قصة نجاح فتاة حضرمية.. زكية الفتاة الذكية !

عدن الحدث - غرفة التحرير

الحياة بمتاعبها وصعوباتها لم تكن لتحطم همة زكية مرجان الشابة المكلاوية، ولا أن تجعل لليأس طريقا لقلبها العاشق للحياة.

شغفها بالعلم، طموحها، حبها للاستقلالية، جعلتها تتحدى كل الظروف وتصر على السير في ركب العلم ومجابهة عواصف الحياة وهبوب رياحها غير المتوقع.

كانت زكية مرجان (27) عاما، طالبة متفوقة في دراستها، محبة للعلم وللتعليم، ولطالما حلمت بأن تكمل دراستها، لكن أهلها رفضوا بحجة أن الفتاة مكانها هو البيت والمطبخ.

تقول زكية في حديثها لـ ”عدن الحدث“ عن مشوارها التعليمي: " في البداية درست إلى الصف السادس الابتدائي، كانت سنوات نجاح وتفوق، بحيث أني ولله الحمد والمنة دائما من الثلاثة الأوائل، كنت احب مدرستي حب لايقاس بمقياس لاتستطيع أي وحدة قياس أن تقيسه، لكن للأسف لم يهتم أحد لحبي لدراستي وأخرجوني من المدرسة، حاولت أقنع أهلي مرة ثم الأخرى وعاودت وحاولت بل وألحيت، عبرت عن ذلك بالبكاء و بالإضراب عن الطعام لكن لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لاحياة لمن تنادي".

وتضيف زكية لـ ”عدن الحدث“ وقد لمعت عيناها بدموع الماضي وهي تتذكر : " قضيت عدة سنوات بعيدة عن المدرسة والدراسة، وكنت أحلم خلالها بالعودة إلى المدرسة، حتى شع النور من جديد واقتنع أهلي بأن أكمل تعليمي".

وتتنهد زكية وهي تصف أول يوم لها في المدرسة بعد انقطاع دام سنوات : " ذهبت إلى المدرسة حالمة بدخولي الصف السادس، ولكن لم يتم ذلك، فبحسب القرار المنقطع عن الدراسة عدة سنوات إذا عاد يعيد آخر سنة دراسية، لكن ذلك لم يقلل من عزيمتي ولم يحبطني فوافقت على الفور لأن هناك حلم ينتظرني وهي الثانوية وما أنا إلا بدأت الخطوة الأولى".

عادت زكية لمقاعد الدراسة و نجحت بتفوق حيث حازت على المركز الأول، وتم تكريمها من قبل محافظ محافظة حضرموت في ذلك الوقت طه هاجر .

لكن فرحتها لم تدم طويلا حيث عاود أهل زكية رفضهم لإكمالها مشوار التعليم وانقطعت بعد ذلك عن الدراسة خمس سنوات ظلت فيها تحاول وتحاول ولم يعرف اليأس طريقا إلى قلبها الشغوف بحب العلم، وذات يوم قال القدر كلمته وعادت زكية للدراسة في نادي المكلا للدراسة عن بعد وبدأت من الصف السابع إلى الصف الأول ثانوي ليصدر بعدها قرار إلغاء الدراسة عن بعد وافتتاح مجمع الميناء المسائي في مدرسة الميناء بالمكلا فالتحقت بالمجمع وأكملت الصف الثاني ثانوي والثالث وتخرجت عام 2017-2018.

ونظرا لظروف زكية المالية حيث أنها المعيلة الوحيدة لوالدتها، فقد ترافق مع مجاهدتها في طلب العلم العمل لكسب الرزق.. ولأن زكية فتاة تتميز بالطموح والإصرار فقد اكتسبت مهنة الحياكة وعملت بها وأنشأت معملا لخياطة الزي المدرسي وتحلم أن يكون لديها مصنع لخياطة الملابس ، وآخر لتصميم الأقمشة.

تقول زكية في حديثها لـ ”عدن الحدث“ عن بداية طموحها : " بدايتي كنت في البيت أخيط لأفراد، لكن كان طموحي أني أخيط لمؤسسات مثل المدارس، المستشفيات، وغيرهن، وطبعا لايمكن أنهم يقبلون شغلي وأنا في البيت لعدة أسباب أولها لابد التعامل مع شخص معروف ينتمي لجهة أو مكان يمكنهم الوصول إليه بطريقة سهلة، ثانيا لابد من التعامل بالفواتير مختومة بختم خاص بالمكان اللي أخذوا منه البضاعة".

وبدأت بعدها زكية مشوار الألف ميل بخطوة افتتاح مشغل للخياطة في منطقة الشرج بالمكلا، ولأن تكاليف افتتاح مشغل مكلفة فقد استطاعت زكية أن توفر ايجار لأربعة أشهر ومبلغ لشراء أهم الأشياء التي تخص المحل.

تقول زكية : " المبلغ نصه دين والنص الثاني بعت سلس ذهب حقي، والمعدات اعتمدت على نفس المعدات اللي كنت اشتغل بها في البيت، طبعا معداتي من النوع الحديث لأني اشتريتهن كبداية تأسيس لمشغلي المستقبلي".

وعندما سألناها لماذا اختارت تفصيل وخياطة الأزياء المدرسية قالت : " احب تصاميم الأطفال وهذا جعلني أهتم بأزياء الحفلات بالذات المدرسية، والحمدلله بدأت المشوار".

زكية تؤمن بأن الصابر ظافر، وتؤكد لنا أن شعورها بالمسؤولية تجاه أسرتها وأن لا معيل لها سواها الأمر الذي جعل زكية تصر على أن تكون شي من لاشي على حد تعبيرها. ونجحت زكية في افتتاح مشغلها، الذي أسمته زمردة ليتلألأ في سماء المشاريع الناجحة.

واستطاعت باجتهادها أن تترشح لمنح صندوق دعم الشباب بمحافظة حضرموت، ليتكلل مشروعها الصغير بالنجاح ولتحظى أخيرا بفرصة الالتحاق بالدراسة الجامعية.