أشلاء تناثرت وأعضاء تطايرت.."نافذة اليمن" ينشر تفاصيل حصرية عن جريمة مركزي تعز
شنت ميليشيات الحوثي الإرهابية بشكل متعمد عدد من القذائف على السجن المركزي بمحافظة تعز ما أدى إلى استشهاد ست سجينات وطفلة تبلغ من العمر سبع سنوات كانت في زيارة لوالدتها التي استشهدت هي أيضا بجانب ابنتها كما أصيب نحو 28 أخريات. وروى شهود عيان لـ"نافذة اليمن" اللحظات الأولى للحادثة الإرهابية حيث أفادوا بأنه فور سقوط القذائف هلعت فرق الإسعاف والإنقاذ إلى موقع الحادث للبحث تحت الأنقاض عن الضحايا في منظر شنيع تقشعر له الأبدان وتتقطع له القلوب حيث كانت أشلاء أجساد الضحايا ودمائهم تحيط بالمكان بل كانت هذه الأشلاء هي ما تبقى من أجساد أناس كانوا قبلها بلحظات مجتمعون منهم من ينتظر قرار الإفراج عنه ومنهم من يستمتع بلحظات زيارة فلذة كبده أو قريب له. وأضافوا "تم لملمة ما أمكن من الأشلاء المبعثرة هنا وهناك وإسعاف من نجون إلى أحد المستشفيات القريبة. مراسل "نافذة اليمن" حاول حينها اللقاء بإحدى المصابات لا كنه تعذر عليه ذلك بسبب الإجراءات المشددة من قبل رجال الأمن على الحالات المصابة والتي تم نقلهم للمستشفى لتلقي العلاج اللازم. تمكنا لاحقا من اللقاء بإحدى السجينات التي شرحت لنا ما حدث لهن من قبل أن تصل قذيفة الموت الحوثية وتحط على رؤوسهن قائلة: تعمدنا الجلوس والتجمع في سور السجن بعد شرائنا بعض الحاجيات وتجهيزنا بعض الأشياء اللازمة لتوديع سجينتين تم الإفراج عنهما لنفاجئ وبدون سابق إنذار سقطت قذائف الحوثي لتوزع شظاياها بيننا وتسلب أرواحنا وتقطع أشلاء أجسادنا وتحرمنا من لحظة فرح ولو كانت بسيطة. وأفادت مصادر مطلعة في السجن بأن السجينتين التي تم الإفراج عنهن وحان وقت مغادرتهن قضبان السجن بعد ان قضت إحداهن 5 أعوام والأخرى 8 أعوام خلف القضبان وفي يوم فرحهن الذي انتظرنه طيلة هذه السنوات الطوال يتطفل الحوثي ويرسل قذائفه الإرهابية لينثر بعض أعضاء إحداهن ويسلب روح الأخرى ولم تكتمل فرحتهن بقرار الإفراج عنهما ولم يغادرن السجن بجسدهن السليم كما كن يتوقعن بل غادرت إحداهن بحالة يرثى لها فالموت ارحم منها والأخرى بجسد أشلائه متطايرة في محيط مكان وقوع الحادثة الشاهد على هذا الجرم الشنيع لترتقي بروحها إلى خالقها ذاهبة إلى حياة أخرى لا مكان للحوثي فيها بل لا ينالها سوى الشهداء. أحد المسئولون في إدارة السجن المركزي أكد في حديثة لمراسل "نافذة اليمن" بأن أغلب السجينات والضحايا كن ما يزلن قضاياهن على قيد التحقيق وفي جلساتها الأولى. وأضاف" سقطت قذيفتين إحداهن بجانب السجن والأخرى سقطت على شاحنة كانت بجوار السجن ومن ثم تم استهداف القسم الخاص بسجن النساء بعدد من القذائف ما لا يترك مبرر لدى المليشيات فهي تعمدت استهداف السجن وما يدل أيضا على التعمد في استهداف السجن المركزي بشكل مخصوص من قبل ميليشيات الحوثي الإجرامية. وفي السياق قال مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان في تعز عبدالرحيم السامعي أن ست سجينات استشهدن وأصيب 28 أخريات كحصيلة أولية ويتوقع زيادة الوفيات منهن جراء إصابتهن الخطرة لهذا القصف الحوثي الإجرامي الذي طال السجن المركزي بتعز. ردود الجهات المعنية والحقوقية.. في أول رد رسمي على الجريمة أدان رئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي الحادثة ووجه بإطلاق السجناء بضمانات دون المدانين بقضايا جنايات جسيمة. رئيس الحكومة الشرعية د. معين عبدالملك سارع في إدانته لهذه الجريمة ووجه الجهات المختصة لاتخاذ الإجراءات اللازمة. واعتبرت الحكومة هذه الجريمة مؤشرا واضحا على مضي المليشيات الحوثية في نهجها العدواني ورفضها للسلام وتعمدها بمناقضة الأعمال الإنسانية المشغول بها العالم بأسرة في محاربة فيروس كورونا وتعميهم للسلام. كما اتهمت الحكومة والمنظمات الدولية ميليشيات الحوثي بفرض الحصار على مدينة تعز ومنع جهود الإغاثة الإنسانية من الوصول إلى سكان المدينة مما يدل على جهودها الرافضة للسلام ورغبتها بإثارة الضجيج والرعب في صفوف المواطنين. بدوره رئيس مجلس النواب الشيخ سلطان البركاني أجرى اتصالات مع المبعوث الاممي وجهات دولية وأخرى محلية لمتابعة الجهات المعنية بالمحافظة والاطمئنان على المصابين كما أدانت رئاسة المجلس المجزرة ووصفتها بالوحشية مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته. محافظ المحافظة الأستاذ نبيل شمسان سارع فور وقوع المجزرة إلى سرعة الزيارة الميدانية إلى السجن المركزي والإشراف الشخصي على نقل المصابين للعلاج . منظمات وكيانات حقوقية ومؤسسات دولية نددت بالجريمة ووصفتها بالإرهابية ونفذت زيارات لمكان الحادثة وفي مقدمتهم مكتب حقوق الإنسان بتعز ممثلا بمديره المحامي الأستاذ علي سرحان الذي أدلى بتصريح حصري لـ"نافذة اليمن" قائلاً "نحن مستاءون جدا وندين ونستنكر هذه الجريمة وندعو المجتمع الدولي لإدانتها وإدراج المليشيات الحوثية تحت قائمة مجرمي الحرب. وأضاف سرحان "هذه تعتبر جريمة إرهابية بكل المقاييس بحق الإنسانية طالت مدينة تعز من قبل جماعات إرهابية مدعومة إيرانيا. وفي السياق قال الكاتب والناشط الحقوقي عبدالله فرحان في تعليقه على الحادثة "جريمة جديدة ترتكبها مليشيات الإرهاب الحوثية بإرسال قذائفها وصواريخها الإرهابية نحو غرب مدينة تعز وتقصف بها مبنى السجن المركزي ومحيطه فتقتل وتصيب ما يزيد عن 30 سجين معظمهم من النساء. وتساءل فرحان "هل لهذه المليشيا ان تخبرنا وتخبر العالم ما النصر العسكري والهدف الاستراتيجي الذي حققته بارتكابها هذه المجزرة الوحشية ?! وهل للمجتمع الدولي ان يتخذ قراره الحازم تجاه هذا العمل الإرهابي الذي يفوق خطر كورونا بشاعة وإرهاب وتدمير للإنسان ?!! تساؤلات وتنديدات كثيرة ظهرت للعلن لتبقى خلفها تعز غارقة تحت القصف المستمر من قبل هذه المليشيات التي لم تجد من يردعها ويوقفها عن ممارسة مثل هكذا أعمال إرهابية لتستمر قذائفها القاتلة توزع الموت وتلاحق الأبرياء على امتداد أحياء المدينة المكتظة بالسكان وبشكل شبه يومي ولم تكتفي بذلك فقط بل وتتعمد في استمرار فرض حصارها الظالم على المدينة ومنع دخول المساعدات الإنسانية والاغاثية التي تقدمها دول الجوار لإغاثة المواطنين القاطنين داخل مدينة الحب والسلام ت