الدعم الإماراتي في حيس امتداد لتحرير باب المندب
بتحرير مديرية حيس والتقدم نحو مديرية الجراحي، ثالث مديريات محافظة الحديدة، تكون قوات الشرعية اليمنية، بدعم من التحالف العربي وإسناد رئيس من القوات المسلحة الإماراتية، قد اقتربت من استكمال تحرير معظم الساحل الغربي لليمن، وأمّنت خطوط الملاحة الدولية في جنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب. ميليشيات إيران انهارت في مركز مديرية حيس، بعد تحرير كل القرى والمناطق المحيطة بمركز المديرية، حيث دخلت قوات الشرعية المسنودة بالقوات المسلحة الإماراتية المركز، فيما فرت الميليشيات باتجاه مديرية الجراحي، واستسلم العشرات من عناصر هذه الميليشيات وسط تقدم قوات الشرعية نحو الجراحي في الطريق إلى مديرية زبيد، أكبر وأهم مديريات محافظة الحديدة. سيطرة عملية التفافية كان للقوات الإماراتية المشاركة ضمن دول التحالف العربي الذي تقوده المملكة العربية السعودية دور بارز في الانتصارات التي تحققت في الساحل الغربي، وآخرها تحرير مديرية حيس، من خلال مشاركة القوات الإماراتية على الأرض في المعارك، إضافة إلى الدعم والإسناد الجوي. وفيما يخص الانتصارات الأخيرة، قال قائد جبهة الساحل الغربي، أبو زرعة المحرمي، لـ«البيان»: «تمكن اللواء الأول عمالقة من تنفيذ عملية التفافية على مواقع ميليشيات الحوثي في حيس، وهو ما تسبب في انهيار كبير للميليشيات، ووقوع عناصرهم بين قتيل وأسير، وهروب من تبقى باتجاه مديرية زبيد والجراحي». وأضاف أن القوات الإماراتية كان لها دور في دعم وإسناد قوات العمالقة، سواء كان ذلك من خلال الغطاء الجوي، أو الدعم والإسناد على الأرض، وقال إن ذلك أسهم في تحقيق الانتصارات وتسارعها في الساحل الغربي. هذا الانتصار يمكّن قوات الشرعية من قطع خط إمدادات الميليشيات بين مديرية حيس التابعة لمحافظة الحديدة ومديرية مقبنة التابعة لمحافظة تعز، وتأمين مدينة ومديرية الخوخة ومساحة واسعة تزيد على 70 كيلومتراً طولاً من مديرية حيس حتى مفرق مديرية المخا جنوب غربي مدينة تعز. ويكتسب تحرير مديرية حيس أهميته من كونه سيجعل قوات الشرعية تسيطر على الطرق الرئيسة إلى محافظات الحديدة وتعز وإب التي كانت ميليشيا الحوثي تستخدمها للإمداد، حيث قطعت خطوط الإمدادات عبر محافظة إب، ومن اتجاه محافظة ذمار، كما تم قطع طريق الإمدادات على جبهات الميليشيا في غرب تعز. هذا الانتصار النوعي والكبير لقوات الشرعية سيقيد حركة الميليشيات في مناطق واسعة من محافظة تعز موزع الوازعية البرح مقبنة وهجدة والرمادة، حيث صارت كل هذه المناطق بخط إمداد يتيم خط الحديدة تعز. ويعد الطريق سالكاً أمام قوات الجيش بعد السيطرة على الحيش للتقدم شمالاً نحو زبيد بيت الفقية وصولاً إلى مدينة الحديدة، كما أن مديرية حيس قريبة من مديريات العدين في محافظة إب. عملية مستمرة هذه الانتصارات كانت قد بدأت بالعملية العسكرية الكبيرة التي قادتها القوات المسلحة الإماراتية لتحرير مضيق باب المندب والمناطق القريبة منه، ثم التقدم نحو ميناء المخا التاريخي الذي ارتبط اسمه عبر العالم بتجارة القهوة اليمنية. وما إن استكملت تحرير الميناء والشروع في إعادة إعمار المدينة تقدمت قوات الشرعية بمساندة القوات المسلحة الإماراتية نحو قاعدة خالد بن الوليد العسكرية المهمة وتحريرها بعد معارك عنيفة مع الميليشيات الإيرانية. واستكمالاً لمهمة تأمين وتحرير الساحل الغربي، واصلت القوات المسلحة الإماراتية قيادة انتصارات قوات الشرعية صوب ميناء الحديدة المهم، وهو ثاني أكبر الموانئ اليمنية، ومصدر مهم لتمويل العمليات العسكرية للميليشيات، فتم تحرير مناطق يختل والهاملي، وعدد كبير من القرى والمواقع العسكرية في المنطقة الواقعة بين مديرية المخا ومديريتي الخوخة وحيس. خطة متكاملة وفي خطوة مؤكدة لاستكمال تحرير الشريط الساحلي لليمن من قبضة الميليشيات الإيرانية، تقدمت قوات الشرعية المسنىودة بالقوات المسلحة الإماراتية نحو مديرية وميناء الخوخة، وحررتها من قبضة الميليشيات، ومعها تم تحرير قاعدة أبو موسى الأشعري العسكرية والوصول إلى مشارف مديرية التحيتا التي تبعد نحو 100 كيلومتر من ميناء الحديدة. ومع وجود قوات المنطقة العسكرية الخامسة في مديريات خرص وميدي بمحافظة حجة التي ستتجه جنوباً نحو الحديدة، فإن استكمال السيطرة على المسافة الفاصلة بين مديرية زبيدة والحديدة ستضمن تحريراً كاملاً للشريط الساحلي الغربي وانتهاء سيطرة الميليشيات على ميناء الحديدة، وتمكين الشرعية من إدارة كل منافذ البلاد البحرية والبرية وحصار الميليشيات في العاصمة صنعاء التي أضحت قوات الشرعية المسنودة بقوات التحالف على بعد 40 كيلومتراً منها. 3 تحتل مدينة حيس موقعاً جغرافياً مهماً، وتربط ثلاث محافظات، هي: الحديدة وتعز وإب، مما يسهل لقوات الجيش فتح جبهات أخرى باتجاه محافظة إب. ودفعت الانتصارات المتسارعة والانهيارات الكبيرة في صفوف ميليشيات الحوثي، قوات الجيش والمقاومة إلى التقدم صوب مديرية الجراحي والتحيتا، بعد فرض السيطرة النارية على الطرق الرئيسة الواصلة بين هذه المديريات ومديرية حيس، حيث من المتوقع أن تشن قوات المقاومة والجيش، بدعم وإسناد من طائرات التحالف العربي، هجوماً على مواقع الميليشيات قرب مديرية الجراحي والتحيتا اللتين لا تبعدان إلا كيلومترات قليلة عن مركز حيس. جسور أفاد سكان محليون في التحيتا والجراحي أن ميليشيات الحوثي لجأت إلى تفجير الجسر الرابط بين مديرية حيس والحديدة، كما قامت بتلغيم عبّارات المياه، وزراعة مئات الألغام على الطرقات، بهدف عرقلة تقدم قوات الجيش والمقاومة في ظل الانهيارات المتسارعة للميليشيات. ارتباك حالة من الارتباك ظهرت في صفوف قيادات ميليشيات الحوثي الإيرانية، بعد تحرير مديرية حيس واقتراب قوات الجيش والمقاومة من مدينة الحديدة، إذ لوحظ تبادل الاتهامات بين القيادات الحوثية على صفحات التواصل الاجتماعي، وشن عضو اللجنة الثورية العليا للحوثيين، محمد المقالح، هجوماً لاذعاً على القيادي البارز في الجماعة صالح الصماد، رئيس ما يسمى المجلس السياسي، عقب تحرير الجيش الوطني لمديرية حيس بمحافظة الحديدة، وطرد ميليشيا الحوثي منها. وكتب المقالح تغريدة على صفحته في «تويتر»، قال فيها: «بعد حيس با يصرح الصماد انتبهوا الجراحي خط أحمر ولا با نقلب البحر على رؤوسكم».