ما اجمل عيدنا بسيئون برغم الظروف القاسية برغم المحن

سيئون / جمعان دويل

تلك العبارات التي نزلت بصوت شاحب من حنجرة مواطن في الفقد السادس من عمره بعد السلام والتهنئة بالعيد فبدرته كيف العيد في سيئون فأجاب ( برغم الظروف القاسية وبرغم المحن .. ما اجمل عيدنا بسيئون ) فتلك العبارات حملت معاني كبيرة لمن يعيشها وخاصة في الظروف التي يعيشها الوطن بشكل عام , صحيح اننا في وادي حضرموت ننعم بالأمن والاستقرار ولله الحمد ولكن تبعات تلك الاوضاع لها تأثير مباشر على حياة جميع المواطنين سوى في ارتفاع الاسعار الجنونية ابتداء من دبة الغاز وانعدام المشتقات النفطية ورواج السوق الحمراء لها التي هي الاخرى خلفت تبعاتها في ارتفاع المواد الغذائية ناهيك عن توقف كثير من الاعمال والذين اصبحوا شاغليها جليسي الدكك والبيوت مما زاد عبئا على الاسرة وخاصة اصحاب الدخل المحدود .


في عيد الاضحى المبارك اليوم شهدت جميع مصليات العيد المنتشرة في احياء المدينة كعادتها حضورا مميزا وظلت العادات والتقاليد لم تتغير سوى كان بالحضور الجماعي والفردي لمواقع الصلاة وخطبتي العيد ثم التوجه الى المعاودة للأهل والأقارب والجيران والمعارف والتزاور الاسري بين سكان المدينة على مدى ثلاثة ايام ابتداء من بعد صلاة الزينة ففي مدينة سيئون هناك عادة قديمة وخاصة بين غالبية اهالي واسر حيي السحيل والحوطة بالذات ( أي ما يطلق عليها البلاد ) حيث يكون عواد اهالي وأقارب ومعارف الساكنين بحي الحوطة ثاني ايام العيدين بينما يكون عواد اهالي وأقارب ومعارف الساكنين بحي السحيل ثالث ايام العيدين وظلت العديد من الاسر متمسكة بتلك العادة القديمة الى يومنا هذا

اليوم وفي خطبتي عيد الاضحى المبارك أكد خطيب مسجد جامع سيئون  الشيخ / محمد عبدالله بارجاء على ضرورة التقوى والاستمساك بالعروة الوثقى وأن يتبادل المسلمين فيما بينهم الإحسان والمعروف والبعد عن البغض والحسد والشحناء وأهمية التواصل بين الارحام والجيران وتفقد أحوالهم وإدخال الفرح والسرور عليهم .. مشيراً إلى أن هذا اليوم يحوي الفضائل الكثيرة والتي حفت لياليه والتي أقسم بها الله سبحانه وتعالى في كتابة وفيها كلم الله موسى وفدى اسماعيل بذبح عظيم وأكمل فيها المناسك للنبي محمد صلى الله عليه وسلم .. منوهاً إلى أهمية الفرح بالعيد بما شرع الله سبحانه وتعالى والبعد عن الذنوب والمعاصي ولفت خطيب العيد إلى أهمية التصدق بالأضحية التي سنها خليل الله إبراهيم عليه السلام و النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم منوها إلى أن النحر وإراقة الدم لله تعالى في هذه الأيام الفاضلة هي من أحب الاعمال إلى الله .

وعقب خطبتي العيد تبادلت الجموع التهاني والتبريكات بالعيد السعيد داعين العلي القدير ان يفك الكربة ويكشف الغمة ويسود الوطن الامن والاستقرار ويهدي المسلمين لما فيه صلاح للإسلام والمسلمين وأن يعيد هذه المناسبة في احسن الاحوال برحمته ارحم الراحمين ..

عدسة الكيمراء كانت حاضرة قبل الصلاة وأثناء الخطبتين وبعدها وفي ساحة مسجد الجامع بسيئون وخرجت بتلك الحصيلة من اللقطات