قطر مصرة على مواصلة التمرد .. وخبراء : دعم الدوحة لاحتفالات الانقلابيين «خطوة في الطريق الخطأ»
أكدت مصادر محلية أن الدوحة قدمت تمويلا ضخما للانقلابيين في صنعاء، للاحتفال اليوم الخميس بذكرى الاجتياح الحوثي والسيطرة على صنعاء، في تصرف أكد خبراء ومراقبون يمنيون على أنه يعني مواصلة قطر في دعمها المتواصل للجماعات الإرهابية والطائفية في البلاد. واجتاح الحوثيون صنعاء بمساعدة من قوات المخلوع علي عبدالله صالح وبتواطؤ واضح من جماعة الإخوان الممولة من الدوحة والتي اتهمها الرئيس هادي مؤخراً بارتكاب خيانة وتسليم عمران وصنعاء للحوثيين. وأكدت مصادر مقربة من الانقلابيين في صنعاء انقساماً في صنعاء بين الاحتفال بذكرى عودة الإمامة وذكرى ثورة 26 سبتمبر. وقال مصدر إعلامي في حزب المؤتمر الشعبي العام الموالي للمخلوع صالح «إن اليمنيين في صنعاء سيحتفلون بذكرى الثورة الأم 26 سبتمبر، واحتفالات الحوثي لا تعني المؤتمر الشعبي العام». وتحاول الدوحة استغلال الاحتفالات في صنعاء ضد جيرانها العرب والذين يقودون تحالفا لإعادة اليمن إلى الحضن العربي بعد محاولة الانقلابيين خطفه وتسليمه لإيران. وأكدت المصادر لـ «الاتحاد» الاماراتية «الدعم القطري المقدم للانقلابيين تهدف من خلاله الدوحة توحيد طرفي الانقلاب اللذين دخلا في خصومه وصلت الى حد الاشتباكات والقتل». وكشفت المصادر أن الدعم المالي القطري للانقلابيين يتبعه دعم إعلامي من خلال تركيز كل وسائل إعلام الدوحة على الاحتفالات التي يعتزم الانقلابيون توظيفها ضد الشرعية والتحالف العربي. ويؤكد خبراء يمنيون أن مواصلة قطر تقديم الدعم للحوثيين والجماعات المسلحة دليل على مواصلة تمردها على جيرانها. وقال المحلل السياسي اليمني صالح برمان « تورط الدوحة في دعم احتفالات ينظمها الانقلابيون في صنعاء هي إدانة واضحة للتهم التي وجهت لقطر من قبل الحكومة اليمنية والتحالف العربي بدعم الحوثيين والتنظيمات الإرهابية». وتقول تقارير إن ميليشيات الحوثي تحتفظ بالجميل لدولة قطر منذ حروب صعدة الست، فهي الوحيدة التي أنقذتها بعد أن أوشكت القوات الحكومية على القضاء عليها، ليتطوع أمير قطر السابق، وبإيعاز من إيران، كأول وسيط في موقف لم يكن مفهوماً حينها، لتسوية الصراع، بعد مقتل مؤسسها حسين بدر الدين الحوثي في الحرب الثالثة (يونيو 2006م). وأبرمت قطر صفقة ضمنت بموجبها وقف تقدم الجيش اليمني نحو منطقة مطرة الجبلية، آخر معاقل المتمردين شمال محافظة صعدة، والتي كان يتواجد فيها زعيم الحوثيين حالياً عبدالملك الحوثي، مقابل أن يقيم شقيق مؤسس حركة الحوثيين يحيى ووالده بدر الدين الحوثي وعمه عبدالكريم مؤقتاً في الدوحة، وأن تتولى قطر دفع مساعدات وتعويضات وإعادة الإعمار. وقال الكاتب الصحافي مراد محمد إن إيران أنقذت الحوثيين من هزيمة محققة في صعدة عقب تدخلها في إيقاف الحرب وتقديمها لاحقا دعماً مالياً بحجة إعادة الإعمار، إلا أن هذا الدعم ذهب إلى التسليح وصعدة التي دمرها الحوثيون انفسهم لا تزال إلى اليوم أطلالاً. وأكد أن دعم قطر للحوثيين واحتفالهم بذكرى الانقلاب يؤكد مضي الدوحة في الطريق الخطأ، تحتم على الدول المقاطعة التدخل لوقف مزيد من العبث والإرهاب الذي تدعمه وتمارسه الدوحة. من جهته يؤكد الخبير الإعلامي اليمني صالح البيضاني «أن الدعم القطري للحوثيين لم يعد أمراً خافياً حيث باتت الدوحة تجاهر بانضوائها تحت المشروع الإيراني «الدولة الشريفة» حسب زعمهم.. كما أن مظاهر الدعم القطري للحوثيين متنوعة بشكل لافت يعكس رهان «الحمدين» على زعزعة أمن واستقرار المنطقة. وأضاف «الدعم الحوثي عاد للوهلة الأولى من باب الإعلام حيث حولت قطر قناة الجزيرة إلى منصة إعلامية تخدم الأجندة الحوثية وتروج لها وهو الأمر الذي بلغ ذروته عقب إعادة افتتاح مكتب الجزيرة في صنعاء بموافقة ودعم حوثي كشف عنه مبكر رئيس ما تسمى اللجنة الثورية محمد علي الحوثي». وقال «إن هناك دعما سياسيا قطريا واضحا للحوثيين تجلى في أوضح صوره من خلال المساندة المالية والدبلوماسية القطرية للتحركات الحوثية في دول العالم إضافة إلى ايعاز الدوحة للمنظمات التابعة لها حول العالم بالاصطفاف إلى جانب المزاعم الحوثية في ملف انتهاكات حقوق الإنسان ومحاولة إخفاء الجرائم الحوثية في نفس الوقت». أما الدعم المالي والعسكري، يقول البيضاني «فقد تورطت به قطر مبكرا منذ دخولها في الوساطة بين المتمردين الحوثيين والحكومة اليمنية في 2007 وعمل المندوب القطري حينها ورئيس لجنة الوساطة سيف ابو العينين مندوب قطر في الجامعة العربية حاليا على دعم الحوثيين ماليا وشراء السلاح لهم وفك الحصار الذي كان يفرضه الجيش اليمني عليهم في الحرب الرابعة وما نشهده اليوم في اليمن هو نتيجة لتداعيات قبلة الحياة التي منحتها قطر الحوثيين آنذاك».