حوار جدة .. مؤشرات باتفاق وشيك رغم عراقيل الشرعية والاخوان

عدن الحدث / خاص.

تتواصل المشاورات بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي في مدينة جدة ، برعاية سعودية إماراتية، وسط تكتم شديد من جميع الأطراف، إلا أن مؤشرات إيجابية عن قرب التوصل لاتفاق لم ينفها مسؤولون من الجانبين.

وأكد مصدر في الحكومة الشرعية، لـ«الشرق الأوسط»، «استمرار المشاورات» بين الأطراف في جدة، إلا أنه تحفظ على إعطاء مزيد من التفاصيل حول ماهية النقاط التي يتم مناقشتها، أو تحديد موعد التوصل لاتفاق، قائلاً: «ما أستطيع تأكيده هو أن المشاورات ما زالت مستمرة، والجميع يسعى لاتفاق، لكن لا يمكن الجزم بموعد انتهاء المشاورات».

وأضاف المصدر، الذي رفض الإفصاح عن هويته: «لا يمكن الاعتماد على التسريبات التي تظهر هنا وهناك؛ لأول مرة تحاط هذه المشاورات بتكتم شديد. قد يكون الاتفاق قريباً وربما بعيداً في الوقت نفسه. كما تعلمون المشاورات تدور حول نقاط الخلاف، وربما نقطة واحدة تؤخر التوصل للاتفاق»، منهياً حديثه بالقول: «العمل جار على حلحلة نقاط الخلاف برعاية التحالف بقيادة السعودية».

ومن جانبه، أوضح نزار هيثم، المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، أن «جميع الأمور لا تزال تحت إطار التفاوض»، لافتاً إلى أن «أي تسريبات عن نتائج هذه المفاوضات لا يمكن الاعتماد عليها». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «المشاورات تهدف إلى تحقيق تسوية شاملة تنهي أي خلافات، بشراكة واضحة بين الأطراف»، وتابع: «الأمور تسير باتجاه التوافق حتى الآن حول إدارة المناطق التي تحررت».

وفي رده على سؤال حول الغرض من عودة بعض قوات ألوية العمالقة التي كانت مرابطة في الساحل الغربي إلى العاصمة المؤقتة عدن، وما إذا كان لذلك علاقة بالتسوية في «حوار جدة»، بيّن هيثم أن عودة هذه القوات «لا علاقة له بالتسوية المقبلة؛ ليس غريباً على القوات الجنوبية العودة إلى مناطقها».

وشدد المتحدث باسم المجلس الانتقالي على أن «التحالف بقيادة السعودية جاد في تحقيق نتائج إيجابية»، متهماً «أطرافاً في الشرعية بمحاولة عرقلة التسوية»، وتابع: «نحن مع التسوية، رغم عدم ثقتنا بالشرعية، لأنهم متناقضون حتى الآن، ولم يتفقوا على رأي واضح».

كان رياض ياسين، السفير اليمني لدى فرنسا، قد تحدث عن اتفاق وشيك بين الحكومة الشرعية والمجلس الانتقالي الجنوبي ينهي الصراع على السلطة في عدن، ويمنح قوات التحالف السيطرة مؤقتاً على المدينة الساحلية، بحسب ما نقلته وكالة «رويترز».

وأضاف ياسين أن الطرفين على وشك التوصل إلى اتفاق، مبيناً أن قوات التحالف ستنتشر مؤقتاً في عدن، وأن الهدف هو التوصل إلى اتفاق في غضون أسابيع.

وتأتي تطورات مناقشات جدة الجارية بعد ساعات من لقاء الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز، نائب وزير الدفاع السعودي، الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد الإمارات، خلال زيارته لدولة الإمارات، حيث جرى خلال اللقاء بحث التعاون الاستراتيجي، والتنسيق والعمل المشترك بين البلدين، في الشؤون الدفاعية والعسكرية. وتناولت المباحثات، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية، القضايا والملفات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، والتحديات التي تواجهها منطقة الخليج، وتداعياتها على أمن شعوبها ودولها واستقرارها، والجهود المبذولة تجاهها.

وقال مسؤول في المجلس الانتقالي الجنوبي، لوكالة الصحافة الفرنسية، إن المحادثات تجري منذ أسابيع، وسط تكتم شديد، وبإشراف مسؤولين سعوديين. وبحسب المسؤول الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، فإن هذه المفاوضات شهدت «تقدماً كبيراً» خلال الأيام الماضية، وهو ما أكده مسؤول حكومي.

وذكر مصدر مطلع على المفاوضات، لوكالة الصحافة الفرنسية، أن الاتفاق ينص على «عودة الحكومة إلى عدن، وأن تتولى قوات الحزام الأمني (المؤيدة للمجلس الانتقالي) مسؤولية الأمن، تحت إشراف القوات السعودية كمرحلة أولى». كما يؤكد الاتفاق على «مشاركة (المجلس) الانتقالي في الحكومة، خصوصاً في حكم المحافظات التي يتمتع فيها بنفوذ قوي» في جنوب اليمن.

ومن جهته، قال الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية في الإمارات، إن الجهود الكبيرة التي تقوم بها السعودية عبر مفاوضات جدة لتوحيد الصف اليمني، ومواجهة الانقلاب الحوثي، مقدرة. وأضاف: «ندعمها دعماً كاملاً، وبكل تفاصيلها، ومن الضروري أن نرى المرونة والحكمة من الطرفين، الأهم ألا نعود إلى الوضع السابق، بل أن نخرج بجبهة أكثر قوة وتماسكاً وعزماً».

وأضاف قرقاش، في عدة تغريدات على موقع «توتير» للتواصل الاجتماعي أمس: «ضبط النفس الذي تمارسه الإمارات أمام تخرصات بعض مسؤولي الحكومة اليمنية دليل نضج وعقل، وهدفه تغليب المصلحة الأكبر. هدفنا الأول نجاح الجهود السعودية لتوحيد الصف وتعزيزه، والأداء الإماراتي المشرف في تحالف الحزم ومعركة التحرير أقوى وأسمى من أكاذيب هؤلاء وافترائهم».