رئيس جمعية فناني أبين : نجاح سهرة "حباً في أبين" وندعو إلى إقامة مهرجان ثقافي للشاعر عمر نسير

(عدن الحدث) حاورته: سماح المسلماني :

ردفان عمر /صحفي وموسيقي وفنان، أحد مبدعي محافظة أبين ، أسس ورئيس جمعية الفنانين بالمحافظة  وهو من أوائل الشباب المبدعين الذين التحقوا بالفرق الشبابية وبمكتب الثقافة بالمحافظة وشارك في العديد من المهرجانات الثقافية والفنية والشبابية المحلية والعربية والدولية  بإسم محافظة أبين ، خلال الفترة السابقة تابعنا مايقوم به من تحرك لحلحلة النشاط الثقافي والفني وتابعنا عدد من المشاريع ألتي تصب في الصالح الإبداعي ورعاية والإبداع والمبدعين، وقد تابعنا حصيلة تلك الجهود قيام الجمعية بإنتاج سهرة العيد بعنوان (حُبآ في أبين) ،حول سهرة العيد وعدد من المشاريع والمعوقات والهموم يحدثنا رئيس الجمعية الصحفي والفنان ردفان عمر..

في البدء اشكرك زميليتي العزيزة سماح المسلماني على تفاعلك مع جهود فناني أبين لحلحلة الحياة الثقافية والفنية بمحافظة أبين وتجاوز آثار الحروب على المحافظة والعمل على إنعاش هذا الجانب الذي يعد عنوان لحالة متقدمة من الطمأنينة والاستقرار .


-( حبآ في أبين)
اخر  أنشطتنا الفنية وليس بآخر هو قيام الجمعية بتنفيذ سهره فنيه بمناسبة عيد الأضحى المبارك بعنوان (حبا في أبين )،بعد انقطاع دام اكثر من 18 سنه من السهرات الفنيه من داخل المحافظة  وذلك في اطار برنامج الشركة الذي سعينا لها في الإدارة العامة للإعلام والعلاقات العامه بديوان المحافظة مع جمعية فنانين محافظة وقناة عدن الفضائية وعدد من المواقع ومنصة حمير 
والسهرة أو البرنامج او المهرجان العيدي الذي نفذناه بمناسبة عيد الأضحى المبارك ،طبعا كان أكبر بكثير من يكون أن يكون مجرد سهرة للرقص والغناء ولكنها السهرة الفنية العيدية التي حملت رسالة إعلامية سامية  لربط الفن بالانتاج وتوجيه الفن لنشر الحب والسلام ودعم كافة قطاعات العمل منها قطاع الزراعة وتم تخصيص حيز كبير من السهرة لدعم قطاع الزراعة وتشجيع المزارعين على زراعة القطن ودعم مشروع إنشاء سد حسان من خلال الأعمال التي تم إعدادها بعناية لهذا القطاع  الذي شهد تحسنا ملحوظا في ظل قيادة المحافظ أبو بكر حسين سالم  بعد أن أحرقت الحرب البنية الزراعية التحتية ودمرت الآبار والمزارع والمصانع منها محلج القطن الذي عاد إلى الإنتاج مجدد 
كما تضمنت السهرة مجموعة من الأعمال الفنية الجديدة التي تغنت في أبين وعمل فني جديد عن العيد واغاني للفنان الراحل محمد علي ميسري مثل عمل (فلاحة فوق) السوم واغنيةشي معك لي أخبار  وعمل جماعي بعنوان (أرضك يامزارع ذهب) على إيقاع الرزحة ،كلمات الشاعر الشعبي الكبير كور سعيد عوض الحان عبد الباسط قاسم كما قدم الفنان المخضرم الاستاذ وهيب المسلماني عمل عن سد حسان وعمل بعنوان صعب أنساك ياروحي 


طبعا حرصنا على تقديم اصوات جديدة وأخرى معروفة على الساحة الغنائية في الاعراس الشعبية وأصوات لاول مرة تظهر في مثل هكذا مناسبات مثل الفنان فتحي الدهشلي الذي قدم عمل يحيى عمر ،
شارك في السهرة الفنان المخضرم وهيب المسلماني والفنانين ردفان عمر ووجدي عبدالله وهجير النخلي وفتحي زيد وعمر يحيى و تعثر مشاركة عدد من الفنانين لارتباطعم في فعالية تكريم فنان الوطن الكبير محمد محسن عطروش الذي أقيم بمحافظة تعز وقد تم تنفيذ السهرة برعاية محافظ المحافظة اللواء الركن أبو بكر حسين سالم ومالك مشروع مدينة الخليج العربي المستثمر وليد السعدي بمساهمة من الشيخ عمار بالليل السعيدي شيخ مشائخ آل سعيد والقائد طلال الكلدي

شارك في السهرة قرابة 36 مشارك بينهم فنانين وموسيقيين وإنشاد وفرفة الرقص الشعبي

تم تسجيل السهرة بقاعة الفقيد مطهر الكوني بديوان عام محافظة وهي من اعدادي أنا ردفان عمر ، تقديم صالح شنظور . بثتها قناة عدن الفضائيه ولم تتعاون قناة عدن المستقلة في بثها بالرغم من تسليمها السهرة من قبلنا لمراسل القناة في أبين عبد الرقيب السنيدي  الذي بدوره ارسلها لقيادة القناة ولكن لم يتم بث السهرة على شاشة قناة عدن المستقلة ، والسؤال لازل قائماً ، لماذا ياعلامنا الجنوبي!!! إذا ذهبنا إلى قنوات اخرى قلتم هؤلاء ليس منا

-الحياة الفنية في المحافظة :
كيف تستطيع تقييم الحراك الفني والثقافي بمحافظة أبين ؟


نستطيع القول إن تنفيذ سهرة العيد من أبين كانت محاولة لتجاوز تبعات الحربين التي شهدتها المحافظة ومحطات من المواجهات الدامية وتداعيات التجاهل والتهميش والتقسيم ، بالرغم من جهود مكتب الثقافة إلا أن الركود الفني كان هو سيد الموقف وهو أيضاً وان كان أقل إلا أنه قد أصاب 
ديمومة الحياة الإبداعية على مستوى الوطن ،لكثير من الأسباب أهمها الحرب الدائره التي قتلت الابداع والإنتاج  وانعشت  الفساد  والخيانة والاتجار بالوطنية والضمير،
ويأتي هذا الركود في إطار منظومة الحياة المشلولة في بلادنا ، وفي أبين عشعش الركود الفني منذوا زمن طويل حتى قبل الحربين التي شهدتها أبين في الأعوام 2011/2015م وبين حين وآخر كانت المحافظة تشهد بعض المحاولات لحلحلة هذا الجانب الإبداعي  ، وأنا اتذكر جيداً آخر ضهور وحضور لمبدعين أبين من خلال مكتب الثقافة الذي سجل أكثر من تسعين عمل فني لقناة اليمن بصنعاء ايام نظام صالح ،بعد ذلك بدأ الشتات الفني وتغييبه بالرغم أن أبين كانت ولازالت منجم من الثروة الثقافية والفنية الذي تأثر في الحرب  وتم إهماله وتجاهله من قبل القائمين  حتى بداية العام 2017مم الذي بدأت بعض المحاولات لانعاشه وسط غياب تمام للدعم المركزي ممثلا بوزارة الثقافة  وتجاهل الإعلام لهذا الجانب الذي كان احيانا يسهم في تحريك هذا النشاط الفني ، وبالرغم من قيام بعض المحاولات لاستعادة انفاس الفن في أبين  مثل قيام الاحتفالات الوطنية الموسمية إلا أن الوضع الفني بأبين ضل كما هو ، الأمر الذي دعانا لتاسيس جمعية فناني محافظة أبين عام 2014م بعد الحرب الاولى على أبين وكان أملنا أن نلقى الدعم كمنظمة مجتمعية تعنى بشأن الثقافة والفن والإبداع والتراث إلا أننا لم نتلقى أي دعم أو اهتمام من الدولة ولا من المنظمات التي غيبتنا من الدعم  لإنعاش حياتنا الثقافية والفنية 
والزيارة الوحيدة  التي قام بها معالي وزير الثقافة آنذاك الأخ مروان دماج خلال سنوات وزارته هي زيارته لمديرية لودر لشراء بعض قطع الذهب التي أعلن عن العثور في أطراف المديرية


للعلم أنني راسلته شخصيا لمعرفتي به كزميل كان في صحيفه الثورة وقدمت له عدد من المشاريع لانهاظ حياتنا الفنية إلى أنه لم يعير أبين اهتمام في الوقت الذي كان يشتري فيه ادوات موسيقيه لجهات ويرمم مسارح في عدن ويدعم منتديات  ويرعى المبدعين في عدن ومحافظات أخرى 
ومع كل ذلك الخذلان بقينا في الجمعية صامدين بدون مقر وقدخصصت نصف منزلي مقر للجمعية 
وأتذكر أنه عندما كانت أبين تشهد مواجهات عام 2015 وحصار 
اسسنا جبهة إعلامية وفنية لدعم المقاومة  واعدنا للفن احترامه بين الناس بعد أن جرمته جهات وجعلته عيب ومن المحرمات،حيث كان المقاوم يذهب إلى الجبهة ونحن في جبهتنا الإبداعية ننشد ونغني ونكتب القصيدة وبصوت عالى وقد عملنا أكثر من مئة قصيدة غنائية جمعناها في إطار كتاب اسميته (طلقات من فن المقاومة الجنوبية في أبين ) وغنينا لأبين  اجمل الاغنيات  في الحب والزرع والحرية 
كما قدمنا نحن في جمعية فناني محافظة أبين  خلال الفترة السابقة للاخ اللواء الركن أبو بكر حسين سالم محافظ المحافظة تصور بإقامة مهرجان نسير للثقافة والفن والتراث (سبولة) حقيقتآ كان سعيدا بالفكرة ولكن الأحداث والموامرات على أبين كانت تتوالى ولم تعطينا الفرصة المتابعة، وهنا ومن خلال هذه اللقاء أجدد طلبي للأخ المحافظ واقول له (اعملها يابن حسين وأعلن قيام مهرجان نسير ووالله ستبقى خالد في ذكرى محبي الشاعر نسير في طول الوطن وعرضه) فقد أعطى هذا الشاعر كثير وظلم كثيراً


-  ماهي الأسباب الحقيقة التي تقف عائقا أم تفعيل النشاطات الفنية في أبين...؟

اولا غياب الدعم والاهتمام لمجمل الأنشطة الإبداعية ،منها الثقافية والفنية ومختلف جوانب الفن ،
ثم عدم اكتمال زوايا المكون الفني لبعض  الفرق أو المنتديات الفنية بسبب  غياب وانعدام التأهيل والتدريب  للمواهب لتحل محل القدماء حيث شاخ بعضنا ومات البعض في الوقت الذي يحتضر فيه آخرين ،
عدم توفر الادوات الموسيقية
ومكتب الثقافة في المحافظة  أصبح غالبية منتسبيه محال إلى التقاعد والفراغ يهدد النشاط بالمكتب وهنا أناشد الأخ المحافظ بتوفير وضائف جديدة للخريجين في هذا المجال في مكتب الثقافة 
 

-كلمة أخيرة 
أملي من معالي وزير الإعلام الثقافة والسياحة الأخ معمر الارياني أن يعطي أبين حقها في استعادة القها الفني والثقافي والعمل على إعادة تأهيل قصر الثقافة الذي دمرته الحروب وتحرير المبدعين من تبعية صندوق التراث بعدن من خلال اعتماد صندوق مستقبل يراعي الإبداع والمبدعين في المحافظة 
وهو نفس طلبي أوجهه للأخ المحافظ أبو بكر حسين سالم أن يبذل المزيد من الدعم لهذه الجانب بالرغم أنه قدم الكثير من الدعم لفاني وشعراء أبين ،منهم الفنان الكبير محمد محسن عطروش الذي تم تكريمه بحفل تكريمي رئاسي كبير وزار ودعم الشاعر والملحن عبدالله مقادع والشاعر كور سعيد عوض الذي لازال يعاني الأمراض والفنان عوض أحمد والفنان مسكين علي حيدرة وآخرين في الوقت لازال بعظعم يعاني وهناك الكثير من الذين يحتاجون إلى دعم 
كما اتمنا من كافة  المشتغلين في هذا الجانب أن نعمل سوريا  ،بعيداً عن السياسة ،من أجل خدمة المشهد الفني والثقافي ومراعاة أحوال المبدعين والعمل على تحسين أحوالهم وتشجيع الابداع والعمل على عودة البريق  الفني والألق والثقافي إلى سابق عهده في محافظة أعطت الوطن فنانين كبار كالعطروش وعوض احمد ومحمد علي ميسري وآخرين وتعد موطن للفن والثقافة والتراث والموروث الشعبي.