صحيفة العرب : الحوثيون باتوا أكثر جرأة في فرض آرائهم وأفكارهم الدينية
عدن خاص
كشفت صحيفة العرب ان المتمردين الحوثيين يخوضون حربا من نوع آخر في مناطق سيطرتهم، حيث يسعون جاهدين لفرض أفكارهم ومعتقداتهم المذهبية على السكان، ولا يتوانون عن استخدام القوة في ذلك، حيث عمد المتمردون، الذين ينتمون إلى المذهب الزيدي، مؤخرا إلى مداهمة عدد من المساجد لمنع إقامة صلاة التراويح، وقد وصل الأمر إلى حد إطلاق الرصاص لترهيب المصلين والأئمة، واعتقال بعضهم، في خطوة أثارت غضبا واسعا.
وأشارت إلى أن هذه الممارسات تتعارض مع ما عرف عن اليمنيين من تسامح وقبول بالتنوع المذهبي، ويرى متابعون أن الحوثيين يسعون إلى طمس الهوية الدينية للسكان الذين جزء كبير منهم من أهل السنة، كما يعتبر أهل السنة أن صلاة التراويح “سنة” بينما يقول الشيعة، ومنهم شق من الزيدية التي ينتمي إليها الحوثيون، إنها “بدعة” استحدثها الخليفة الثاني عمر بن الخطاب.
وقالت أن الحوثيون سبق وحاولوا في السنوات الماضية تضييق الخناق على المصلين؛ من ذلك أنهم منعوا تشغيل مكبرات الصوت. وقد أصدرت وزارة الأوقاف الخاضعة للحوثيين في صنعاء عام 2018 تعميما لكافة أئمة المساجد يقضي بمنع رفع شعائر صلاة التراويح وقيام الليل عبر مكبرات الصوت الخارجية، لأن ذلك “يشكل ضررا على المرضى والمسنين في المجتمع”.
ويرى نشطاء أن الحوثيين باتوا أكثر جرأة في فرض آرائهم وأفكارهم الدينية، مستغلين هاجس الخوف الذي يطغى على السكان، مشيرين إلى الدعوة التي أطلقها قبل أيام عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، بشأن تأخير وقت الإفطار عن الموعد المحدد بتوقيت صنعاء حتى رؤية النجوم في السماء.
وقال الحوثي إن وقت الإفطار في مذهبه هو عند “غشيان الليل للصائم وعلامة دخوله وحقيقة وقوعه أن يرى كوكبا”، أي نجوما في السماء، موظفا آيات كـ”وأتموا الصيام إلى الليل”، وقوله “فلما جن عليه الليل رأى كوكبا”، ما أثارت دعوة القيادي الحوثي البارز ضجة كبيرة، حتى بين أعضاء جماعته الذين اعتبر بعضهم أنها تتناقض مع المذهب الزيدي، وأن السير بها من شأنه أن يخلق إرباكا في صفوف المنتسبين إليه.
ويرى مراقبون أن الحوثيين يحاولون إدخال أفكار غريبة عن هذا المذهب، لجعله أقرب إلى الشيعة، وهو ما يظهر من خلال اعتبار التراويح “بدعة”، رغم أن الأئمة الزيدية منقسمون حيال ذلك، والزيدية مذهب محسوب على الشيعة لكنه قريب من السنة.