في ذكرى الأربعين يوما على مرور رحيل فقيدنا شهيد الواجب والإنسانية الدكتور رياض حبور الجريري

كتب : علي عمر باجوه مدير مكتب (د. رياض الجريري)

تمر علينا ذكرى مرور الأربعين يوماً على رحيل عظيم من عظماء هذا الوطن المعطاء برجاله المخلصين، والذي برحيله - رحمه الله - فقدنا رجلاً سمحاً كريماً لا يحمل الحقد، فيه من الصفات الجميلة والكريمة الكثير والكثير ولكن قضاء الله وقدره ولا نقول إلا ما يرضي ربنا سبحانه وإنا لله وإنا إليه راجعون، وخلال هذه الأسطر أحببت أن أرثيه بقليل مما كان يسير عليه في حياته التي كان يملأها بمكارم الأخلاق والصفات الحميدة وذلك من خلال مصاحبتي له طيلة عدد من السنوات.. لقد ترك لنا رياض الخير – رحمه الله وطيب ثراه- صورا من العطاء والإبداع حتى وضعه ذلك في المرتبة الأسمى التي لا يجاوره فيها إلا المخلصون أمثاله، حيث شكل -رحمه الله- لنا نموذجاً مشرفاً في الإصرار والمتابعة والمواجهة والتحدي وتقديم الخدمة في مختلف الأوقات والميادين وفي جميع مراحل الحياة السياسية وتحولاتها التي مرت بها بلادنا منذ فترة توليه كمديراً عاماً لمكتب وزارة الصحة العامة والسكان. كان رياض -رحمه الله وطيب ثراه- صاحب خلق طيب، وبسمة مفرحة مبشرة بخير، وطرفه مضحكة حتى في أوج الأزمات والمنغصات التي مر بها في أواخر حياته -يرحمه الله- لم تفارقه تلك الصفات مما جعله محبوباً عند الجميع ممن قابله أو صاحبه أو عامله، وكان أيضا -يرحمه الله- نموذجا مشرفا على مستوى العمل وزملاء العمل حيث يشعر الجميع بحبه لهم ومكانتهم عنده ومعاملته الصادقة ورأيه ومشورته في مهام العمل العام وليس ذلك فحسب بل امتدت ثقتهم به في أن يستشيروه في قضاياهم الخاصة، فكان الجميع يعمل برأيه وتوصيته. وخلال العمل كان – طيب الله ثراه- حريصا على حلحلة المشاكل الإدارية والفنية على مستوى الإدارة العامة والمرافق الصحية الأخرى بشيء من المصداقية والمهنية والأخوة والمحبة والسرية مما يمّكن ذلك لمصلحة العمل وتحسن مستوى الخدمة فينعكس ذلك إيجابا على انجاز العمل. وعلى صعيد المرافق الخدمية الأخرى وخصوصا ذات العلاقة مع الصحة فقد كان – طيب الله ثراه- مبادراً لتوحيد الجهود واصطفاف الصف وتوحيد العمل بحيث يكون مكملاً للبعض ومتجانس وقد أشعر الجميع رحمه الله بالحب والتقدير والقرب منهم حتى آلت إليه القيادة طوعا لا كراهية ومحبة لا شيء يحاك في القلب وكانت الثمرة تجربة المحافظة في *إعلان خلو المحافظة من وباء كورونا في العام 2017 الذي انتشر في محافظات الجمهورية*. *وحظي رياض الخير بثقة السلطة المحلية بالمحافظة وقيادة وزارة الصحة في العاصمة عدن وذلك نظير تفانيه في العمل وإخلاصه وإنجازه ومبادرته في إصلاح الوضع الصحي* في ظل الظروف الصعبة والمعقدة مع الحرص والمحافظة على استقرار الوضع الوبائي، كما أوكلت إليه عدداً من المهام بتكليف من قبل السلطة المحلية ووزارة الصحة في شؤون عدد من المحافظات فكان مساهماً في حلها وإصلاح الوضع فيها. *لقد جسدت حياة الفقيد الدكتور رياض الجريري رحمه الله كل أشكال التراحم والترابط والمحبة والقوة والعزم والطموح والإدارة الناجحة والعمل كفريق واحد والصمود في وجه المنغصات والمنعطفات مع النصح والإرشاد للمخالف وتحمل هموم العمل مع السعي لإصلاح العمل ومحبة الآخرين وتقديم المنفعة.* *من الصعب رثاء قامة كبرى كقامة الدكتور رياض الجريري* الذي أفنى حياته وعمره في سبيل تقديم الخدمة لأهله ووطنه والمحافظة عليهما، وفي سبيل استقرار الوضع الوبائي ابتغاء وجه الله ، والعمل على خطط التنمية الصحية مع الحفاظ على مقدرات القطاع الصحي الذي كاد أن يفلت في ظل الوضع السياسي المتدهور فرحمة الله عليك تترى يارياض الخير وطيب الله ثراك وقابلك بما ترضى. *وقد ترجل الفارس رياض الخير ليلة الجمعة الموافق الــ28من شهر مايو ووري جثمانه بمسقط رأسه بمنطقة الحافة مديرية الريدة وقصيعر.*