ابتسامات من عمق المعاناة اطفال مدينة سيئون يبتسمون للعالم لاستقبال العام الهجري الجديد 1442هـ

سيئون / جمعان ويل

مقدمة شهد العالم العربي والإسلامي هذا اليوم الخميس الموافق 20/ 8/ 2020م مطلع العام الهجري الجديد 1442هـ ولما لهذا اليوم من حدث الذي يعتبر يوم فرح وبهجة في حياة المسلمين في أصقاع العالم للاحتفال بالهجرة النبوية على صاحبها أفضل السلام والتسليم محمد صلى الله عليه وسلم وما تمثله من محطة وقوف في حياة البشرية ، ويعتبر حادث الهجرة فيصلاً بين مرحلتين من مراحل الدعوة الإسلامية ، هما المرحلة المكية والمرحلة المدنية ، وكان لهذه الحادث آثار جليلة على المسلمين ، ليس فقط في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن آثاره الخيرة قد امتدت لتشمل حياة المسلمين في كل عصر ومصر، كما أن آثاره شملت الإنسانية أيضاً ، لأن الحضارة الإسلامية التي قامت على أساس الحق والعدل والحرية والمساواة هي حضارة إنسانية ، قدمت، ولا زالت تقدم للبشرية أسمى القواعد الروحية والتشريعية الشاملة ، التي تنظم حياة الفرد والأسرة والمجتمع، والتي تصلح لتنظيم حياة الإنسان كإنسان بغض النظر عن مكانه أو زمانه أو معتقداته. حيث تقام بهذه المناسبة الندوات والمحاضرات وجلسات الذكر والمواعظ تتحدث عن الهجرة النبوية وتتكاثر الدعوات إلى العلي القدير أن يجعله عاما جديدا بالخير والبركة والصحة والعافية وتطور ونماء وأمن واستقرار لما فيه مصلحة الأمة الإسلامية في جميع أصقاع المعمورة . ابتسامات من عمق المعاناة ففي مدينة سيئون تجلت فرحة رأس السنة الهجرية إضافة مما ذكرناه سابقا في كيفية احتفال أطفال المدينة بهذه المناسبة برغم الظروف العصيبة والقاسية على المجتمع من الارتفاع الجنوني للأسعار نتيجة ارتفاع العملة اضافة الى المماحكات والصراعات السياسية تجد اطفال المدينة على وجوهم البسمة والفرحة والامل الى في الله عز وجل ان يجعل هذا العام عام السلام والامن والاستقرار والتصالح والتسامح واستقرار العملية التعليمية وان يكشف الله الغمة ويفرج الكربة ويرفع وباء فايروس كورونا , وهاهم يبتسمون للعالم ببراءة الطفولة بعزيمة ان القادم سيكون جميلا بأذن الله . اهازيج بفرحة العام الهجري الجديد حيث انطلق الاطفال من بيوتهم من الصباح الباكر في هذا اليوم وهو اول ايام العام الهجري الجديد 1442هـ الموافق منتشرين في الشوارع والأزقة ووسط السوق العام وهم يحملون المباخر التي تتطاير منها الروائح الزكية فرحين مستبشرين بقدوم العام الهجري الجديد , مرددين الاهازيج المتعارف عليها ببراءة الطفولة ( مدخل السنة بركة والسيل فوق الدكة ) ( يا لبان يا كوكبان ابعد ابليس والشيطان ) ومنهم من يقول ( يا الله يا رحمن ابعد ابليس والشيطان ) , فيما يستقبلهم الاهالي وأرباب المحلات التجارية بالابتسامة وإعطائهم هدية العام سوى كانت نقدية او عينية او تزويدهم بالبخور بعد ان يقوموا الأطفال بتبخير المحل او مدخل البيت بروائح اللبان المتطاير من المباخر ( المقاطر ) مع ترديد تلك الاهازيج في موروث شعبي تتناقله الأجيال جيل بعد جيل في وجه طفولي ملئ بالفرحة والبهجة باحتفالية هذا , ويقدموا الاطفال الأهازيج بدون خجل او خوف وسط شغف ومشاهدة الوافدين للمدينة من خارجها لهذا الموروث الجميل والذي يعد في نظرهم عادات وتقاليد غريبة عليهم و الذي لازال يحتفظون بها هؤلاء الأطفال من هم فرادا او جماعات سوى من اسرة واحدة او من الجيران او من الحافة والاقارب وهم يلبسون الثياب الجميلة التي ارتدوها من قبل أهاليهم بهذه المناسبة بعد تزويدهم بالمبخرة والفحم الخشبي والبخور ( اللبان والعلك ) , وقد يعتقد البعض ان غالبية الاطفال من الاسر الفقيرة او اكثر احتياجا بل بالعكس فهم من مختلف شرائح المجتمع بكل اطيافه يشاركون في فرحة هذا اليوم . استعدادات وترتيبات لهذا اليوم خلال تجوالنا ومصاحبة الأطفال ومشاهدتهم والبسمة والفرحة ترتسم على وجوههم ناهيك عن استعداد أرباب المحلات والبيوت لهذه المناسبة والذي تجدهم يستقبلونهم بعد ان يسمعوا منهم ما يرددون من أهازيج بكل براءة لحظات جميلة تعيشها برفقتهم والكل يريد ان يتصور بدون خجل او استحياء . اصحاب المحلات التجارية عبروا عن هذه الفرحة المشتركة مع براءة الطفولة معتبرين ان هذا اليوم يوم مميّز بالنسبة لهم في مشاركة الاطفال هذه الفرحة الذي لا يتكرر سوى يوم واحد في العام يوزعون فيه على الاطفال البسكويت والبفك بأنواعه والشكولاتة ولم يعد أي طفل خالي اليدين من تلك الهدايا لذلك تجد الاطفال يحملون الاكياس المليئة بهدايا العام الهجري الجيد . وعبر العديد من المواطنين سيما من خارج مدينة سيئون عن هذه المناسبة مجمعين على جمالية هذا الموروث الفرائحي لهذه الفئة وهي تحمل مباخرها ويتطاير منها البخور مؤكدين بانه ليس وسيلة للشحاتة كما يردده البعض ولكن مرحلة الطفولة لكل منطقة وقرية ومدينة لها عاداتها وتقاليدها كما هو حاصل عوادات الاطفال مع الاعياد او ما يقم لهم خلال شهر رمضان و تحدث احد ارباب المحلات التجارية بالقول نسأل الله يتقبل دعاء هولا الاطفال ان يفرج الله الكربة ويكشف الغمة ويعم الامن والاستقرار ومحاسبة كل الفاسدين والمتلاعبين بمعيشة الناس من التلاعب في اسعار الصرف الجنوني وارتفاع اسعار المواد الغذائية . ختاما ندعو الله العلي القدير ان تكون سنة خير وبركة ورحمة وان يفرج أزمات المسلمين ويرحم المسلمين ويبعد الفتن ما ظهر منها وما بطن ويبعد عنا وعنهم الاوبئة والامراض ما ظهر منها وما بطن ويسود بين الامة الاسلامية المحبة والتراحم والتكاتف والامن والاستقرار برحمته ارحم الراحمين , //