نجاحات الإمارات في اليمن تخرس أذناب قطر

عدن الحدث

تعاملت الأذرع الإعلامية لقطر مع احتفاء دولة الإمارات العربية المتحدة بأبنائها البواسل المشاركين ضمن قوات التحالف العربي في اليمن، على أنه انتصارًا لها، وذهبت باتجاه التأكيد على أن الإمارات انسحبت من اليمن، في حين أن الكلمات التي أدلى بها القادة العسكريون وتناقلتها وكالات الأنباء لم تتحدث عن ذلك. بل أكدت دولة الإمارات على مواصلة دورها ضمن التحالف العربي في اليمن، لصيانة أمن المنطقة واستقرارها، ووجّه الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي، عبر حسابه في تويتر رسالة صريحة إلى أعداء التحالف قال فيها: "بإذن الله باقون سندا وعونا للشقيق في صيانة أمن منطقتنا واستقرارها". في المقابل تعاملت وسائل الإعلام القطرية والتركية مع تغريدة ولي عهد أبوظبي كأنها لم تكن وركزت على عودة الجنود من اليمن وحاولت توظيف الأمر على أنه انكسارًا لقوات التحالف العربي التي لم تقصر في دعم الشرعية منذ انطلاق عاصفة الحزم قبل خمسة سنوات، ما يعني أن أبناء القوات المسلحة الإماراتية البواسل أضحوا عقدة لدويلة قطر التي تسعى لنشر مخططاتها في اليمن. العقدة القطرية لم تظهر فقط عند الاحتفاء الأخير لدولة الإمارات لكنها حضرت في مواقف عدة كانت فيها دولة الإمارات مؤثرة بقوة بعد أن استطاعت أن تكشف الخيانة القطرية داخل التحالف بجهود استخباراتية لم يجري الإعلان عن تفاصيلها، وعلى مدار العامين الماضيين حاولت الدوحة بشتى الطرق بث الوقيعة بين السعودية والإمارات الفاعلين الأساسيين في التحالف. حينما أقدمت دولة الإمارات على إعادة قواتها في شهر أكتوبر الماضي، انتشت وسائل الإعلام القطرية ومن خلفها نظام الحمدين بالتأكيد، وحاولت أن تروج لأن الإمارات تسعى لترك المملكة العربية السعودية بمفردها في مستنقع اليمن، غير أن التفاهمات التالية بين البلدين سواء في اتفاق الرياض أو من خلال التعاون بين البلدين في ملفات عسكرية مشتركة داخل اليمن وخارجه أجهضت تلك الأكاذيب. العقدة القطرية من الإمارات تكمن في أن الدوحة لا تستطيع تفسير التحركات العسكرية للتحالف العربي على الأرض، وهي تحركات تحاول التعامل مع خيانات الشرعية المتتالية التي أضحت في المعسكر القطري وتحاول أن تُفشل جهود التحالف بكافة السبل، وهو ما يضفي بعض الغموض المقصود لكشف ألاعيب محور الشر القطري الإيراني التركي. وهو ما يفسر إعلان دولة الإمارات انتقالها من تنفيذ استراتيجية "القوة العسكرية أولًا"، إلى استراتيجية "السلام أولًا"، دون أن يرتبط ذلك بانسحابها بشكل مباشر من التدخل بالأزمة اليمنية، كما أن دولة الإمارات أرادت تفويت الفرصة على الشرعية التي لم تتوانى عن الترويج لأكاذيب باطلة طالتها بإيعاز من مليشيات الإخوان ووصلت إلى حد توجيه اتهامات جزافية في مجلس الأمن.