ميفع حضرموت.. نكبتها السيول وخذلتها السلطة !!
تعرضت ميفع يوم الأربعاء الماضي الموافق 3/6/2020م لسيول فيضانية لم تعرف لها المنطقة مثيل منذ مايقارب المائة عام حسب حديث المعمرين وكانت كارثة بكل ماتحمله الكلمة من معنى ،خلفت أضراراً جسيمة في الممتلكات والبيوت ،وهو ماتسبب في نزوح عشرات الأسر التي تعرضت منازلهم للهدم والغمر جراء السيول. من المعلوم ان أغلب سكان ميفع يعيشون تحت خط الفقر حلت بهم الكارثة ،وكشفت عن حالهم المستور ،لقد أصبح بعض الأسر في العراء في غمضة عين وأياديهم فارغة لايملكون شئ قط ،كنا نتعشم خيراً في سلطة حضرموت،بأن تقوم بدروها المنوط بها ، لكن لاحياة لمن تنادي !! نعم هرع مسؤولي السلطة وتسابقوا بالذهاب الى ميفع المكلومة التي أعلنوا عنها بأنها منكوبة ليلتقطوا لهم صورإً تذكارية للإستهلاك الإعلامي ويتلذذوا بطعم معاناة الاهالي الذين فقدوا بيوتهم غير آبهين بمعاناة من دمرت بيوتهم ،كل مافي الأمر انهم حضروا أجساداً بلا أرواح ولارحمة ولاشفقة حتى على من أصبح في العراء بلا مأوى. صحيح حضر بعض مسؤولي السلطة عقب الكارثة بأيادٍ فارغة ،أثناء وجودهم كانت قرى ميفع المنكوبة تعاني من أزمة مياه خانقة ،كان عليهم أن يأتوا بالوايتات (البوز) معهم مباشرة كي يخففوا من جحيم معاناة الأهالي ،وبالذات النازحين كان عليهم أولاً النزول فوراً الى منازل المواطنين الذين هدمت بيوتهم كي يواسونهم ويرفعوا من محنتهم ومراكز الإيواء كل الذي حدث أنهم ذهبوا الى الخط العام الذي جرفته السيول وتناسوا المهمة الكبيرة التي على عاتقهم المتعلقة للفت النظر الى من هدمت منازلهم وتعويضهم بصورة عاجل عما لحق بهم ،نحن لسنا مستغربين من هذه السلطة ،لانها تعودت العزف على هذا المنوال من زمن طويل ولايمكن لها ان تغير من الواقع شئ وكل مانشاهده منها فقط هو البلبلة والضجيج الإعلامي والتغني بأوجاع المكلومين. لو كانت هذه الكارثة لاسمح الله وقعت في اي مديرية من المديريات الحضرمية الأخرى التي لها اليد الطولى في القرار السياسي والمتحكمين بالسلطة لرأيت المعونات والملايين تعطى بلاحساب ولارقيب ،أما المديريات الغربية أو ماتعرف بمديريات وادي حجر فلا حول لها ولاقوة ،فكل مايأتيها هو الفتات من أصحاب الفخامة ،وكأنها ليست من ضمن الجغرافيا الحضرمية. قد ينتقد البعض مانكتبه ،لكني وودت أن أكتب عن واقع معاش ومؤلم تعيشه منطقة ميفع منذ مابعد الكارثة ،ولنا تجارب من السنين الماضية حيث إجتاحتها كثير من الكوارث الطبيعية فحضرت السلطة جسداً بلا روح وأحدثت ضجة وبلبلة إعلامية دون أن نرى فعلاً ملموساً علىالواقع للمواطن ،فكارثة(( تشابالا)) ليست ببعيدة ،والتي كانت من أشد الكوارث التي ضربت المنطقة وخلفت أضراراً جسيمة وتسببت في إنهيار عشرات المنازل ناهيك عن جرف المحاصيل والأراضي الزاعية ، فلم تقم السلطة بتعويض المتضررين التي هدمت بيوتهم الى يومنا هذا رغم نزول اللجان التي قامت بحصر المتضررين وذهب ذلك أدراج الرياح وكأن شيئاً لم يحصل. اليوم يتكرر نفس الفيلم ونفس البرنامج لجان تسير بلا بوصلة مهمتها للإستهلاك الإعلامي فقط ستنتهي عندما يتم حصر كل شئ وبعدها ستوضع التقارير الوهمية في الأدراج بعناية وسيتم وضع الأقفال عليها بسرية تامة ويادار مادخلش شر مثل ماحصل عقب كارثة تشابالا شوية مسرحية عقيمة وانتهى وتبخر معها كل شئ يالله ياميفع لماذا يعاملونك بالجفاء والنكران للجميل ؟ هذا هو الواقع الملموس ،فما حصل للوالد أحمد باعامر الذي إنهار منزله بالكامل وعدم إعطاءه سلة غذائية كغيره من المتضررين من قبل الجهات المسؤولة بحجة انه لم يأتي الى مركز الإيواء ماذا يعني ذلك ؟ هذا له تفسير واحد لاغير إننا لم نفعل لكم شئ ولاتنتظروا مننا حاجة !!فنحن أتينا لمهمة واحدة هي التغني والرقص على أنات المنكوبين واللي مش عاجبه حاجه ينطح برأسه في الجبل المطل على قرية ردفان. هذا هو حال العباد الواقعين تحت سلطة فاسدة لايمهما معاناة المواطن لامن قريب ولامن بعيد وأنا هنا أناشد المنظمات الدولية والعربية وعلى وجه الخصوص الهلال الأحمر الإماراتي أن ينظر بعين العطف الى هذه الأسر التي تهدمت بيوتها ويعوضهم عما فقدوه ،وأملنا فيهم كبير كونهم مشهود لهم بالعطاء الذي وصل الى أقاصي المعمورة كما نقدم شكرنا الجزيل لأصحاب الخير والمنظمات التي ساهمت في التخفيف من معاناة الأهالي. فميفع اليوم تعيش بين نكبة السيول وخذلان السلطة وهي بحاجة ماسة لمن يمسح عنها غبار الكارثة ويفكها من قيود خذلان السلطة ويعيد الإبتسامة الى الأطفال الذين فقدوا منازلهم.