ذوي الاحتياجات الخاصة.. ضحايا منسيون وسط ألغام الحوثي

عدن الحدث / خاص.

لا تهدد الألغام الحوثية فقط حياة الملايين من الأبرياء في اليمن، لكنها تحول حياتهم إلى جحيم حال أصابتهم ونتج عنها إعاقات مستديمة، وهو ما يضاعف من ميزانية الصحة المتآكلة بالأساس، لتخلف ورائها وضعاً مأسوياً في أكثر من 92 ألف أسرة تعرض أحد أفرادها للإصابات نتيجة انفجار تلك الألغام.

رصد المنظمات الحقوقية أمام مجلس حقوق الإنسان الذي يعقد دورته الحالية في جنيف، تضمن إلى الإشارة إلى المدنيين الذين حُرموا من أطرافهم وأصيبوا بإعاقات مختلفة، وأشارت إلى إصابة حوالي 92 ألف شخص جراء انفجار هذه الألغام، وهؤلاء قد يكونوا منسيون مع تضاعف الجرائم الإرهابية التي ترتكبها المليشيات الحوثية يومياً.

وأكد تحالف رصد أن 82 % من الشعب اليمني يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، بينهم 3 ملايين معاق، مشيراً إلى أن المعاقين في اليمن يواجهون تحديات متزايدة في الحصول على احتياجاتهم الأساسية بسبب الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية والطرقات نتاج الحرب التي تشنها الميليشيا الحوثية المواطنين وممتلكات الدولة، مما أدى إلى وفاة الكثير من المعاقين وزاد من معاناة الآلاف منهم.

وأوضح التحالف أن أكثر من 300 منظمة كانت تقدّم خدمات خاصة للمعاقين في اليمن أغلقت أبوابها بعد أن فقدت التمويل اللازم لاستمرارها، وتساءلت عن الدور الذي يمكن أن تقوم به المفوضية السامية لحقوق الإنسان من أجل ضمان حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في اليمن ، ودمجهم في التنمية في ظل ظروف اختطاف الميليشيا للسلطة ومؤسسات الدولة كما هو الحال في اليمن .

وبالمقابل انتزع المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن (مسام) 1980 لغما خلال الأسبوع الثاني من شهر سبتمبر 2019، كانت زرعتها ميليشيات الحوثي الانقلابية في عدد من المحافظات والمناطق اليمنية المحررة.

وأوضح المركز في بيان له، الاثنين، بأن من الألغام التي انتزعها لغمين مضادين للأفراد، و332 لغماً مضادا للدبابات و1,629 ذخيرة غير متفجرة، و17 عبوة ناسفة.

أشار إلى أن إجمالي ما جرى نزعه منذ بداية المشروع حتى الآن بلغ 89,761 لغما زرعتها ميليشيا الحوثي الانقلابية، في الأراضي والمدارس والبيوت، وحاولت إخفاءها بأشكال وألوان وطرق مختلفة راح ضحيتها عدد كبير من الأطفال والنساء وكبار السن سواء بالموت أو الإصابات الخطيرة أو بتر للأعضاء.

يذكر أن مئات المدنيين سقطوا ضحايا انفجار الألغام التي زرعتها الميليشيات الحوثية في الأحياء السكنية والقرى والمزارع وفي منازل المواطنين في مختلف مناطق ومديريات محافظة الحديدة .

واقتصر استخدام الألغام على ميليشيا الحوثي بشكل حصري، إذ تشير التقارير إلى أن هناك أكثر من 1.5 مليون لغم أرضي زرعه الحوثيون في أكثر من 15 محافظة، بجميع الأنواع: مضاد للمركبات والأفراد والألغام البحرية، معظمها ألغام محلية الصنع أو مستوردة وتم تطويرها محليا، لتنفجر مع أقل وزن، وتعد تعز أكثر المحافظات التي أسرف الحوثيين في زراعتها بالألغام تليها محافظة الحديدة.

وتعد الألغام الأرضية أحد أبرز أسلحة الحوثيين التي تستهدف الأبرياء في الجبال والوديان والسهول وفي الأحياء السكنية، فلا ينسحب الحوثيون من منطقة إلا بعد أن تكون منكوبة بمئات الألغام المزروعة، وهو ما يتسبب بوقوع آلاف الضحايا بين قتلى ومعاقين، خصوصاً أنه يتم زرع هذه الألغام بدون خرائط الأمر الذي يجعل عملية نزعها أو الوصول إليها صعبا للغاية.