المجلس الانتقالي ..اهتمام خارجي يؤسس لمرحلة جديدة

كتب/ باسم فضل الشعبي
كانت زيارة مبعوث الامم المتحدة لليمن هانز جورندنبيرج الي مقر المجلس الانتقالي في منطقة التواهي بالعاصمة عدن، للقاء الرئيس والقائد عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، لها تاثير كبير على المستويين المحلي، والخارجي.
فالزيارة تعتبر الاولى من نوعها يقوم بها مبعوث اممي لمقر المجلس الانتقالي، وحملت ابعاد سياسية مختلفة، ابرزها انها تعكس الاهتمام الكبير دوليا بالمجلس الانتقالي الذي صار لاعبا رئيسيا في المشهد اليمني، لايمكن تجاوزه او تخطيه.
كما ان الزيارة تعكس ايضا اهتمام المبعوث الاممي بالقضية الجنوبية باعتبارها مفتاح الحل في اليمن، وهو الذي اكد في احاطته الاخيرة امام مجلس الامن على اهمية ايجاد حل عادل للقضية الجنوبية، التي قال انها قضية مركزية يصعب تجاوزها، ولا حل لمشكلة اليمن من دون حل ملف الجنوب اولا.
ثم تاتي دعوة الحكومة الالمانية لوفد من المجلس الانتقالي لزيارة المانية، واقامة عدد من الفعاليات للتعريف بالجنوب وقضيته العادلة، وشرح الدور الذي يقوم به المجلس الانتقالي على الصعيدين المحلي، والاقليمي، لتوكد وجود اهتمام غير مسبوق بالجنوب، لدى دوائر غربية عديدة، وهذا ما يعكسه نشاط الانتقالي على مختلف المستويات.
وفي الواقع ان هذا الاهتمام الخارجي بالجنوب، ينطلق ايضا من اهمية الجنوب الجيوسياسية على طرق الملاحه الدولية، فضلا عن الفرص الاستثمارية الواعدة التي يمتاز بها الجنوب، ناهيك عن الثروات البكر المخزونة في ارضة، وبحاره، ويعلم العالم جيدا اهميتها في تحريك الاستثمار، والطاقة العالمين، مستقبلا.
يحتاج المجلس الانتقالي الي مضاعفة جهوده على مختلف المستويات، وان يكون عاملا حاسما، ومشاركا، في عديد قضايا تهم البلد، اهمها الاقتصادية، والأمنية، بالاضافة الي جعل نشاطه الاعلامي، والسياسي، يسير جنبا الي جنب مع انشطته الميدانية المختلفة، في مجال التنمية، ومساعدة المجتمعات المحلية لتخطي عقبة المشكلات، ومن ابرزها الفقر، وذلك عبر مشروعات تنموية، وانسانية، تتم بمشاركة جهات اخرى فاعلة اقليمية، او دولية، ومن شان ذلك ان يسهم في جعل الانتقالي اكثر قربا من الناس وقضاياهم، واهتماماتهم الحياتية.
ان وجود الانتقالي في الحكومة، وعلى راس السلطة المحلية بالعاصمة عدن، يكسبه تجارب مهمة في ادارة الدولة، لا ينبغي تفويتها، او عدم الاكتراث بها، فادارة الدول يتم بتراكم التجارب، والخبرات، والنجاحات لا تاتي دفعة واحدة، وانما عبر مراحل، وتمر بتعقيدات مختلفة، لكنها تنجح بالصبر، والتعهد، والاهتمام.
ان الاهتمام الدولي بالجنوب، يؤسس لمرحلة جديدة امام الفاعلين الجنوبين، وابرزهم المجلس الانتقالي، الذي ينبغي عليه اقتناص الفرص، والذهاب اليها، واعادة توظيفها في تحقيق اهدافه المرحلية، والمستقبلية.