صحيفة الطفل مهند لاشي يعيده إلى منزله سوى السلام
يبدو الطفل مهنّد بين حدّين وأمام مفترق طرق. فحياة المخيم منذ عامين تكاد تتحول إلى حياة طبيعية، لكن في الوقت نفسه ما زالت هذه المدة قصيرة لنسيان حياته الطبيعية.
ما الذي يمكن أن يعيد إليه وعائلته الحياة الطبيعية؟ إنه أمر لا يملك مهند التأثير فيه سوى الدعاء بأن يحل السلام في ربوع اليمن.
يتذكّر مهند ناصر «11 عاماً» منزله وأصدقاءه في حي الشهداء جنوب مدينة الحديدة غرب، بكثير من الحنين والأسى، حزنٌ طاغٍ من أوضاعه القاسية في مخيم النزوح، وحنين جارف لأهله وعشيرته الذين شردته عنهم الحرب وتوقٌ للعودة إلى المكان الذي ألفه منذ نعومة أظافره.
نزحت عائلة مهند من منطقتها قبل عامين، مع اقتراب المواجهات بين القوات المشتركة وميليشيا الحوثي من منزلهم أكثر فأكثر، ليستقر بهم المقام بعد طول سفر مضنٍ في أحد المخيّمات عدن والتي تستقبل نازحي الحديدة.
يقول مهند لـصحيفة البيان الإماراتية، إنّه ورغم تكوينه صداقات جديدة في المخيم واندماجه مع مجتمعه وتأقلمه مع الأوضاع التي فرضتها ظروف الحرب، إلّا أنّه يحن كثيراً لحياته وذكرياته في الحديدة، ويحلم بتوقّف الحرب خلال شهر رمضان المبارك ليتمكّن من العودة إلى مدينته وحارته ومدرسته.
ويضيف مهند: «الأوضاع هنا صعبة، وليس هناك مكان مثل مسقط رأسك، أحن كثيراً لمنطقتي، نعيش هنا في المخيّم، حرمتنا الحرب من العيش في بيوتنا، نريد الحرب تتوقف إن شاء الله في رمضان، إن شاء الله نرجع لمدارسنا وأصدقائنا وكله بإذن ربي». لا تختلف أحلام مهند عن أحلام آلاف الأطفال اليمنيين اللاجئين في مخيمات النزوح منذ سنوات. ومع حلول شهر رمضان المبارك تجدّد هذه الآمال في توقّف الحرب وبدء حياة جديدة ينعمون فيها بالأمن والسلام.