شيوة. الدكتور سالم العمري في ذمة الله (ماحد يعبر زمانه وزمان غيره)
بقلم / عادل القباص ببالغ الحزن والأسى تلقيت اليوم خبر وفاة الدكتور الطيار صاحب الخلق الفاضل سالم إبراهيم العمري، الذي شغل منصب مدير عام مكتب الصحة والسكان في محافظة شبوة سابقًا، وكان مديرًا لمستشفى باصهيب العسكري في منتصف الثمانينات. فقدت الأمة اليوم أحد أبنائها البررة الذين خدموا وطنهم بإخلاص وتفانٍ، وأثروا المجتمع بأخلاقهم العالية وعطاءاتهم اللامحدودة. لقد كان اللقاء الأخير مع الدكتور سالم العمري يوم الأربعاء الماضي 12 / فبراير /2025م في محل باجمال للجوالات في تمام الساعة العاشرة صباحًا. التقيته هناك، حيث كان يشتري جوالًا لابنه، وعندما رآني، ابتسم كما هو دأبه دائمًا، وسلمني يديه بكل تواضع. جلسنا سويا نتبادل الأحاديث، وحين تذكرت معه أيامًا مضت، قلت له: "فقدناك يا دكتور، وتذكرنا الزمن الجميل." كان رده حافلًا بالحكمة والوقار، فقال لي ياعادل القباص : "ماحد يعبر زمانه وزمن غيره. نحن أدينا الذي علينا، والجيل القادم سيكمل المشوار، هكذا هي الحياة." كان حديثه يعكس نظرته العميقة للحياة، حيث أشار إلى هموم المجتمع، وخصوصًا مع ارتفاع الأسعار التي باتت تثقل كاهل المواطن. كما كان يشير إلى معاناة الناس في ظل الظروف الراهنة قائلاً: "رمضان مقبل، وسترتفع الأسعار أكثر من ذلك، وربنا يكون في عون المواطن. ومع ارتفاع الأسعار، ستكثر الجلطات والموت المفاجئ والحالات النفسية، لأن الرحمة منزوعه من الحكومة ولا تقدر المواطن، وكذا التجار. "ثم أضاف مقولة طالما كانت تمثل رؤيته الإنسانية: "وارحمو من في الأرض يرحمكم من في السماء." وعندما خرجنا سويا من محل الجوالات، ودعته هو وابنه، وقلت له: "يكفيكم فخرًا أن أيامكم كانت روعه، وكنتم بحق ملائكة الرحمة والإنسانية، بعد مسيرة مهنية طويلة حافلة بالعطاء، وبصماتكم في المجال الصحي والعلوم الصحية هي الشاهدة عليكم ، وفقدنا ذلك الشخص الذي كان دومًا يضحي ويخدم، على الرغم من التحديات والظروف الصعبة . لقد كان الدكتور سالم العمري من الأطباء المخلصين والوفياء الذين قدموا الكثير في خدمة الوطن والمجتمع الشبواني، وكان له حضور بارز في العديد من المؤسسات الصحية وحفلت سيرته المهنية بالكثير من الإنجازات والتفاني في عمله. فقد كان أحد الأسماء اللامعة في القطاع الصحي الذي ترك بصمة لا يمكن نسيانها عبر الأجيال المتعاقبة. اليوم فقدنا رجلًا من طراز فريد، كان نموذجًا للتفاني والإخلاص في أداء رسالته الإنسانية السامية . نسأل الله عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يسكنه فسيح جناته، وأن يلهم أسرته وذويه الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون .