البيان السياسي الصادر عن اجتماع الهيئة القيادية العليا للجبهة الوطنية لتحرير واستقلال الجنوب المنعقد في العاصمة

عدن/خاص
 
عقدة الهيئة القيادية العليا للجبهة الوطنية لتحرير واستقلال الجنوب اجتماعاً استثنائياً الجمعة ٩ اكتوبر في عاصمة الجنوب السياسية " عدن " برئاسة الاستاذ / محمد علي شايف القائم بمهام رئيس الجبهة الوطنية ، وذلك مواصلة للنقاشات الداخلية الهادفة الى إنضاج الأفكار السياسية والتنظيمية المطروحة للبحث عن أنجع السبل والأساليب القادرة ليس على مواكبة التطورات والحقائق والتداعيات التي أفرزتها الحرب القائمة ، ولاسيما النصر العسكري الجزئي الذي تحقق لشعب الجنوب ، بفضل صمود واستبسال مقاومته الوطنية وبمساعدة التحالف العربي وحسب ، بل والتأثير السياسي الإيجابي فيها ، اذ يأتي اجتماع اليوم امتداداً لاجتماع ٢١ سبتمبر ٢٠١٥ م ولقائين تشاوريين بين الاجتماعين ، زد الى مناقشة دور مكونات الجبهة الوطنية الموحد في التحضيرات الجارية للاحتفاء بالذكرى " ٥٢ " لثورة ١٤ اكتوبر ١٩٦٣ م الخالدة .. كما ان هيئة الجبهة الوطنية العليا وهي تتابع وترصد الحقائق والتجليات في المشهد السياسي والأمني ، قد استعرضت كلما برز خلال الفترة منذ اجتماعها السابق في وطننا الجنوب الحبيب ، ولاسيما في عاصمتة السياسية " عدن " فان قيادة الجبهة الوطنية ، اذ تعبر عن قلقها الشديد إزاء جملة الحقائق والتجليات في المشهد الراهن المعقد ، فانها تنبه الى خطر استسهال ما يحدث ، والتفسير السطحي له ، ناهيك عن التفسير القسري المغتصب ، الذي يتجاهل خلفياته وأبعاده السياسية على مستقبل الجنوب الأرض والإنسان وعلى تضحياته البشرية والمادية الجسيمة ، وفي كلما سلف فان الجبهة الوطنية لتحرير واستقلال الجنوب : ١ ) تجدد موقفها إزاء كل القضايا التي تضمنها بيانها السياسي الصادر عن اجتماعها بتاريخ ٢١ سبتمبر ٢٠١٥ م ، وفي صدارتها حق شعب الجنوب الشرعي والعادل في التحرير والاستقلال والسيادة على كامل ترابة الوطني ، بما هو حق وطني قانوني مكتسب غير قابل للتصرف وككل .. حق كلي لايقبل التجزئة .. ٢ ) ان الجبهة الوطنية اذ تعلي بإجلال وإعزاز كل شهداء الجنوب الأبرار والجرحى الأبطال ، الذين قدموا اعز وأغلى ما يملكون في سبيل حرية شعبهم منذ الدفاع عن الوطن ضد الاحتلال عام ١٩٩٤ م الى شهداء وجرحى مقاومة التحرير في عامنا الحالي ٢٠١٥ م ، فانها تجدد موقفها المعلن في بيانها السابق الذكر ، بشان شهداء الثورة السلمية الجنوبية وجرحاها ، اذ ترى ان إهدار تضحياتهم ، تحت اي مسمى او ذريعة ، لا يقل جرماً عن جريمة الاحتلال بحقهم ، واذا لم تتحمل مكونات الثورة والمقاومة مسؤوليتها نحوهم ، فانها - اليوم - شريكة في جرم اغتيال تضحيات انبل وأصدق وأكرم الناس عطاء لتحرير شعبهم ووطنهم . ٣ ) ان الجبهة الوطنية ، اذ تثمن عالياً الدور المفصلي للأشقاء في دول التحالف العربي الشقيقة ، في دعم ومساندة المقاومة الوطنية الجنوبية الباسلة في النصر المنجز على ارض الجنوب ، فانها اذ تقدر بوعي التزاماته لتحقيق أهدافة ، تؤمل كثيراً بان التحالف العربي ، لن يتخذ موقفاً متعارضاً مع إرادة شعب الجنوب وتطلعاته في استعادة عزتة وكرامته على أرضة في دولة مستقلة ٤ ) وبشأن الحقائق والتجليات السياسية والأمنية والمعيشية التي برزت وسط المشهد السياسي منذ تحرير عاصمة الجنوب " عدن " ومحيطها فان الجبهة الوطنية ، بقدر ما تعبر عن قلقها المسؤول ، فانها ترى - بالضرورة - النظر الجدي الى العلاقة الجدلية بين النتائج والأسباب المنتجة لها ، اذ ان جملة التجليات والحقائق ، التي تفجرت كمفارقات تضفي مزيداً من الغموض المعتم في سيرورة الاحداث ، فعلى سبيل المثال : اً ) تواصل مسلسل جرائم الاغتيالات للقيادات العسكرية والأمنية الجنوبية وفق سيناريو الاحتلال ذاتة منذ عقدين من الزمن لم يتغير ولم يتبدل ، وكان شيئاً لم يحدث على ارض الجنوب المحررة عسكرياً من الاحتلال ، اذ تم اغتيال عدد من ضباط الجيش والأمن في اقل من شهر مضى ، وبالتكامل مع ذلك المسلسل ،ب ) استمرار ، واحد من تجليات استهداف هوية الجنوب بالطمس ، من خلال تدمير ومحو معالم وآثار وأعلام الجنوب الحضارية : الثقافية والتاريخية والدينية ، اذ تم تدمير ضريح " سفيان " التاريخي في لحج أثناء الحرب وفي ٢ اكتوبر الحالي تفجير قبة النبي يعقوب في حضرموت و...الخ !!ج ) إعادة ضباط وأفراد الجيش الجنوبيين الى عاصمة الاحتلال ، بربط مرتباتهم بمقابلة لجان عسكرية تابعة لقوات الحوثي وعفاش ، مفارقة غير مسبوقة في الحروب د ) تفجيرات ٦ اكتوبر الحالي الانتحارية التي استهدفت مقار أشقائنا الإماراتيين وغيرها من المواقع بسيارات مفخخة ، وأفضت الى سقوط عدد كبير بين قتلى وجرحى ة ) زرع الألغام في " عدن " من قبل الخلايا النائمة والعناصر الوافدة من مناطق الاحتلال ٥ ) ان الجبهة الوطنية اذ تدين بأشد العبارات الجرائم أعلاه ، تلفت عناية التحالف العربي ، الى اهمية إعادة النظر في الرؤية السياسية ، إزاء العلاقة غير الموضوعية مع الوجة الآخر للاحتلال تحت مسمى الشرعية ، وفق الحقائق الموضوعية ما قبل العاصفة وما أفرزته العاصفة من حقائق متناقضة مع تلك الرؤية في الجنوب ولاسيما في مناطقة المحررة ، فالجبهة الوطنية ترى ان الفصم القسري لعملة الاحتلال الواحدة ، سبباً جوهرياً في استمرار الجرائم آنفة الذكر من جهة ، واستحالة ان يكون جزءاً من الحل من كان جزءاً من المشكلة ، من جهة ثانية .. ٦ ) ترى الجبهة الوطنية بان الخروج من مازق المفارقات الآنفة الذكر هو بقناعة التحالف مساعدة المقاومة الوطنية الجنوبية على إدارة المناطق الجنوبية المحررة امنياً واختيار الكفاءات والخبرات الإدارية الجنوبية للنهوض بمهمة إعادة البناء وتقديم الخدمات للسكان ٧ ) ومع بروز الظواهر المسيئة لدور المقاومة الوطنية الجنوبية ، ولاسيما من أدعياء الانتماء الى مناضليها الأبطال تلفت الجبهة نظر قيادات المقاومة الى ان دورها المأمول شعبياً ليس في النهوض بإعادة الامن والاستقرار في المناطق المحررة وحسب ، بل والتحلي بالقيم الوطنية والإنسانية وقيم الصدق والشرف والنزاهة والتضحية في الممارسة اليومية وفي العلاقة مع الحاضن الشعبي لصمودها ، وليس العكس . يا أحرار الجنوب البواسل : ان الكرة اليوم في ملعب العقل السياسي الجنوبي ، بكل اطيافة السياسية وتوجهاته الفكرية ، ومقاومته الوطنية الباسلة ، أما وقاد شعبنا الى استكمال نصرة العسكري ثم نصرة السياسي ، وأما فوت افضل فرصة تاريخية واتتة من بين يدية . وان الشعب الذي لم يستفيد من تجاربة ، ومن نجاحاته وإخفاقاته في الماضي القريب والبعيد ، لن يتعلم من تجاربة أبداً .. وها شعبنا اليوم يحضر نفسة للاحتفاء بذكرى ثورة ١٤ اكتوبر الخالدة ، فان الجبهة الوطنية اذ تدعو الى المشاركة الشعبية المرتقية الى مصاف ما تحقق لشعبنا على الأرض ، فانها تناشد كل قوى ومكونات الثورة والمقاومة ان تسمو الى مستوى ما تتطلبه المرحلة ، بالحرص على وحدة الإرادة ووحدة الصوت في الرسالة التي سنوجهها للإقليم والعالم في هذه المناسبة .. وفي إطار التحضير لهذة المناسبة فان الجبهة الوطنية سوف تدشن حملة رفع علم دولة الجنوب وسط حضور شعبي وذلك صباح يوم الاثنين ١٢ اكتوبر في العاصمة عدن .. ومواصلة لمناقشة وانضاج فكرة انتقال الجبهة من شكل التوحيد الجبهوي الى شكل التوحيد الاندماجي ، أقرت الفكرة مبدئياً واتخذت القرارات العملية للبدء في التنفيذ . المجد والخلود لشهداء الجنوب الأبرار .. والعهد يتجدد بالسير على دربهم حتى النصر التام الشفاء للجرحى والحرية للأسرى وأنها لثورة حتى النصر . صادر عن : اجتماع الهيئة القيادية العليا للجبهة الوطنية لتحرير واستقلال الجنوب العاصمة " عدن " ٩ اكتوبر ٢٠١٥ م