رحيل الشاعر القدير ثابت السعدي في مسقط رأسه بمدينة الشحر

(عدن الحدث) عدنان باسويد :

رحل ابن مدينة الشحر وحضرموت الشاعر القدير ثابت عبدالله السعدي، المشهور بشعره الغنائي والمواضيع السياسية والذي يجمع بين الطابعين، وله إسهامات شعرية كثيرة محلياً ودولياً..

رحل عنا وظل وسيظل غَني عن التعريف، إذ توجد في شِعره لمحات دالة بإستمرار على ثقافته الواسعة ومخزونه التراثي الغزير الذي يُبدع في إستخدامه، كما يمزج الأمثلة الشعبية في قوالبه الشعرية للوصول إلى وجدان المستمعين بسرعة.

رحل ابن سعاد الزبينة التي لا يغطي عليها السحاب بمن أنجبت من الكثير من فحول الشعراء وكبار الكتاب والفنانين والأدباء والمؤرخين. وقد عاصر وعاش في زمن وبلد الشاعر الكبير حسين المحضار، إلا أنه برز وبقوة في حضور المحضار.

عاش "ثابت" ثابت في حياته على المبدأ، طيب القلب يُحبه الجميع، إمتزجت روحه بالبساطة والإحترام. فرحمة الله عليه ونسأل الله العلي القدير ان يسكنه الجنة، وتعازينا الحارة لأهله ومحبيه.. انا لله وانا إليه راجعون.

__________________
(واحدة من أروع قصائده الشهيرة التي تتحدث عن واقع هذا الزمن وتقلباته وآلامه):-

كلما شرقت وغابت قلت يمكن با تزين.. يا ليالي النور نترقبش عادش باتجين

لا متى أظلّي مراقب.. بس يكفي من متاعب

هكذا والدهر يقطع في الجسد مثل السكين.. تأكل العمر السنين

**

طين والله اللي ورثناها زمن يا خير طين.. طين دوب الوقت تعطي الغالي الثمين

يوم نحن ما نحاسب.. الحصيلة دوب سالب

والنهاية ليتنا بس عالأقل متماسكين.. تأكل العمر السنين

**

شوك نجني آخر الموسم ونحنا واثقين.. إننا نسقي قد زرعنا ياسمين

هكذا الدنيا غرايب.. عش ترى فيها العجايب

كل ما شي جاك بالمعكوس قل متوقعين.. تأكل العمر السنين

**

كيف با نفخر ونحن في تناقض عايشين.. نحتسب أحياء ونحن بالحقيقة ميتين

ما إتعظنا من التجارب.. ناس قد وصلوا الكواكب

ما يكفّي ندّعي في كل حاجة السابقين.. تأكل العمر السنين

****