يوميات في عدن..رحلة وسط أمواج عاصمة الجنوب

عدن الحدث-العربي

اختلفت رحلتنا في اليوم الثالث عن باقي ايام زيارتنا لعدن فلم تكن أرض عدن بتنوعها واختلافها أكثر جاذبية من البحر ، فكلما تجولت في عدن تجد البحر إلي جوارك حيث يحيط بالمدينة من كل اتجاه ،وتبدو مياهه الزرقاء تتلاطم مع الجبال بنية اللون في مشهد مهيب. شواطئ تتنوع شواطئ عدن مابين شؤاطئ السباحة والتي يرتدها عائلات ونسوة المدينة بزيهن الكامل فمن النادر أن تلمح وجه احداهن حيث تغطيها الملابس داخل الماء من فوق راسها حتي اخمص قدميها، حيث ينتظرنا فراغ الشاطئ حتي يبدين وجهوهن لبعضهن البعض، وشواطئ مخصصة للصيادين فقط وأخرى تطل على البحر إلا أنه لا يمكن السباحة فيها بسبب عمقها الكبير، وثالثة كانت شواطئ في الماضي قبل ردم البحر والبناء على جوانبه بعد الوحدة. نحو الخليج أنهينا لقاءنا مع الرئيس عيدروس الزبيدي لتنطلق بنا السيارة إلي أحد تلك الشؤاطئ القريبة من مقر المجلس الانتقالي الجنوبي والمسمي بخليج الفيل، في البداية لم نعر لكلمة الفيل انتباها ولم يأتي علي أذهاننا ان لها واقع ملموس علي مقربة من الشاطئ، وبعد وصولنا جاء دور خلع الأحذية والسير علي أرض الشاطئ ذهبية اللون، برفقة كل من نذار هيثم المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي ونيران سوقي نائب رئيس الجمعية الوطنية للمجلس الانتقالي الجنوبي،وعائشة طالب مسئولة المراه والطفل بالجمعية الوطنية، غير زميلتنا الثالثة بالوفد الإعلامي المصري. في احضان البحر توقفنا أمام المياة لنبدأ في الدخول لاحدى القوارب التي تنقل مرتادي "المسبح" من الشاطئ الضيق الى البحر الرحب، وما هي إلا دقيقة حتى أصبحنا نقطة تحيطها المياة الزرقاء الصافية التي تتدرج ألوانها من الأخضر إلى الأزرق وامواجها الخفيفة من كل صوب وحدب تعانقها الصخور والجبال على الضفة الأخرى، والجزر الصخرية المتناثرة وسط الخليج، وتشاهد أمامك المنازل المبنية وسط الصخور والتي تشعر وكأنها معلقة بين السماء والبحر. أجواء مصرية على شاطئ عدن ما في عندك أغنية التعابين بتلك الكلمات تفوهت إحدى مرافقتنا الجنوبيات أثناء الرحلة، اعتقدنا ان الأمر يتعلق بأغنية جنوبية او في ابعد الحدود يمنية وكان اخر ما يتناهي إلى ذهننا هو أن تلاحقنا الأغاني المصرية الشعبية حتى عدن، فلم تكن الثعابين المذكورة سوي أغنية "يا عم يا صياد" لمحمود الليثى، لتنهال علينا بعدها وابل من الأغاني الشعبية المصرية حتى ينتابك شعور بأنك داخل فلوكة من التي تستأجر على كورنيش النيل ولست وسط خليج عدن، وانهت تلك الاغنيات داخل اذهاننا الجدل الذي يطل براسه بين الحين والآخر حول اندثار القوي الناعمة المصرية وانعدام تأثيرها في الوطن العربي بعد تدني مستوى الأغاني والأفلام المصرية، والحقيقة اننا لازلنا نصدر فننا للوطن العربي ولكن استبدلنا عبد الحليم وأم كلثوم بالاغاني الشعبية التي يعاني بعض المصريين أنفسهم من سماعها فى الميكروباص والتوكتوك. الفيل "هناك يكمن سر تسمية خليج الفيل" بتلك الكلمات وصف نزار هيثم نتوء صخري ذو شكل غريب يبعد قليلاً عن شاطيء الخليج، فهو علي علي هيئة خرطوم الفيل وسمي الخليج على إسمه، حيث يبدو لك من بعيد وكأنه فيل يريد النهوض وسط الصخور ويداعب بخرطومه مياه الخليج َويريد أن يرحب برتشف شربه منها، وكلما ابحرت السفينة ونظرت اليه تشعر وكأنه يرحب بالزائرين. لم يوقف سيل الاغاني الشعبية على اذاننا سوى طلب إحدى الصحفيات المصريات من أخرى بغناء اشياء من الطرب الأصيل، حيث امتزجت الموسيقى الجميلة لنجاة الصغيرة وفايزة أحمد مع أمواج البحر التي بدأت الشمس تسقط بداخلها مغيرة لونها الي البرتقالي، إيذاناً بالغروب، ولاقت تلك الأغنيات إعجاب شديد من قبل الجنوبيين حيث يمكنك أن تستمع لترديد بعضهن لعدد من المقاطع التي يحفظهوهن، وتخلل تلك الأغنيات التقاط كل واحدة منهن لعدد من الصور داخل القارب. شاطئ السياح تحركت السيارة إلي شاطئ قد لا يضاهي خليج الفيل جمالاً ولكن يكمن بداخله العديد من القيم الرمزية والأسرار ودارت عنده العديد الأحداث التي تجعلك في شغف دائم لزيارته، أنه رصيف السياح الذي تصاب بالحيرة حين تزوره. يكمن سبب الحيرة بأنك لا تعلم اهو مكان لجريمة مكتملة الأركان ارتكبتها مليشيات الحوثي ضد مدنيين عزل أم موقع تاريخي مهيب شهد الخطوات الأولي للملكة البريطانية اليزابيث الثانية وزوجها إلي عدن علي سلالمه العتيقة ليقضيان شهر العسل في أجواء المدينة الدافئة ام بقعة إستراتيجية تواجه ميناء عدن يمكنك عبره رؤية خروج ودخول السفن بكل وضوح. ولا تزال الاثار الناتجة عن تلك الحوادث ،ومنها الدمار الذي قام به الحوثيين ضد العزل ، وستجد الرصيف الذي استقبل الملكة فيكتوريا الثانية، وميناء عدن شاخصا أمام عينيك.