اليمنيون منقسمون حول "جنيف 2".. ويخشون ترحيل "الحرب" إلى جولة جديدة
متابعات
يأمل المصور الصحفي اليمني عبد السلام البكيلي أن يتوصّل أطراف النزاع في اليمن إلى "حلّ سياسي حقيقي لوقف إطلاق النار"، من خلال مفاوضات "جنيف 2" المرتقبة تحت إشراف الأمم المتحدة، ليتمكن هو من العودة إلى العاصمة صنعاء التي اضطر لمغادرتها في أعقاب إغلاق مكتب قناة "يمن شباب" التي كان يعمل بها منذ ثلاثة شهور تقريباً.
البكيلي، الذي غادر باتجاه مدينة عدن، والمؤيد للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ذكر أن السبب وراء مغادرته العاصمة يعود إلى ما أسماها "انتهاكات جماعة الحوثيين ضد الإعلاميين في المناطق الخاضعة لسيطرتها"، آملاً أن تضع المفاوضات المقبلة بين أطراف الحرب حداً لمأساته ولمآسي اليمنيين عموماً.
ومثله مثل الكثير من اليمنيين، فهو يتمنى أن يتم التوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة التي تعيشها اليمن منذ شهر مارس/ آذار الماضي، بسبب عدم إيمانه بالحل العسكري لأزمة بلده المعقدة والمتداخلة.
آمال الشعب وآراء الخبراء
قد تبدو آمال البكيلي في "جنيف 2" معاكسة لآراء أخرى لا تعول كثيراً على مؤتمر "جنيف 2" لإنهاء الحرب، وتعتبرها مجرد استراحة إجبارية بين المتحاربين.
وتعتزم الأطراف اليمنية عقد مشاورات برعاية دولية هي الثانية، بعد "جنيف 1" المنعقد في يونيو/ حزيران الماضي والذي انتهى دون التوصل لاتفاق بين الحكومة اليمنية والجماعة الحوثية وممثلين عن الرئيس السابق علي عبدالله صالح. ويتوقع أن يعقد "جنيف 2" في ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بعد تأجيله طوال الشهرين الماضيين، لمناقشة تنفيذ القرار الأممي 2216 الذي تنص أبرز بنوده على إنهاء سيطرة الحوثيين على الدولة وتسليمها للحكومة ووقف إطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين وعودة السلطات لممارسة مهامها.
المحلل السياسي، عبد الرقيب الهدياني، يرى أن هناك "ضغوطاً دولية من أطراف فاعلة تُمارَس على الحكومة الشرعية للجنوح إلى الحل السياسي بدلاً من الحرب"، ساعدها في ذلك الأداء المتعثر للحسم العسكري في الجبهات وتردي الوضع الإنساني والفراغ والخوف من تنامي الجماعات المتطرفة الأخرى.
وقال في حديثه لـ"هافينغتون بوست عربي" إن أي حلول سياسية منقوصة لا تُنهي القوة والسلاح من أيدي الجماعات ستكون أشبه بترحيل للحرب إلى جولة أخرى قادمة.
فوارق
على الجانب الآخر، يعتقد المتحدث باسم ما يطلق عليه اسم "المقاومة الجنوبية" في عدن، علي الأحمدي، أن العمليات العسكرية هي وسيلة للوصول في النهاية إلى حل سياسي، معرباً عن أمله "في إصغاء الحوثيين لصوت الحكمة والالتزام بما أعلنوه عن استجابتهم للقرار 2216" على حد تعبيره.
وتحدث الأحمدي لـ"هافينغتون بوست عربي" عن فوارق جعلت "جنيف 2" أكثر جدّية من "جنيف 1"، تتمثل في تحرير مناطق كثيرة ومساحات شاسعة من المحافظات الجنوبية، والتقدم العسكري على عدة جبهات، إلى جانب عودة الرئيس بنفسه ليقود العمليات من العاصمة المؤقتة عدن وإشرافه على عمل الحكومة وخطط إعادة الإعمار.
ضغوطات على الطرفين
وتتعرض جماعة الحوثي وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح لضربات جوية مستمرة منذ بضعة أشهر من قبل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية. هذه الضربات التي طالت الكثير من مؤسسات الدولة ساهمت في تردي الأوضاع الاقتصادية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
تردي الوضاع الاقتصادية وشح المشتقات النفطية ونقص الطعام، كلها أمور تمثل ضغطاً على الحوثيين من أجل محاولة التوصل لاتفاق نهائي مع الطرف المقابل.
وعلى الجانب الآخر، فلم تستثمر الحكومة اليمنية استعادة سيطرتها على المحافظات المحررة من خلال إحلال الأمن وتوفير الخدمات الضرورية ليستعيد قاطنوها حياتهم الطبيعية، لكنها تركتها تواجه مصيرها، في حين باتت أنشطة الجماعات المتطرفة في تصاعد حتى تمكنت من استهداف مقر الحكومة وقوات التحالف في مستهل أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وعزا رئيس مركز مسارات للدراسات الاستراتيجية والإعلام، باسم الشعبي، عدم نجاح السلطات في المناطق المحررة إلى "عدم الانسجام بين الرئاسة والحكومة، وعدم وجود رؤية لدى قيادة الدولة لإدارتها، وربما يعملون بنفس طويل، لكن هذا احتمال ضعيف".
وقال الشعبي لـ"هافينغتون بوست عربي" إن استمرار هذا الوضع "يخصم من رصيد الرئاسة والحكومة لدى الشعب إذا ما اكتشفنا أنه متعمد مسيطر عليه لتحقيق بعض الأهداف.. ليست هناك صعوبة كبيرة أمام تطبيع الوضع فالأمور مهيأة، لكن لا ندري كيف يقرؤون الأمور".
من – عبداللاه سُميح
يأمل المصور الصحفي اليمني عبد السلام البكيلي أن يتوصّل أطراف النزاع في اليمن إلى "حلّ سياسي حقيقي لوقف إطلاق النار"، من خلال مفاوضات "جنيف 2" المرتقبة تحت إشراف الأمم المتحدة، ليتمكن هو من العودة إلى العاصمة صنعاء التي اضطر لمغادرتها في أعقاب إغلاق مكتب قناة "يمن شباب" التي كان يعمل بها منذ ثلاثة شهور تقريباً.
البكيلي، الذي غادر باتجاه مدينة عدن، والمؤيد للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، ذكر أن السبب وراء مغادرته العاصمة يعود إلى ما أسماها "انتهاكات جماعة الحوثيين ضد الإعلاميين في المناطق الخاضعة لسيطرتها"، آملاً أن تضع المفاوضات المقبلة بين أطراف الحرب حداً لمأساته ولمآسي اليمنيين عموماً.
ومثله مثل الكثير من اليمنيين، فهو يتمنى أن يتم التوصل إلى حل سياسي ينهي الأزمة التي تعيشها اليمن منذ شهر مارس/ آذار الماضي، بسبب عدم إيمانه بالحل العسكري لأزمة بلده المعقدة والمتداخلة.
آمال الشعب وآراء الخبراء
قد تبدو آمال البكيلي في "جنيف 2" معاكسة لآراء أخرى لا تعول كثيراً على مؤتمر "جنيف 2" لإنهاء الحرب، وتعتبرها مجرد استراحة إجبارية بين المتحاربين.
وتعتزم الأطراف اليمنية عقد مشاورات برعاية دولية هي الثانية، بعد "جنيف 1" المنعقد في يونيو/ حزيران الماضي والذي انتهى دون التوصل لاتفاق بين الحكومة اليمنية والجماعة الحوثية وممثلين عن الرئيس السابق علي عبدالله صالح. ويتوقع أن يعقد "جنيف 2" في ديسمبر/ كانون الأول الجاري، بعد تأجيله طوال الشهرين الماضيين، لمناقشة تنفيذ القرار الأممي 2216 الذي تنص أبرز بنوده على إنهاء سيطرة الحوثيين على الدولة وتسليمها للحكومة ووقف إطلاق النار وإطلاق سراح المعتقلين وعودة السلطات لممارسة مهامها.
المحلل السياسي، عبد الرقيب الهدياني، يرى أن هناك "ضغوطاً دولية من أطراف فاعلة تُمارَس على الحكومة الشرعية للجنوح إلى الحل السياسي بدلاً من الحرب"، ساعدها في ذلك الأداء المتعثر للحسم العسكري في الجبهات وتردي الوضع الإنساني والفراغ والخوف من تنامي الجماعات المتطرفة الأخرى.
وقال في حديثه لـ"هافينغتون بوست عربي" إن أي حلول سياسية منقوصة لا تُنهي القوة والسلاح من أيدي الجماعات ستكون أشبه بترحيل للحرب إلى جولة أخرى قادمة.
فوارق
على الجانب الآخر، يعتقد المتحدث باسم ما يطلق عليه اسم "المقاومة الجنوبية" في عدن، علي الأحمدي، أن العمليات العسكرية هي وسيلة للوصول في النهاية إلى حل سياسي، معرباً عن أمله "في إصغاء الحوثيين لصوت الحكمة والالتزام بما أعلنوه عن استجابتهم للقرار 2216" على حد تعبيره.
وتحدث الأحمدي لـ"هافينغتون بوست عربي" عن فوارق جعلت "جنيف 2" أكثر جدّية من "جنيف 1"، تتمثل في تحرير مناطق كثيرة ومساحات شاسعة من المحافظات الجنوبية، والتقدم العسكري على عدة جبهات، إلى جانب عودة الرئيس بنفسه ليقود العمليات من العاصمة المؤقتة عدن وإشرافه على عمل الحكومة وخطط إعادة الإعمار.
ضغوطات على الطرفين
وتتعرض جماعة الحوثي وأنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح لضربات جوية مستمرة منذ بضعة أشهر من قبل التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية. هذه الضربات التي طالت الكثير من مؤسسات الدولة ساهمت في تردي الأوضاع الاقتصادية في المناطق الخاضعة لسيطرتهم.
تردي الوضاع الاقتصادية وشح المشتقات النفطية ونقص الطعام، كلها أمور تمثل ضغطاً على الحوثيين من أجل محاولة التوصل لاتفاق نهائي مع الطرف المقابل.
وعلى الجانب الآخر، فلم تستثمر الحكومة اليمنية استعادة سيطرتها على المحافظات المحررة من خلال إحلال الأمن وتوفير الخدمات الضرورية ليستعيد قاطنوها حياتهم الطبيعية، لكنها تركتها تواجه مصيرها، في حين باتت أنشطة الجماعات المتطرفة في تصاعد حتى تمكنت من استهداف مقر الحكومة وقوات التحالف في مستهل أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وعزا رئيس مركز مسارات للدراسات الاستراتيجية والإعلام، باسم الشعبي، عدم نجاح السلطات في المناطق المحررة إلى "عدم الانسجام بين الرئاسة والحكومة، وعدم وجود رؤية لدى قيادة الدولة لإدارتها، وربما يعملون بنفس طويل، لكن هذا احتمال ضعيف".
وقال الشعبي لـ"هافينغتون بوست عربي" إن استمرار هذا الوضع "يخصم من رصيد الرئاسة والحكومة لدى الشعب إذا ما اكتشفنا أنه متعمد مسيطر عليه لتحقيق بعض الأهداف.. ليست هناك صعوبة كبيرة أمام تطبيع الوضع فالأمور مهيأة، لكن لا ندري كيف يقرؤون الأمور".
من – عبداللاه سُميح