العاصمة عدن تواجه أزمة كهرباء خانقة يقابلها صمت حكومي يفاقم المعاناة
تشهد العاصمة عدن أزمة خانقة في التيار الكهربائي، حيث توقفت جميع محطات التوليد التي تعمل بالديزل عن الخدمة، ما أدى إلى انقطاع تام للكهرباء في معظم المناطق. وتعتمد التوليد الحالي بشكل محدود على مصادر بديلة، إلا أن هذه الجهود لم تكن كافية لتلبية احتياجات السكان المتزايدة، خصوصاً مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة الطلب على الطاقة.
الأزمة التي تتفاقم يومًا بعد آخر أثارت استياءً شعبيًا واسعًا، حيث يواجه المواطنون صعوبة كبيرة في تسيير حياتهم اليومية، في ظل انقطاع مستمر للكهرباء وتوقف الخدمات الأساسية التي تعتمد على التيار الكهربائي.
*تجاهل حكومي
الأمر الأكثر إثارة للجدل هو الصمت المطبق من قبل حكومة الشرعية اليمنية تجاه هذه الأزمة. فبينما يعاني المواطنون من الظروف القاسية التي فرضها انقطاع الكهرباء، لم تصدر الحكومة أي تصريحات رسمية توضح أسباب الانقطاع أو تقدم حلولاً عاجلة للتخفيف من معاناة السكان. هذا التجاهل اعتبره العديد من المراقبين بمثابة سياسة متعمدة لتعقيد الوضع في العاصمة عدن.
*أبعاد سياسية
يرى العديد من المحللين والمتابعين أن أزمة الكهرباء في عدن ليست مجرد أزمة خدمية، بل تحمل في طياتها أبعاداً سياسية خطيرة. ويتهم البعض حكومة الشرعية باستخدام ملف الكهرباء كورقة ضغط سياسية، تهدف من خلالها إلى فرض أجندات مرفوضة من قبل شعب الجنوب والمجلس الانتقالي الجنوبي.
وفقاً لمصادر مطلعة، فإن جهات دولية خارجية قد تكون متورطة أيضًا في تعقيد هذه الأزمة، من خلال دعم أطراف تسعى إلى زعزعة استقرار الجنوب واستخدام الأزمات الخدمية كورقة ضغط لتحقيق أهداف سياسية.
أدى انقطاع الكهرباء إلى تداعيات إنسانية خطيرة في العاصمة عدن، تعطلت الأعمال التجارية والصناعية، مما تسبب في خسائر اقتصادية كبيرة.
كما أن انقطاع الكهرباء يؤثر بشكل مباشر على الخدمات الصحية، مثل المستشفيات والمراكز الطبية، التي تحتاج إلى الكهرباء لتشغيل المعدات الطبية والحفاظ على الأدوية الحساسة للحرارة.
*مطالب شعبية
أمام هذا الوضع المأساوي، تتصاعد الدعوات الشعبية المطالبة بحلول عاجلة للأزمة..ويدعو المواطنون المجلس الانتقالي الجنوبي إلى التدخل السريع لحل أزمة الكهرباء، وإيجاد حلول دائمة تضمن عدم تكرارها في المستقبل.
ويؤكد المجلس الانتقالي الجنوبي، الذي يمثل الإرادة الشعبية الجنوبية، رفضه القاطع لاستخدام الخدمات الأساسية كورقة ضغط سياسية، مشدداً على ضرورة التصدي لهذه المؤامرات والعمل على تحسين الظروف المعيشية للسكان.
* أين الحلول
في ظل استمرار الأزمة وتجاهل الحكومة الشرعية، تبرز الحاجة إلى تدخل دولي أو إقليمي لدعم قطاع الكهرباء في العاصمة عدن. كما أن إيجاد حلول مستدامة تعتمد على مصادر طاقة بديلة، مثل الطاقة الشمسية، قد يكون خياراً ضرورياً لتفادي الأزمات المستقبلية.
ملف الكهرباء بالعاصمة عدن هو يجسد أزمة شاملة تعكس تدهور الخدمات والتجاذبات السياسية التي يدفع ثمنها المواطن البسيط. ومع استمرار الصمت الحكومي، يبقى السؤال: إلى متى ستظل معاناة سكان عدن دون حلول جذرية؟