رعب "كورونا" مدخل محتمل لتجاوز الخلافات بين الشرعية والانتقالي

عدن الحدث

رغم حالة الرعب التي سادت الشارع اليمني مع تأكيد لجنة الطوارئ الحكومية تسجيل خمس إصابات جديدة بفيروس «كورونا المستجد»، في مدينة عدن، العاصمة المؤقتة للبلاد، وانتظار الكشف عن إصابات أخرى في مناطق سيطرة الحوثيين، فإن تجربة الفريق المشترك لمواجهة الفيروس في مدينة عدن، قد تشكل نموذجاً لتجاوز الخلافات، والعمل معاً للتصدي لهذا الوباء القاتل. ووسط تقديرات بأن الوباء القتال قد يقضي على 42 ألف يمني، وأن يصيب نسبة كبيرة من السكان، استناداً إلى القدرات الطبية المتواضعة، والأوضاع التي خلّفتها حرب انقلاب ميليشيا الحوثي على الشرعية، فإن هذه المؤشرات ربما تمثل رادعاً للأطراف السياسية بأهمية تجاوز كل الخلافات وتوحيد الجهود لمواجهة هذه الجائحة. وخلافاً لبقية المجالات، فإن الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي يعملان منذ بداية الاستعدادات لمواجهة هذا الوباء، حيث يؤكد الدكتور علي الوليدي الناطق الرسمي باسم لجنة الطوارئ الحكومية أن اللجنة تعمل بتنسيق مشترك مع السلطات المحلية والمجلس الانتقالي، حيث شُكّل فريق عمل مشترك يضم إلى جانب اللجنة الحكومية كلاً من عبد الناصر الوالي وسالم الشبحي وصالح الحكمي من المجلس الانتقالي تتولى العمل على إدارة المواجهة. ومع تأكيد لجنة الطوارئ، أول من أمس (الأربعاء) تسجيل خمس إصابات جديدة بالفيروس في مدينة عدن، ارتفعت المخاوف ومعها الدعوات الداخلية والخارجية لتجاوز آثار الإعلان الذي أصدره المجلس الانتقالي بشأن الإدارة الذاتية للمحافظات الجنوبية، والعودة إلى تنفيذ فوري لاتفاق الرياض الذي يضمن شراكة واسعة لكل القوى اليمنية في حكومة تعتمد على معيار الكفاءة والنزاهة، وليس المحاصصة الحزبية، وباعتبار هذا أساساً للذهاب نحو مشاورات الحل النهائي للصراع في البلاد مع الحوثين. ويقول عبد الملك المخلافي مستشار الرئيس اليمني إنه «بعد أن ثبت وجود حالات مصابة بـ(كورونا) في عدن، أمام المجلس الانتقالي فرصة للتراجع عن خطوته، وإتاحة الفرصة للحكومة لتتولى مسؤوليتها في مكافحة جائحة (كورونا)». ويضيف: «الحرص على سلامة ومصلحة المواطنين هو الدليل الوحيد على أنك تعمل من أجلهم». ووسط نظام صحي هش وأكثر من نصف المنشآت الطبية لا تعمل، أعلنت «منظمة الأمم المتحدة للطفولة» تسجيل 110 آلاف حالة اشتباه للإصابة بوباء الكوليرا، فإن جائحة أخرى تجتاح المناطق الساحلية تحديدا حيث تنتشر حمى الضنك وحمى شيكونغونيا المعروفة محلياً باسم المكرس، وهو ما يشير إلى حجم الكارثة التي تواجهها اليمن. وقالت ليز غراندي، منسق الشؤون الإنسانية لليمن: «حذرنا منذ أول حالة إصابة بـ(كوفيد) من أن الفيروس موجود الآن في اليمن وقد ينتشر بسرعة». «العوامل كلها موجودة هنا. مستويات منخفضة من المناعة العامة، ومستويات عالية من الضعف الحاد، ونظام صحي هش ومثقل». فيما حذرت الوكالات الأممية من أن إخفاء المعلومات عن حقيقة الإصابات يزيد من احتمال حدوث زيادة في الحالات التي قد تطغى بسرعة على القدرات الصحية. ووفق مسؤولين في الحكومة الشرعية، فإن الأمم المتحدة حاولت، طوال الأشهر الثلاثة الماضية توحيد جهود مواجهة فيروس «كورونا» بين الحكومة الشرعية وميليشيا الحوثي، إلا أن تلك الجهود تعثرت بسبب تعنت الميليشيا، ولهذا اقتصر التنسيق على تبادل المعلومات عبر المنظمة الدولية التي تولّت مهمة تدريب الكوادر الطبية، وتوفير المستلزمات الخاصة بفحص الحالات المشتبه فيها، وتجهيز المستشفيات. ورغم الصورة القاتمة التي رسمتها الوكالات الأممية، فإن أمين عام الأمم المتحدة، ومعه المبعوث الدولي مارتن غريفيث، يعتقدان أن الجائحة قد تشكل فرصة مواتية لجلب الحوثيين إلى اتفاق شامل لوقف الحرب والذهاب نحو محادثات سياسية شاملة.