مصير اليمن بشقيه (الشمال والجنوب) بعد أن دق عبدالملك الحوثي في باحة (صنعاء) وتد الخلاف؟!

كتب:حسن ناصر الظاهري


تحوّل الموقف في اليمن اليوم إلى عصيان مدني دعا إليه الحراك الجنوبي، واستجابت له كافة أطياف الشعب الجنوبي، الأمر الذي أوقع الرئيس هادي في حرج، وجعله بين فكي كماشة، الحوثي من جهة، والحراك الجنوبي من الجهة الأخرى.

أزمة صنعاء هل هي حقًا الوقود الذي أشعل مطالب الجنوبيين بالانفصال؟! سؤال يطرح نفسه في خضم ما تشهده اليمن من أحداث مؤسفة، فهشاشة الدولة والفراغ السياسي والمناخ السائد، شجع الحراك الجنوبي على المطالبة بالانفصال واستعادة دولتهم السابقة وإعادة الوضع إلى ما قبل 1990، فقد احتشد الآلاف من أنصار الحراك الجنوبي في مدينة عدن لإحياء ذكرى فك الارتباط من قبل نائب الرئيس اليمني السابق علي سالم البيض عام 1994 رافعين شعارات معادية للوحدة التي وُقّعت بين الشمال والجنوب، ومؤيدين دعوة "البيض" لصنعاء إلى الدخول في تفاوض جدي برعاية الجامعة العربية والمجتمع الدولي للعودة إلى الوضع القانوني والجغرافي للدولتين قبل 22 مايو 1994 تجنبًا لإراقة مزيد من الدماء، وكان علي البيض -باعتباره رئيس اليمن الجنوبي عند توقيع الوحدة- قد دعا إلى تفكيكها، معتبرًا أنها انتهت بعد حرب 1994 وما نتج عنها من احتلال الشمال للجنوب.

هذا الانفصال إذا ما حدث، فإنه لا يعد سابقة عربية، فقد حدث هذا بين مصر وسوريا اللتين توحدتا تحت مسمى الجمهورية العربية المتحدة عام 1958، ومن ثم انفصلا عام 1961 بعد الانقلاب الذي قاده حسني الزعيم وأطاح بنظام الرئيس شكري القوتلي الذي وقّع على اتفاقية الوحدة بين مصر وسوريا، والظروف متشابهة، تم توحيد البرلمان في البلدين في مجلس الأمة، وألغيت الوزارات الإقليمية لصالح وزارة موحّدة في القاهرة، ومع ذلك نجح الانفصاليون السوريون في مهمتهم عبر انقلاب عسكري بعدما شعروا بأن ثمار تلك الوحدة كان يجنيها طرف دون آخر، وأنها انعكست على ظروفهم الاقتصادية بالسلب.

أين تكمن المشكلة في اليمن، وأين يقف الحرج؟!، الرئيس اليمني الحالي جنوبي، ورئيس الوزراء الجديد الذي تم تكليفه بتشكيل حكومة السلم والشراكة الوطنية أيضًا جنوبي، إضافة إلى وزراء آخرين يديرون إدارات مؤثرة، لا يستطيعون ركوب هذه الموجة، فالرئيس "هادي" الذي يدعوه الحراك الجنوبي إلى التمرد على السلطة والعودة إلى الجنوب والمشاركة في المطالبة بالانفصال، لا تعطيه مبادئه ولا أخلاقياته بأن يستمع إلى تلك الدعوات ويترك اليمن في مثل هذه الظروف التي تحتم عليه الصمود لكي يتجاوز اليمن محنته رغم اتهامهم له ولبقية الوزراء الجنوبيين بالخيانة لأنهم سعوا خلف مصالحهم وتركوا اليمن الجنوبي مهمشًا، اليوم تحوّل الموقف إلى عصيان مدني دعا إليه الحراك الجنوبي واستجابت له كافة أطياف الشعب الجنوبي الأمر الذي أوقع الرئيس هادي في حرج، وجعله بين فكي كماشة، الحوثي من جهة، والحراك الجنوبي من الجهة الأخرى، فكيف سيتصرف في دولة قال عنها الأمين العام المساعد للشؤون السياسية بالمؤتمر العام نعيش في (حالة اللا دولة)، الأيام القادمة هي من ستجيب على كافة الأسئلة الحائرة حول مصير اليمن (الشمال والجنوب) بعد أن دق عبدالملك الحوثي في باحة عاصمته وتد الخلاف.

عن المدينة السعودية