ممول قطرياً، بالتزامن مع تنامي نشاط مماثل في محافظتي حضرموت والمهرة. قبائل ليبيا ترد على أردوغان وفي ليبيا رحبت القبائل بإعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي استعداد بلاده للتدخل العسكري لتخليص البلاد من المحتل التركي. وأفادت صحيفة "الشرق الأوسط"، بأن مجلس مشايخ ترهونة، أيد في بيان له، تأكيدات السيسي على السيادة الليبية، وضرورة المحافظة عليها، من خلال الدفاع عن الأمن القومي العربي، مؤكداًعلى ضرورة البدء الفوري في تطبيق ما جاء في خطاب السيسي، واعتبر أن "تدخل مصر مشروع وفقاً لمعاهدة الدفاع العربي المشترك، ووفقاً لما شهده التاريخ الليبي المصري من الوقوف صفاً واحداً ضد العدو الأجنبي عبر التاريخ". إذا غاب الإخوان حضر التركمان من جهته نقل موقع "أحوال" التركي، عن مقال في "العرب ويكلي"، أن حركة الإخوان المسلمين، ظلت بفروعها عبر المنطقة العربية، في خدمة أجندة تركيا منذ سنوات، منذ وصول الرئيس رجب طيب أردوغان إلى السلطة، الذي جعل تنظيم الإخوان، وسيلة تسلل إلى الداخل العربي لتحقيق طموحات جيوستراتيجية واقتصادية. ولكن في الوقت الذي كثفت فيه تركيا تدخلاتها في الدول العربية، عبر جسر الإخوان، فإنها لم تعدم وسيلة، لاستغلال ورقة الأقليات في بعضها الآخر،مثل سوريا، والعراق بشكل خاص. ويعد لعب تركيا بورقة الأقليات في العراق، نموذجاً لهذه السياسة التي تكشف أبعاد السياسة التركية في المنطقة، فعندما غاب الإخوان، كما في سوريا، وليبيا، واليمن، حضر التركمان خاصةً في كركوك، ونفطها الذي يحرك الأطماع التركية. ويكشف تشجيع تركيا التركمان على الانسلاخ عن محيطهم العراقي، مطامع تركية حقيقية في ثروة كركوك النفطية، ما دفعها لتحريك ورقة التركمان ضد العراقيين، وضد حكومة إقليم كردستان. جبهات أردوغان ومن جهته سلط موقع قناة "الحرة" الأمريكية، الضوء على سياسة تركيا في عهد أردوغان، برئاسة رجب طيب أردوغان، التي أضحت أقرب إلى النموذج الإيراني منها للنموذج الديمقراطي. وفي مقاله عن ذلك قال عريب الرنتاوي، إن أردوغان المعتمد على "أمننة" الداخل، خاصةً بعد الانقلاب الفاشل، والزجّ بنتيجتها بعشرات الألاف في السجون ومصادرة حقوق وحريات أضعافهم، انخرط في سياسة خارجية تقوم على العسكرة. وأوضح الكاتب أن "تركيا باتت تشتبك اليوم في 3 حروب دفعة واحدة، فجيوشها وطائراتها وسفنها الحربية تقاتل في سوريا، والعراق، وليبيا، وتمخر عباب المتوسط، والأحمر، والقرن الأفريقي، و"العسكريتاريا التركية" تعزز حضورها البحري في المتوسط ولا تتورع عن استفزاز السفن اليونانية والفرنسية، وصولا إلى بناء قواعد بحرية وجوية وبرية في ليبيا، إلى جانب قواعدها في كل من الصومال، وقطر، بعد أن خسرت امتيازاتها في جزيرة سواكن السودانية إثر سقوط نظام البشير، فيما يشبه القوس العثماني الذي يكاد يأخذ شكل الدائرة المكتملة". وعن التشابه بين تركيا وإيران اليوم، يقول الكاتب، إن "الفارق الوحيد بين التجربتين، أن التجربة الإيرانية قائمة على نظام مدجج بالأيديولوجيا ومليشيات الحرس الثوري، غير مرتبطة بمصير شخص واحد، حتى وإن كان بمستوى ووزن الخميني أو خلفه خامنئي... أما في الحالة التركية، فما زالت التجربة مرتبطة بمصير رجل واحد، أردوغان، إن حضر حضرت، وإن غاب أو غُيب غابت، مع أننا لاحظنا أخيراً، ميلاً تركياً لاستلهام بعضا من أوجه التجربة الإيرانية في الداخل، وهو ما حذرت منه قوى المعارضة عند مناقشة مشروع قانون لتعزيز صلاحيات وقدرات حراس الأحياء، خشية تحولها إلى ميليشيا باسيج، للحزب الحاكم وزعيمه تحسباً لأي احتمالاتفي المستقبل".