العميد بشير سيف المضربي.. فارس التحرير الأول ومؤسس قوات درع الوطن

العاصمة عدن / خاص

في وطن مزقته جراح الحرب وأنهكته الأزمات وتكالبت عليه المصائب، وفي زمنٍ ازدادت فيه الخطابات وقلَّ فيه الفعل، وفي خضمّ العواصف والفتن التي تعصف به وتُهدد سكينته وتُشتّت لحمته الوطنية، تبرز الحاجة إلى رجالٍ صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فكان من بين أولئك رجل جمع بين الإيمان الصادق والفعل القوي، وبين الحكمة والبأس، وبين التواضع والشجاعة... إنه العميد البطل بشير سيف المضربي الصبيحي، القائد العام لقوات درع الوطن - حفظه الله ورعاه وسدد على طريق الحق خطاه وقواه وجعله ناصراً للحق المبين. لقد عرفه الوطن مقاوماً صلباً بعزيمة صادقة، منذ اللحظة الأولى لغدر مليشيات الحوثي، حين ارتفعت رايات الظلم والكهنوت، فكان أول الواقفين في وجههم، متوشحًا بسنّة الإسلام، متسلحًا بالإيمان والعقيدة، وممتشقًا سيف الحق، يقاتلهم لا طلبًا لمجدٍ ولا سعياً لمنصب، بل دفاعًا عن الدين والأرض والعرض، هو ومن معه رجال المقاومة الأبطال الذين سطروا بتضحياتهم نصراً مؤوزراً، وكسراً جلياً لشوكة العدوان. شهدت له بذلك الأرض التي روى ترابها بعرقه، وخلدتها دماء وقلوب الشهداء والرجال الذين خاضوا معه المعركة كتفًا بكتف، في ملحمة 2015 الخالدة، سطر بشير المضربي مواقف لا تنسى؛ من منبر المسجد إلى متارس القتال، من تعبئة الشباب إلى اقتحام مواقع العدو، كان حاضرًا بقوة، يقود بعقيدة، ويضرب كالصاعقة، حتى دُحر المعتدون، وتطهرت عدن ولحج من دنسهم، لكن القائد لم يبحث عن الأضواء، بل عاد إلى الظل، كما يعود الجندي الصادق إلى محرابه، مطمئنًا أن واجبه قد أدّاه. رجلٌ شهدته له الجبهات فارساً مقداماً من الإنطلاقة الأولى، لا طارئا على ميادين البطولة، وأكاديمية في القيادة، ومدرسة في التواضع، وأسطورة في العمل بصمت. تمسكه بكتاب الله وسنّة نبيّه جعل منه قائداً ذا بصيرة، لا تضل خطاه، وسنده في ذلك إيمانٌ راسخ، ويقينٌ بأن الله لا يخذل من أخلص النية له وحده سبحانه. سنوات مرت، والوطن يئن، والأمل يتضاءل، فكان لا بد للفارس أن يعود، وكانت العودة أعظم من التوقعات... عاد بشير المضربي، لا ليحصد ثناءً، بل ليؤسس فجرًا جديدًا؛ ليقود قوات درع الوطن، مشروع الأمل والانتصار القادم، الدرع الحصين لحماية الدين والأرض والإنسان. اليوم، يحدونا الأمل ونحن نراه يقود بناء وتنظيم قوات درع الوطن، كتشكيل عسكري، بروح جديدة تبعثت في جسد الوطن المنهك، يقودها كرجل آمن أن القيادة تكليف لا تشريف، وأن الأمة لا تنهض إلا بالصدق والإخلاص والعمل المتجرد لوجه الله والوطن. لقد زرع العميد بشير في نفوس رجاله الإيمان قبل البندقية، وغرس فيهم حب الأرض قبل حب السلاح، ليكونوا ليس فقط جيشًا مدربًا، بل عقيدة تمشي على الأرض، لا تنكسر، لا تساوم، لا تهتز. رجال نذروا أنفسهم للدفاع عن الوطن من براثن الحوثية ومن كل عدو متربص، بعزيمة لا تلين، وخطى ثابتة، وإيمان راسخ بأن الحق منصور وإن طال ظلام الباطل. اليوم، وفي ظل تآمر المتآمرين ومحاولات الطعن في الرموز، يبقى العميد بشير رمزًا للوطنية الصافية، الرجل الذي لا يمكن أن تُغيب شمسه، لأنه لم يصعد على أكتاف أحد، ولم يرفع راية إلا راية الله والوطن. هو القائد الذي لم يخذل المقاتلين، ولم يساوم في الثوابت، ولم يتاجر بالدماء، بل كان وما زال درعًا منيعًا، وصوتًا هادئًا، ويدًا تبني في زمن الهدم. ونحن نكتب اليوم عن القائد بشير سيف المضربي، فإننا لا نكتب مدحاً بل نعلن شهادة في زمن الزيف، نكتب عن رجل لو وُزِن إخلاصه لرجح كفّة النصر، عن رجل لو إقتدت به الأمة، لعاد لها مجدها الأصيل، والتاريخ لا ينسى القادة الذين صنعوا المجد بصمت، ولا يغفل عن الرجال الذين يهبون حياتهم ليحيا الآخرون. ولهذا سيظل العميد بشير المضربي، القائد العام لقوات درع الوطن، نواة الأمل لكل الأحرار، ومصدر فخر لكل مؤمن بأن الوطن سينهض، وسينتصر، وسيكون لأبناءه الشرفاء الكلمة العليا، ونسأل الله أن يحفظه ويرعاه ويسدد على طريق الحق خطاه، ويجعل لهذا الوطن النصر والخلاص به وأمثاله ومن حوله من الرجال الصادقين. 

من طه باعوضه