جرائم حوثية ضد الإنسانية في حيس.. قتلٌ جديد وصمتٌ آخر
تمادت المليشيات الحوثية في جرائمها ضد الإنسانية، بعدما وجدت صمتًا مريبًا من المجتمع الدولي، يُوصف بأنّه يعتبر "مشاركة" في إرهاب الانقلابيين.
ففي تصعيد جديد، أقدمت مليشيا الحوثي، اليوم الخميس، على استهداف الأحياء السكنية ومنازل المواطنين في مديرية حيس جنوب الحديدة بالأسلحة المتوسط والقناصة.
وكشفت مصادر محلية عن تعرُّض الأحياء السكنية ومنازل المواطنين للاستهداف بالأسلحة المتوسطة الرشاشة منها سلاح 14,5 وسلاح 12,7 بشكل مكثف.
وأضافت المصادر أنَّ عناصر المليشيات قامت بإطلاق نيران أسلحتها القناصة صوب المواطنين المارة في الطرقات المؤدية إلى حيس ظهر اليوم، وخلقت حالة من الخوف والهلع لدى السكان.
هذه الجرائم الحوثية تنضم إلى قائمة طويلة من الجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها هذا الفصيل المدعوم من إيران، على مدار سنوات الحرب العبثية القائمة منذ صيف 2014.
فقبل أيام، أكَّدت مساعدة السكرتير العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية أورسولا مولر تزايد العنف في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، ونبهت إلى زيادة وتيرة العنف بمناطق خاضعة للمليشيات، مشيرةً إلى أنّ هناك نهبًا واحتلالًا لمرافق العاملين بالمنظمات الإنسانية.
ودعت مجلس الأمن الدولي، إلى تحقيق خمس خطوات أساسية لتهيئة الظروف لانهاء الصراع في اليمن، وتشمل احترام القانون الإنساني الدولي وحماية المدنيين، والوصول الإنساني دون قيود وتمويل خطة الأمم المتحدة الإنسانية ودعم الاقتصاد وتحقيق تقدم نحو الحل السياسي.
تصريحات المسؤولة الأممية تتضمَّن إقرارًا أمميًّا بهول الجرائم التي ترتكبها المليشيات الحوثية، والمأساة المروِّعة التي خلّفتها الحرب العبثية، إلا أنَّ المجتمع الدولي يظل متهمًا بصمته القاتل عن الإرهاب الحوثي الفتّاك الذي تسبّب في أزمة إنسانية غير مسبوقة.
وفي مطلع سبتمبر الماضي، وجَّه مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، إدانات لمليشيا الحوثي، بعدما قال إنها ارتكبت انتهاكات تصل إلى جرائم حرب.
وقال تقريرٌ للمجلس، إنّ المليشيات الحوثية قصفت مدنًا واستخدمت أسلوب حرب أشبه بالحصار، على نحو قد يمثل جرائم حرب، مشيرًا كذلك إلى أنّ الحوثيين خطفوا واعتقلوا نساء على مدار العامين الماضيين في اليمن لابتزاز أقاربهن.
الجرائم الحوثية على قدر فداحتها لكنّها تتوقّف عند مجرد بيانات إدانة لا تثمر ولا تغني من قِبل منظمات دولية، كونها لم تُشكِّل أي ردع على المليشيات الحوثية، فيوم أمس الأربعاء أعرب رئيس بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة ورئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار الجنرال الهندي أبهيجيت جوها عن بالغ القلق إزاء تصاعد العنف الذي شهدته محافظة الحُديدة والمناطق المحيطة بها في الأيام الماضية.
وقال جوها، في بيان، إنّ القلق يُساوره حيال الخسائر في الأرواح التي أُفيد بوقوعها، والمعاناة بين السكان بسبب هذه الهجمات، مشيرًا إلى أنّها تهدد أيضًا سلامة أعضاء لجنة تنسيق إعادة الانتشار، وهي الجهة المسؤولة عن مراقبة وقف إطلاق النار.
ودعا الجنرال جوها جميع الأطراف للامتناع عن أي عملٍ قد يتعارض مع أحكام وروح اتفاق استكهولم، وعلى تجنب مزيد من تصعيد الموقف، كما حضّ على استخدام آلية التهدئة التي أنشئت بدعم من بعثة الأمم المتحدة لدعم اتفاق الحديدة لحل الخلافات ودعم الجهود المستمرة للحفاظ على وقف إطلاق النار في الحُديدة.