صحيفة دولية ترحيب أممي وأميركي وروسي بجهود السعودية لدعم التسوية السياسية
حض المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث الأطراف اليمنية على الموافقة على مقترحاته لوقف النار الشامل والشروع في العملية السياسية التي تحظى بدعم دولي واسع، مطالباً جماعة الحوثي المدعومة من إيران بوقف هجماتها فوراً بالطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية ضد المنشآت المدنية في المملكة العربية السعودية، التي شكرها مع سلطنة عمان والولايات المتحدة على جهودها من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للنزاع. وقدم المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث إحاطة عبر الفيديو لأعضاء مجلس الأمن، وقال لهم إن المجتمع الدولي «متحد» في مطالبته بإنهاء الحرب، مضيفاً أن «هناك تقاربا في الأصوات الدبلوماسية لصالح إنهاء الحرب والتسوية السياسية الناجحة». وإذ أشار إلى أنه زار أخيراً كلاً من مسقط والرياض وأبوظبي وبرلين، معبراً عن «امتنانه بشكل خاص لسلطنة عمان والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة على دعمها المنسق لاقتراحي» في شأن الحل، مشيراً أيضاً إلى «الجهود الدؤوبة والمثابرة» من المبعوث الأميركي تيم لندركينغ بغية «ردم هوة الانقسامات بين الأطراف». -- أولوية «وقف النار» اعتبر أن «هناك سبباً للأمل» متمثلاً بأن «السبيل لإنهاء الحرب معروف، وعناصره الرئيسية نوقشت بشكل متكرر مع الأطراف». وأشار إلى أن المناقشات تعترف بالوضع الإنساني العاجل وتهدف إلى بناء الثقة والتواصل المستدام بين الأطراف، معطياً الأولوية لوقف النار على الصعيد الوطني والتوافق على وقت محدد لإطلاق العملية السياسية. وقال غريفيث إن «كل ما نحتاج إليه الآن هو أن تتفق الأطراف على هذه الصفقة»، معتبراً أن «الضرورة الملحة لإحراز تقدم نحو تسوية سلمية تجعل العنف المتواصل على الأرض أكثر إثارة للقلق». ونبه إلى أن «مأرب لا تزال مركز الثقل الرئيسي للنزاع»، إذ إن القتال هناك «يُظهر علامات خطيرة على التصعيد مرة أخرى». وكذلك عبر عن «صدمته» من التقارير العديدة عن هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ باليستية نفذتها جماعة الحوثي على الأراضي السعودية في الأسبوع الماضي، بما في ذلك ضد المنشآت المدنية، مطالباً بوقفها فوراً. ولفت إلى أن بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة «أونمها» أجرت مناقشات مكثفة مع الأطراف في شأن استئناف النشاطات تحت مظلة لجنة تنسيق إعادة الانتشار. وأضاف أن تعز شهدت تصاعدا في القتال، مضيفاً أن السكان المدنيين هناك «يعانون أسوأ ما في الصراع. وفي مقابل التصعيد، تحدث عن مؤشرات إيجابية مثل رفع معوقات دخول السفن إلى الحديدة، بما في ذلك السماح لللسفن التي تحمل الوقود والسلع الأساسية الأخرى للرسو ولتفريغ حمولتها، على أن توضع عائدات تلك السفن في اتجاه رواتب الخدمة المدنية. وأضاف أن مطار صنعاء سيشهد رحلات جوية إلى وجهات دولية ومحلية. وأفاد بأن «وقف النار يعني أن المدافع ستصمت»، آملاً في أن يتفق الطرفان على «استئناف محادثات السلام تحت رعاية الأمم المتحدة» من أجل «إنهاء النزاع بشكل مستدام وشامل». -- أسوأ الأشهر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية منسق المعونة الطارئة مارك لوكوك عرض بدوره الأوضاع انطلاقاً من فيروس «كورونا» الذي «يتفشى أسرع بكثير مما يمكننا مواكبة ذلك»، مؤكداً أن «اللقاحات لن تكون كافية لوقف الموجة الثانية». وقال إن «عشرات الآلاف من الناس يموتون جوعا بالفعل، مع خمسة ملايين آخرين يقفون على بعد مجرد خطوة» من ذلك. ووصف شهر مارس (آذار) الماضي بأنه «كان أكثر الأشهر دموية بالنسبة للمدنيين حتى الآن في عام 2021»، مشيراً إلى أن ربع الضحايا المدنيين وقع في محافظة مأرب ومحيطها، حيث يواصل الحوثيون شن هجوم عسكري. وقال إن «الهجوم في مأرب يمثل تهديداً خطيراً لملايين الأشخاص، بما في ذلك أكثر من مليون نازح، كما أدى إلى تصعيد في أماكن أخرى، ولا سيما في تعز والحديدة، مع خسائر فادحة في صفوف المدنيين». وتطرق إلى إيصال المساعدات الإنسانية، موضحاً أنه «في مأرب حصلنا على الموافقة على رحلات جوية منتظمة للأمم المتحدة، وآمل في أن تبدأ قريباً». وعبر عن امتنانه للحكومة اليمنية والتحالف بقيادة المملكة العربية السعودية «للعمل معنا لتسهيل ذلك». -- دعم أميركي وروسي وأكدت المندوبة الأميركية الدائمة لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد أن «الدبلوماسية يمكن وينبغي أن تنهي الحرب في اليمن»، مشيرة إلى الجهود التي يبذلها غريفيث وليندركينغ من أجل «تحقيق وقف إطلاق نار شامل على مستوى البلاد، وإعادة فتح مطار صنعاء الدولي، وتنفيذ الأحكام المالية لاتفاق استوكهولم، والبدء فوراً في المشاورات السياسية». ورحبت بإعلان المملكة العربية السعودية في 22 مارس في شأن دعم المحادثات السياسية الشاملة للمساعدة في إنهاء النزاع، وكذلك بالتزام الحكومة اليمنية المستمر التوصل إلى وقف النار. وحضت الحوثيين على «الرد والمشاركة بشكل مثمر». ورحب نائب المندوب الروسي الدائم ديميتري بوليانسكي بمبادرة المملكة العربية السعودية لحل الأزمة سلمياً في اليمن، مؤكداً أنها «تتمشى مع خطة غريفيث». وأضاف أنه «يمكن تحقيق تسوية شاملة وطويلة الأمد للنزاع على أساس مراعاة مصالح جميع القوى السياسية اليمنية».