فريق بحثي يواصل المسح الميداني لدراسة شاملة حول العنف القائم على النوع الاجتماعي في عدة محافظات
تُستكمل خلال اليومين القادمين عملية مسح ميداني؛ لرصد وتوثيق حالات ووقائع عنف قائم على أساس النوع الاجتماعي في عدد من المحافظات، ضمن المرحلة الثانية من مشروع خاص بإعداد دراسة شاملة حول العنف المبني على أساس النوع الاجتماعي، ينفذه مركز المرأة للبحوث والتدريب - جامعة عدن، بالشراكة مع المؤسسة الطبية الميدانية، وتمويل من صندوق الأمم المتحدة للسكان UNFPA. تُنفذ عملية المسح الميداني على مستوى ستين مديرية في المحافظات الجنوبية الثمان، بالإضافة إلى أربع مديريات في محافظتي تعز والحديدة، وذلك بمشاركة 55 باحث وباحثة من المديريات المستهدفة، يمتازون بالمهارات والخبرات، وخضعوا لتدريبات نوعية ومكثفة في ورش عمل حول المبادئ التوجيهية لأخلاقيات وضوابط تقييم العنف المبني على أساس النوع الاجتماعي، خلال المرحلة الأولى من المشروع.
يعمد الباحثون في رصد وتوثيق حالات ووقائع العنف القائم على النوع الاجتماعي، إلى الاستعانة بالملاحظة واستخدام المقابلات الفورية والجلسات البؤرية؛ لإنجاز أكثر من ألفين استمارة استبيان تم إعدادها من فريق متخصص في مجال النوع الاجتماعي، وذلك بالنزول الميداني إلى عدة جهات يتوقع تواجد حالات فيها أو وصلت إليها وتعاملت معها، أبرزها أقسام الشُرط والمستشفيات ومراكز ومخيمات الإيواء ومناطق تشهد نزاعات، وأخرى تكثر فيها ظروف تُسهم في تعرض النساء والأطفال لأنواع مختلفة من العنف. يسعى الباحثون خلال عملية النزول الميداني إلى استقصاء الظواهر والمشكلات على أصعدة ومستويات مختلفة، وبشكل خاص في الجانب الاجتماعي، التي تشير إلى وجود ممارسات عنف قائم على أساس النوع الاجتماعي، وتحديدًا بحق فئتي الأطفال والنساء، أكثر فئات المجتمع عُرضة للانتهاكات والعنف بكافة أنواعه أثناء النزاعات المسلحة، وأكثر العناصر استضعافًا وتضررًا أثناء الحروب والمواجهات المُسلحة.
من المزمع أن يعمل فريق أكاديمي متخصص في مرحلة لاحقة من المشروع المذكور، على تحليل محتويات استمارات الاستبانة ومخرجات وتوصيات جلسات بؤرية، شارك فيها حوالي ثلاثة ألف عينة عشوائية من مختلف الأعمار والمستويات التعليمية والاجتماعية في المديريات المستهدفة، وتُستخلص النتائج في قاعدة بيانات دقيقة وشاملة حول العنف القائم على النوع الاجتماعي، وتُعتمد كمرجعية ومصدر للمعلومات للمنظمات والمجموعات والمبادرات والأفراد المهتمين والعاملين في مجال التصدي للعنف القائم على النوع الاجتماعي.
يُنتظر في نهاية المشروع الذي تمتد فعالياته وأنشطته على مدى ثلاثة أشهر، تقديم دراسة شاملة حول العنف المبني على أساس النوع الاجتماعي، وتُستعرض وتُناقش نتائجها في مؤتمر أكاديمي علمي يُعقد في محافظة عدن، وذلك لإقرارها واعتمادها وطباعتها في كتاب، حيث تتضمن الدراسة تحليل الظاهرة والمعالجات لمشكلاتها، والسُبل المُثلى للتعامل مع النوع الاجتماعي، والآليات التي تُسهم في الحد من العنف، وكيفية تقديم المساعدة لضحايا العنف، وتوصيات للجهات المعنية والفاعلة، وغيرها من المواضيع ذات العلاقة المباشرة.