بعد الجلسات البؤرية: مؤسسة "العطاء" تُعد تقرير تقييم لمؤسسة المياه وصندوق النظافة في عدن
يعكف خبير بناء القدرات قاسم اللامي خلال الفترة الحالية، على إعداد المسودة النهائية لتقرير التقييم للمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي وصندوق النظافة والتحسين في محافظة عدن، ضمن مشروع تقييم قدرات المؤسسات المحلية للمياه والصرف الصحي وصناديق النظافة والتحسين في محافظتيّ عدن وحضرموت الساحل، تنفذه مؤسسة العطاء للإغاثة والتنمية، بالتعاون مع البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة.
يقدم التقرير تصور واضح وشامل للأوضاع الحالية للمؤسسة والصندوق، في الجوانب الإدارية والفنية والمالية، ويحدد نقاط القوة والضعف في تلك الجوانب، ويشمل توصيات بالقدرات التنظيمية والتشغيلية للجهتين، من تعزيز البناء المؤسسي، وتدريب وتأهيل الموظفين في كافة التخصصات، وتوفير التجهيزات والمعدات الفنية والتقنية والمكتبية، وكذا إدخال برامج وأنظمة حديثة لتقوية العمل الإداري والفني والمالي.
كانت المؤسسة قد عقدت خلال الأيام الماضية أربع جلسات تركيز بؤرية، اثنتان مع قيادات من المؤسسة والصندوق، استمع خلالهما فريق التقييم برئاسة خبير بناء القدرات "اللامي" إلى وجهات النظر والآراء عن أهم الاحتياجات حسب الأولويات، كما استعرض الفريق أبرز ملاحظاته، ودار نقاش مهني وموضوعي حول أفضل السُبل لتطوير إمكانيات الجهتين، وتطرق إلى أهمية التدخلات على المديين القريب والمتوسط.
في جانب آخر استمع فريق التقييم خلال جلستي التركيز البؤريتين مع أصحاب المصلحة، من ممثلي مكاتب تنفيذية حكومية ومنظمات مجتمع مدني محلية وفئات مجتمعية ونازحين وكذا إعلاميين في محافظة عدن، إلى مستوى رضا المستفيدين من الخدمات التي تقدمها المؤسسة والصندوق، وطبيعة العلاقة وأوجه التعاون والشراكة بين ممثلي المجتمع وقيادتي الجهتين؛ لتحمل المسئوليات التي تقع على عاتق الجهات والمجتمع المحلي، بالإضافة إلى الوقوف أمام التحديات الماثلة، والإلمام بالتصورات المستقبلية لتطوير خدمات الجهتين.
من المزمع أن تستعرض المؤسسة التقرير في ورشتي عمل، تعقدهما بعد إجازة عيد الفطر المبارك، بتواجد مندوبين عن البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة، يشارك في الأولى قيادات من المؤسسة والصندوق، وفي الأخرى ممثلي أصحاب المصلحة، بغرض مناقشة واقرار ما جاء في التقرير؛ لمعرفة التدخلات اللازمة في توفير احتياجات وبناء قدرات لكل من المؤسسة والصندوق، وذلك بناءً على التوصيات الواردة في التقرير.
يعتبر المشروع المذكور آنفًا من المشاريع النوعية، جاء تلبيةً لحاجة المؤسسات الحكومية بشكل عام، في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد، نتيجة استمرار الحرب الأخيرة، وتضرر تلك المؤسسات، وتعرض بناءها التحتية لهزات، ما انعكس على مواردها وإمكاناتها، خاصةً مع عدم قدرة الدولة على توفير الموارد المالية اللازمة، ما أدى إلى ضعف تقديم الخدمات في بعض المناطق وندرتها في أخرى، وبالتالي تفاقم الأوضاع الإنسانية عامةً والصحية بشكل خاص، فكان استهداف الجهتين المُنفذة والداعمة بالمشروع للمؤسسة المحلية للمياه والصرف الصحي وصندوق النظافة والتحسين، نظرًا لأهميتهما في الحد من تفشي الأوبئة والأمراض السارية، وذلك بالسعي إلى تطوير كفاءتهما وتحسين أدائهما وتكثيف وتجويد الخدمات المُقدمة.
يُذكر أن مؤسسة "العطاء" للإغاثة والتنمية، نشأت في مطلع عام 2011 كجمعية تنموية تعاونية خيرية، توسعت بأنشطتها ومشاريعها بعد تحولها إلى مؤسسة عام 2014، حيث نفذت ما يزيد عن 16 مشروع، في مجالات متعددة، خاصةً في المياه والإصحاح البيئي والصحة والانعاش المُبكر، ومشاريع الحوكمة.