جيش النفط في مواجهة مرتقبة مع الشعب وجيوشه

كتب / جمال مسعود

لا يقصد بجيش النفط الجيش العسكري والقتالي فقط بل هناك جيوش اخرى لاتقل ضراوة عن الجيوش القتالية فهي معه تقاتل وقد تكون اكثر ضرر منه على مصالح الشعب انها جيوش السياسيين والاعلاميين وفئة المثقفين بثقافة الثغرات والاختراقات والتبريرات وسوء التقديرات ، لم يكن ليستغرب المواطن اليمني والجنوبي من ربض الجيش بمعداته وعتاده بالقرب من حقول النفط في شبوة وحضرموت وتقوقعه وسط الصحراء الملتهبة ومن حوله المعارك تدك حصون المدن اليمنية والجنوبية عن يمينه وشماله وبالقرب من ساحة الاشتباك ومدى الرمي الصاروخي والمدفعي المهدد لمواقعه ، المستغرب منه والذي استفز الجميع هو حالة التأمين والحماية التي احاطت بهذا الجيش الكبير الرابض بمعداته وعتاده في مواقعه على مرأى ومسمع من الجميع وكانه ضمن قوات حفظ السلام او من اصحاب القبعات الزرقاء اليو ان الواقف على الحياد. منذ اندلعت الحرب واجتاح الحوثيون المدن اليمنية الواحدة بعد الاخرى ودخل الجنوب واستولى عليه ثم طرد منه شر طرده ، وهذا الجيش لايرى ولايسمع ولا يتكلم ولم يمسح غبار الصحراء عن عتاده ومعداته ، ولم يرتدي جنوده بدلات الاستنفار والاستعداد القتالي ، وكانه قد وقع معاهدة السلام مع الجميع ، لايقاتل احدا ولا يقاتله احدا ، اوشكت المعارك من حوله ان تصل اليه وهو لايستكين لاعلاقة له بكل مايدور حوله ، محاط بادارة من محافظين لمحافظات خمس اشرفت على امانه وتأمينه مأرب والجوف اليمنيتين وشبوة وحضرموت والمهرة الجنوبيات الساهرات على تامين سلامته وحركة تنقل النفط البرية بالقاطرات والتحت ارضية عبر الانبوب المملوك لقوى محمية بجيش النفط العسكري والسياسي والاقتصادي والاعلامي والاكاديمي. سنوات وجيش النفط في معزل عما يدور من حوله حتى قامت قيامته وانتفض عندما وجد الشعب قد احاط به كاحاطة الاسورة بالمعصم ، شعب وعى للدور الحقيقي لجيش النفط الرابض بعتاده وعدته في الصحراء ، لايحمي وطن ولا جمهورية ولا وحدة ولا سيادة ولا دين ولا عرض جيش قوامه اكثر من عدد رمال الصحراء ، هو اليوم في مواجهة مع الشعب واهل الارض والثروة ورجال جيش الوطن الحقيقيين من غبرت شمس المعارك وجوههم وثيابهم ومعداتهم وعتادهم العسكري من الفوا المعارك وفقهوا صولاتها وجولاتها برا وبحرا وجوا في الصحاري والقفار والوديان ووعورة الجبال ، بدأت ساعة الكشف والمفاضحة لدور جيش النفط ، وٱن الاوان كي يظهر على حقيقته والدور الذي اوكل اليه منذ سنوات ، اهو جيش الشعب وجيش الوطن وجيش العزة والكرامة ، ام هو جيش النفط وسماسرته ناهبي الثروات ومجرمي سياسة التجويع والتجريع ، هذا الجيش اليوم امام انتفاضة شعب عانى الويلات في ارض زاخرة بالثروات وحرم منها وترك ليموت جوعا وفقرا ، جيش عليه اليوم ان يقف امام الشعب ليتحاكم في الساحات عن سنوات الهدر والعبث والتفريط بمصالح الشعب ، اليوم قد بدأت ساعة المحاسبة والعقاب وخرج الشعب في حضرموت بهبته الثانية واصطف رجال القبائل في النقاط حائط صد منيع امام القاطرات المحملة بالمنهوبات من خيرات حضرموت النفطية والمعدنية والسمكية لتنكشف امامهم عمليات النهب الاكثر والاكبر فحشا في العالم ، وهاهم اليوم على وشك الوقوف امام انبوب التصدير للنفط من ميناء الضبة النفطي وبالتأكيد سينكشف لهم الحجم الحقيقي لكمية النفط المصدرة للخارج باسم مجموعة الناهبين والمتنفدين هوامير النفط عبر البحار ، واليوم تدخل محافظة شبوة مرحلة كشف الحقائق وفضح عمليات النهب والسلب لثروات الجنوب المحمية بقوى المتنفدين في السلطة ، ان التغيير الذي اجراه فخامة الاخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية لمحافظ شبوة بن عديو كشف حجم الترابط بين القوى المتنفدة في السلطة مع الناهبين ، لا مبرر للانتفاضة التي حركها محافظ شبوة المقال بن عديو فهو موظف حكومي يعين ويقال اسوة بغيره ، لكن التضخيم الاعلامي وحركة الهيجان ضد قرار الرئيس باقالته لاتعبر الا عن دور خفي كان يغطيه بن عديو كشفه قرار الاقالة وتعيين بن الوزير محافظا لشبوة خلفا له ، مايبعث المخاوف لشبكة المتنفدين من وصول المحافظ الجديد بن الوزير الى كلمة السر والصندوق الاسود الذي كان محتفظا به بن عديو ويخفيه عن شعب النخوة واهل شبوة خلف المشاريع الكرتونية وفرش الاسفلت على الطرقات بالملايين الفاسدة. اليوم جيش النفط في مواجهة متوقعة مع الاحرار الشرفاء في الجنوب الواقفون خلف الهبة الحضرمية الثانية والهبة الشبوانية القادمة والهبة المهرية اللاحقة لتكتمل حلقات الجنوب الحر الساعي لانتزاع سيادته على ارضه وثرواته المنهوبة منذ سنوات بيد من يدعون بانهم سلطة وجيش وهم بعيدون كل البعد عن سلطة الشعب وجيش الشعب سلطة نافذة ومتنفذة محمية بجيش النفط.