منطقة (قعوة) الساحلية بعدن إهمال وحرمان من أبسط الخدمات
أهالي منطقة قعوة| انعدام الماء والطريق المعبدة كابوس يؤرق حياتنا ويقض مضاجعنا
عدن الحدث / متابعات
منطقة (قعوة) الساحلية إحدى المناطق التابعة لمديرية البريقة بمحافظة عدن، يقدر عدد منازلها بـ (120) منزلا، وعدد سكانها حوالي (700) نسمة.. تعتبر من أغنى مناطق محافظة عدن الساحلية إنتاجا للأسماك والأحياء البحرية المختلفة.
تعاني المنطقة من إهمال وحرمان في أبسط الخدمات الأساسية، حيث لا يوجد طريق إسفلتية تؤدي إليها فالطريق ترابية غير معبدة، ولا يوجد لديهم مشروع مياه، فيضطرون إلى شراء الماء من (البوز) التي تأتي إليهم نادرا نتيجة لصعوبة الطريق إليهم، ويشترون الماء بمبالغ باهظة جدا، فالماء همهم الوحيد وشغلهم الشاغل والكابوس الذي يؤرق حياتهم ويقظ مضاجعهم.
وتفتقر المنطقة إلى مركز صحي مؤهل، أما التعليم فحدث ولا حرج، ففيها مدرسة صغيرة تفتقر إلى كادر تربوي مؤهل.. أما أهلها فكل اعتمادهم على ما يجود به بحرهم، فلا يوجد فيها موظف مع الحكومة ما عدا اثنين مدير المدرسة ومعلما آخر، أما البقية فيعيشون على صيد الأسماك وبيعها إن حضر من يشتري منهم تلك الأسماك، لأن كثيرا من تجار الأسماك ينفرون منها نتيجة طريقها الوعرة، وإن تجرأ أحد وكابد مشاق الطريق ووصل إليهم فإنه يشتري منهم الأسماك بثمن بخس متحججا بصعوبة طريقهم.
فما أن حطت «الأيام» رحالها في منطقة (قعوة) لتتحسس هموم أهلها ومعاناتهم وآلامهم حتى توافد والتف الكثير من أهلها حولها ويسألون من الزائر فقلت «الأيام» فرحبوا بنا، فبعضهم يقول نريد إصلاح الطريق ومنهم من يقول نريد الماء، وآخرون يقولون هلكنا عطشنا اتقوا الله فينا، وصوت من بعيد يقول “بالله عليك أليس من العيب والمخجل على المسؤولين أن تكون منطقتنا تابعة لمحافظة عدن العاصمة الاقتصادية والتجارية لليمن ونحن لا نجد شربة ماء هنيئة تطفئ لهيب عشطنا.. تجولت «الأيام» في المنطقة والتقت بالشيخ علي ناصر هداس شيخ مشائخ الخضيرة، والشيخ سالم أحمد العبد الحكل، وعدد من مواطني المنطقة وخرجت بالاستطلاع الآتي:
تحدث لـ«الأيام» شيخ مشايخ الخضيرة الشيخ علي ناصر هداس بالقول: “نشكر «الأيام» على تكلفها عناء ومشاق الوصول إلينا ونرحب بها في منطقتنا التي تخلى عنها المسؤولون فعزلونا وتنصلوا عنا وحرمونا من أبسط الخدمات الضرورية، فلا ماء ولا طريق ولا كهرباء ولا مركز صحي مؤهل وغيرها من الخدمات الأساسية”.
وأضاف الشيخ علي هداس: “نطالب رئيس الجمهورية ومحافظ عدن الجديد بن حبتور وكذا مدير عام مديرية البريقة بالنظر إلينا بعين المسؤولية، كما نناشدهم أن يوجهوا بإتمام طريق (قعوة) الذي بدئ العمل فيه ولكن لم يستكمل، فالمقاول الأول عمل فيه قليلا ثم توقف وجاء مقاول آخر وعمل أيضا فترة ثم توقف.. فمنطقة (قعوة) أصبحت معزولة بسبب عدم وجود طريق إسفلتية إليها”.
الشيخ سالم أحمد العبد الحكل قال: “منطقة قعوة من أغنى المناطق الساحلية في وفرة للأسماك والأحياء البحرية المختلفة، ولكن نتيجة طريقها غير المعبدة نفر الناس منها، فنطالب السلطة المحلية بالمديرية والمحافظة العمل على إتمام الطريق، فالطريق شريان الحياة، وعدم جود طريق معبدة إلى قعوة جعلها معزولة عن العالم الخارجي، وتخلى عنها المسؤولون وبالتالي حرمت من أبسط الخدمات الضرورية التي أهمها الطريق والماء الذي هو عصب الحياة، فنتمنى من محافظ عدن الجديد أن يجعل منطقة قعوة من ضمن اهتماماته الجديدة”.
**الطريق.. مشروع مهمل**
بعد أن تحدث كل من الشيخ علي هداس والشيخ سالم الحكل، عن أوضاع المنطقة تحدث لـ«الأيام» عدد من المواطنين، فالمواطن فضل رشاد عوسج أوضح بالقول: “أصبحت منطقتنا معزولة ومنسية، بسبب الطريق الترابية غير المعبدة، ففي 2006 بدأ مقاول برصف الطريق ولكنه سرعان ما ترك المشروع، وبعد نحو أربع سنوات جاء مقاول آخر وبدأ بإكمال الرصف، إلا أنه هو الآخر ترك المشروع ورحل لأسباب مجهولة”.
وأضاف عوسج: “نطالب المسؤولين أن ينزلوا إلى المنطقة ويتلمسوا بأنفسهم معاناتنا وهمومنا، كما نطالبهم بأن يعملوا على إتمام مشروع الطريق الذي بدوره سيربط منطقة (قعوة) ببقية المدن”.
**انعدام الماء**
انعدام الماء في منطقة قعوة يعد من أهم المشاكل التي تؤرق حياة المواطن، حيث يعتمدون على شراء الماء من (البوز) التي تأتي إليهم ويضطرون إلى شرائها بأثمان باهظة.. حيث أوضح الحاج أحمد علي أمعيري (62 عاما) بالقول: “الماء من أهم همومنا ومشاكلنا، فكل ما نتمناه أن يتوفر لدينا مشروع مياه رسمي”.
وأضاف: “المسؤولون لا ينزلون إلى المنطقة، ربما بسبب بعدها ووعورة الطريق، وما ذنبنا إذا كان هكذا حظنا، وعليهم أن يجعلوا لنا نصيبا في المشاريع الخدمية، فقد تعبنا كثيرا”.
الحاج سعيد محمد هادي غالب (60 عاما) بدوره قال: “لا يوجد في منطقتنا مشروع مياه، ونعتمد على مياه (البوز) التي تأتينا لتبيع علينا المياه بأسعار مرتفعة، وأنا رجل فقير ولا أقوى على شراء المياه باستمرار، وليس لديّ عمل، فقد كنت أعتمد على صيد الأسماك أما الآن فلا أستطيع لأن (الجلبة) التابعة لي تعطلت ومعدات الصيد أتلفت ولم أستطع شراء غيرها، ولدي أسرة كبيرة، فعندي 13 ولدا 8 ذكور و 5 إناث، وليس لدي أي عمل مع الدولة”.
وأضاف: “على الدولة أن تجعلنا من ضمن اهتماماتها، وأن تعمل على إدخال مشروع الماء إلى المنطقة، وأن تصلح الطريق الذي عزلنا عن جميع المناطق”.
علي محمد مهدي (50 عاما)، من أعيان المنطقة تحدث لـ«الأيام» عن معاناتهم بسبب انعدام المياه بالقول: “أهم متطلبات المنطقة الطريق والماء الذي أصبح كابوسا يؤرقنا ويقض مضاجعنا”.
وأضاف: “نناشد المسؤولين وعلى رأسهم محافظ عدن أن ينظروا إلينا بعين الرحمة، فنحن نتبع محافظة عدن، ولسنا من عالم آخر”.
صالح يوسف بليبل قال بصوت يملؤه الألم: “على المسؤولين والجهات المختصة في المحافظة أن يتقوا الله فينا فنحن بشر، فالمنطقة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، فليس لدينا ماء وجلّ ما نتحصل عليه من البحر ننفقه لشراء الماء، فالبوزة سعة 2000 لتر تباع بألفي ريال، ونستخدمه لمدة يومين في أقصى حد”.
وأضاف: “يا أخي.. المسؤولون همهم أنفسهم وأهلهم فقط.. ونقول لهم اتقوا الله في أنفسكم فنحن مواطنون يمنيون، وضمن خارطة الجمهورية، ولكن كأننا من كوكب آخر فلا يزورنا مسؤول ليتلمس همومنا”.
**مدرسة تفتقر إلى المعلمين**
مدير المدرسة الأستاذ محمد أحمد محمد الطيري تحدث إلى «الأيام» بالقول: “لا يوجد في المدرسة سوى مدرسين اثنين موظفين مع الحكومة والبقية والذين هم اثنان فقط متعاقدان بمبلغ زهيد، فنطالب بزيادة أجور المعلمين”.
وأضاف: “المدرسة تعاني من نقص الكادر التعليمي والأثاث، والكتاب المدرسي.. والمسؤولون في التربية لا يزورون المدرسة، فلا يأتي إلينا موجهون ولا تعمل لنا دورات تدريبية في مجال التدريس وتطوير العملية التعليمية.. والزيارة الوحيدة من قبل المسؤولين كانت قبل عام من قبل الأستاذ سالم المغلس مدير عام التربية بعدن يرافقه مدير التربية بمديرية البريقة الأستاذ طه نعمان وكذا مدير الشؤون المالية بالمحافظة، فنطالب من الجهات المسؤولة أن يوفروا لنا أثاثا جديدة للمدرسة وبناء صفوف إضافية”.
**مركز صحي غير مؤهل**
تعاني منطقة قعوة من عدم وجود مركز مؤهل، فهناك مركز صحي شبه مهجور، فلا توجد فيه المستلزمات الضرورية، فكل ما فيه الاسعافات الاولية وبعض الأدوية، ويفتقر المركز إلى المؤهل الطبي، حيث يقول الأهالي إذا مرض الواحد منهم واضطروا إلى الذهاب به إلى مدن محافظة عدن البعيدة فهذا يعتبر بالنسبة إليهم مصيبة لأن الطريق غير المعبدة تزيد من مرض المريض، وربما يموت قبل الوصول إلى المستشفى نظرا لوعورة الطريق وبُعد المنطقة من المدن.
وأوضحوا أن قبل فترة ليست بالطويلة تعسرت ولادة امرأة في المنطقة فأسعفوها إلى المدينة لكن نتيجة بعد المسافة ووعورة الطريق توفيت المرأة منتصف الطريق.
كما أفادوا أن إسعاف المريض إلى المدينة يكلفهم الكثير من المال، لأنهم سيضطرون إلى أخذ سيارة بمبلغ باهظ جدا.. مطالبين الحكومة ممثلة بالأستاذ خالد بحاح رئيس الوزراء ومحافظ عدن الجديد الدكتور بن حبتور أن يوفروا مركزا صحيا متكاملا ورفده بكادر صحي.. وقالوا “يكفينا هموم ومعاناة وإلى متى سنظل هكذا والدولة لا تحرك ساكنا لعمل حل مناسب لسلسلة معاناتنا، فنحن محرومون من شربة ماء تطفئ عطشنا، ومحرومون من الطريق الذي جعلنا في معزل عن الحياة وعن الخدمات.
**الأحياء البحرية مهددة**
تعد منطقة (قعوة) من أغنى المناطق الساحلية وفرة للأسماك والأحياء البحرية المختلفة، حيث يوجد بها أنواع كثيرة ووفيرة من الأسماك والحبار وغيرها، حتى أن بعض المناطق الساحلية المجاورة يقصدون منطقة قعوة للاصطياد فيها لوفرة الأسماك فيها وتنوعها، فيأتون إليها من منطقة عمران وخور العميرة ورأس العارة.. لكن أهالي منطقة قعوة أفادوا أنهم يبيعون الأسماك والأحياء البحرية الأخرى لتجار الأسماك بأثمان بخسة، لأن بُعد منطقتهم ووعورة الطريق المؤدية إلى منطقتهم جعلت الكثير من أولئك التجار ينفرون من المنطقة ويقصدون مناطق ساحلية أخرى.
وقالوا إن هناك بعض المشترين للأسماك يأتون للمنطقة ويبيعون لهم ما يستخرجونه بأسعار رخيصة، لأنهم مضطرون إلى ذلك، ويقولون إذا لم نفعل ذلك سوف تتلف الأسماك.. فالطريق الوعرة هي سبب كل ذلك، فلو وجدت طريق إسفلتية لكان في منطقتنا سوق كبيرة للأسماك، وسيقصدنا الكثير من المشترين.
الحاج ناصر سالم سعيد (61 عاما) تحدث لـ “الأيام” عن أهم معاناة وهموم الصيادين في المنطقة بالقول: “الصيادون في قعوة يعانون من ارتفاع سعر المحروقات، (البترول والديزل).. كما أن من أهم المشاكل التي يواجهها الصياد البسيط والعادي هو أن هناك بعض السفن التابعة لبعض الشركات أو بعض التجار تمارس عملية الأصطياد بطريقة عشوائية ومخالفة للنظم والقوانين، فتقوم بعملية جرف عشوائي للأسماك والأحياء البحرية، وهذا خطير ويهدد الثروة السمكية، لأن الجرف العشوائي يؤدي إلى تلف مراعي الأسماك وتلف بيوضها، وبالتالي القضاء على الثروة السمكية التي تعد من أهم ثروات البلاد”.
وأضاف الحاج ناصر: “على الدولة ان تحاسب تلك الجهات وأولئك الصيادين الذين يقضون على الثروة السمكية، باستخدامهم طرق اصطياد مخالفة”.
**الكهرباء غير موجود**
خدمة الكهرباء مفقودة في منطقة قعوة، فمعظم السكان يعتمدون على توليد التيار الكهربائي عبر الطاقة الشمسية، فتجد في معظم المنازل صحونا لخزن الطاقة الشمسية وتحويلها إلى تيار كهربائي، وقالوا إنهم يستخدمون ذلك للإضاء فقط فلا تكفي الطاقة لاستخدامها لتشغيل الثلاجات والتلفزيونات وغيرها من الأجهزة المنزلية المختلفة.
**رسالة إلى المسؤولين**
عندما وطئت قدماي منطقة قعوة التف الناس حولي ويقولون لي نريد ماءً نريد طريقا إسفلتية، لأننا بدونه أصبحنا في معزل عن العالم الخارجي وكأننا في غربة.. ومنهم من يقول يا ولدي أتجمل معنا نحن متنا من العطش نريد مشروع ماء، وفقلت لهم إنما أنا صحفي لأوصل صوتكم للجهات المعنية ليس إلا، وليس بيدي أي شيء.. فيا من ولاكم الله على أولئك الناس اتقوا الله في أنفسكم، أهالي منطقة قعوة لا يجدون شربة ماء هنيئة، ويفتقرون إلى طريق تربطهم بمن حولهم.. أليس من العيب أن تكون هذه المنطقة تابعة لمحافظة عدن بهذا الإهمال.. وإلى متى ستظل قعوة وكثير من مناطق اليمن في طي النسيان ومعزولة عن العالم الخارجي؟!!.
" الايـام"
تعاني المنطقة من إهمال وحرمان في أبسط الخدمات الأساسية، حيث لا يوجد طريق إسفلتية تؤدي إليها فالطريق ترابية غير معبدة، ولا يوجد لديهم مشروع مياه، فيضطرون إلى شراء الماء من (البوز) التي تأتي إليهم نادرا نتيجة لصعوبة الطريق إليهم، ويشترون الماء بمبالغ باهظة جدا، فالماء همهم الوحيد وشغلهم الشاغل والكابوس الذي يؤرق حياتهم ويقظ مضاجعهم.
وتفتقر المنطقة إلى مركز صحي مؤهل، أما التعليم فحدث ولا حرج، ففيها مدرسة صغيرة تفتقر إلى كادر تربوي مؤهل.. أما أهلها فكل اعتمادهم على ما يجود به بحرهم، فلا يوجد فيها موظف مع الحكومة ما عدا اثنين مدير المدرسة ومعلما آخر، أما البقية فيعيشون على صيد الأسماك وبيعها إن حضر من يشتري منهم تلك الأسماك، لأن كثيرا من تجار الأسماك ينفرون منها نتيجة طريقها الوعرة، وإن تجرأ أحد وكابد مشاق الطريق ووصل إليهم فإنه يشتري منهم الأسماك بثمن بخس متحججا بصعوبة طريقهم.
تحدث لـ«الأيام» شيخ مشايخ الخضيرة الشيخ علي ناصر هداس بالقول: “نشكر «الأيام» على تكلفها عناء ومشاق الوصول إلينا ونرحب بها في منطقتنا التي تخلى عنها المسؤولون فعزلونا وتنصلوا عنا وحرمونا من أبسط الخدمات الضرورية، فلا ماء ولا طريق ولا كهرباء ولا مركز صحي مؤهل وغيرها من الخدمات الأساسية”.
وأضاف الشيخ علي هداس: “نطالب رئيس الجمهورية ومحافظ عدن الجديد بن حبتور وكذا مدير عام مديرية البريقة بالنظر إلينا بعين المسؤولية، كما نناشدهم أن يوجهوا بإتمام طريق (قعوة) الذي بدئ العمل فيه ولكن لم يستكمل، فالمقاول الأول عمل فيه قليلا ثم توقف وجاء مقاول آخر وعمل أيضا فترة ثم توقف.. فمنطقة (قعوة) أصبحت معزولة بسبب عدم وجود طريق إسفلتية إليها”.
الشيخ سالم أحمد العبد الحكل قال: “منطقة قعوة من أغنى المناطق الساحلية في وفرة للأسماك والأحياء البحرية المختلفة، ولكن نتيجة طريقها غير المعبدة نفر الناس منها، فنطالب السلطة المحلية بالمديرية والمحافظة العمل على إتمام الطريق، فالطريق شريان الحياة، وعدم جود طريق معبدة إلى قعوة جعلها معزولة عن العالم الخارجي، وتخلى عنها المسؤولون وبالتالي حرمت من أبسط الخدمات الضرورية التي أهمها الطريق والماء الذي هو عصب الحياة، فنتمنى من محافظ عدن الجديد أن يجعل منطقة قعوة من ضمن اهتماماته الجديدة”.
**الطريق.. مشروع مهمل**
بعد أن تحدث كل من الشيخ علي هداس والشيخ سالم الحكل، عن أوضاع المنطقة تحدث لـ«الأيام» عدد من المواطنين، فالمواطن فضل رشاد عوسج أوضح بالقول: “أصبحت منطقتنا معزولة ومنسية، بسبب الطريق الترابية غير المعبدة، ففي 2006 بدأ مقاول برصف الطريق ولكنه سرعان ما ترك المشروع، وبعد نحو أربع سنوات جاء مقاول آخر وبدأ بإكمال الرصف، إلا أنه هو الآخر ترك المشروع ورحل لأسباب مجهولة”.
وأضاف عوسج: “نطالب المسؤولين أن ينزلوا إلى المنطقة ويتلمسوا بأنفسهم معاناتنا وهمومنا، كما نطالبهم بأن يعملوا على إتمام مشروع الطريق الذي بدوره سيربط منطقة (قعوة) ببقية المدن”.
**انعدام الماء**
انعدام الماء في منطقة قعوة يعد من أهم المشاكل التي تؤرق حياة المواطن، حيث يعتمدون على شراء الماء من (البوز) التي تأتي إليهم ويضطرون إلى شرائها بأثمان باهظة.. حيث أوضح الحاج أحمد علي أمعيري (62 عاما) بالقول: “الماء من أهم همومنا ومشاكلنا، فكل ما نتمناه أن يتوفر لدينا مشروع مياه رسمي”.
وأضاف: “المسؤولون لا ينزلون إلى المنطقة، ربما بسبب بعدها ووعورة الطريق، وما ذنبنا إذا كان هكذا حظنا، وعليهم أن يجعلوا لنا نصيبا في المشاريع الخدمية، فقد تعبنا كثيرا”.
الحاج سعيد محمد هادي غالب (60 عاما) بدوره قال: “لا يوجد في منطقتنا مشروع مياه، ونعتمد على مياه (البوز) التي تأتينا لتبيع علينا المياه بأسعار مرتفعة، وأنا رجل فقير ولا أقوى على شراء المياه باستمرار، وليس لديّ عمل، فقد كنت أعتمد على صيد الأسماك أما الآن فلا أستطيع لأن (الجلبة) التابعة لي تعطلت ومعدات الصيد أتلفت ولم أستطع شراء غيرها، ولدي أسرة كبيرة، فعندي 13 ولدا 8 ذكور و 5 إناث، وليس لدي أي عمل مع الدولة”.
وأضاف: “على الدولة أن تجعلنا من ضمن اهتماماتها، وأن تعمل على إدخال مشروع الماء إلى المنطقة، وأن تصلح الطريق الذي عزلنا عن جميع المناطق”.
علي محمد مهدي (50 عاما)، من أعيان المنطقة تحدث لـ«الأيام» عن معاناتهم بسبب انعدام المياه بالقول: “أهم متطلبات المنطقة الطريق والماء الذي أصبح كابوسا يؤرقنا ويقض مضاجعنا”.
وأضاف: “نناشد المسؤولين وعلى رأسهم محافظ عدن أن ينظروا إلينا بعين الرحمة، فنحن نتبع محافظة عدن، ولسنا من عالم آخر”.
صالح يوسف بليبل قال بصوت يملؤه الألم: “على المسؤولين والجهات المختصة في المحافظة أن يتقوا الله فينا فنحن بشر، فالمنطقة تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة، فليس لدينا ماء وجلّ ما نتحصل عليه من البحر ننفقه لشراء الماء، فالبوزة سعة 2000 لتر تباع بألفي ريال، ونستخدمه لمدة يومين في أقصى حد”.
وأضاف: “يا أخي.. المسؤولون همهم أنفسهم وأهلهم فقط.. ونقول لهم اتقوا الله في أنفسكم فنحن مواطنون يمنيون، وضمن خارطة الجمهورية، ولكن كأننا من كوكب آخر فلا يزورنا مسؤول ليتلمس همومنا”.
**مدرسة تفتقر إلى المعلمين**
مدير المدرسة الأستاذ محمد أحمد محمد الطيري تحدث إلى «الأيام» بالقول: “لا يوجد في المدرسة سوى مدرسين اثنين موظفين مع الحكومة والبقية والذين هم اثنان فقط متعاقدان بمبلغ زهيد، فنطالب بزيادة أجور المعلمين”.
وأضاف: “المدرسة تعاني من نقص الكادر التعليمي والأثاث، والكتاب المدرسي.. والمسؤولون في التربية لا يزورون المدرسة، فلا يأتي إلينا موجهون ولا تعمل لنا دورات تدريبية في مجال التدريس وتطوير العملية التعليمية.. والزيارة الوحيدة من قبل المسؤولين كانت قبل عام من قبل الأستاذ سالم المغلس مدير عام التربية بعدن يرافقه مدير التربية بمديرية البريقة الأستاذ طه نعمان وكذا مدير الشؤون المالية بالمحافظة، فنطالب من الجهات المسؤولة أن يوفروا لنا أثاثا جديدة للمدرسة وبناء صفوف إضافية”.
**مركز صحي غير مؤهل**
تعاني منطقة قعوة من عدم وجود مركز مؤهل، فهناك مركز صحي شبه مهجور، فلا توجد فيه المستلزمات الضرورية، فكل ما فيه الاسعافات الاولية وبعض الأدوية، ويفتقر المركز إلى المؤهل الطبي، حيث يقول الأهالي إذا مرض الواحد منهم واضطروا إلى الذهاب به إلى مدن محافظة عدن البعيدة فهذا يعتبر بالنسبة إليهم مصيبة لأن الطريق غير المعبدة تزيد من مرض المريض، وربما يموت قبل الوصول إلى المستشفى نظرا لوعورة الطريق وبُعد المنطقة من المدن.
وأوضحوا أن قبل فترة ليست بالطويلة تعسرت ولادة امرأة في المنطقة فأسعفوها إلى المدينة لكن نتيجة بعد المسافة ووعورة الطريق توفيت المرأة منتصف الطريق.
كما أفادوا أن إسعاف المريض إلى المدينة يكلفهم الكثير من المال، لأنهم سيضطرون إلى أخذ سيارة بمبلغ باهظ جدا.. مطالبين الحكومة ممثلة بالأستاذ خالد بحاح رئيس الوزراء ومحافظ عدن الجديد الدكتور بن حبتور أن يوفروا مركزا صحيا متكاملا ورفده بكادر صحي.. وقالوا “يكفينا هموم ومعاناة وإلى متى سنظل هكذا والدولة لا تحرك ساكنا لعمل حل مناسب لسلسلة معاناتنا، فنحن محرومون من شربة ماء تطفئ عطشنا، ومحرومون من الطريق الذي جعلنا في معزل عن الحياة وعن الخدمات.
**الأحياء البحرية مهددة**
تعد منطقة (قعوة) من أغنى المناطق الساحلية وفرة للأسماك والأحياء البحرية المختلفة، حيث يوجد بها أنواع كثيرة ووفيرة من الأسماك والحبار وغيرها، حتى أن بعض المناطق الساحلية المجاورة يقصدون منطقة قعوة للاصطياد فيها لوفرة الأسماك فيها وتنوعها، فيأتون إليها من منطقة عمران وخور العميرة ورأس العارة.. لكن أهالي منطقة قعوة أفادوا أنهم يبيعون الأسماك والأحياء البحرية الأخرى لتجار الأسماك بأثمان بخسة، لأن بُعد منطقتهم ووعورة الطريق المؤدية إلى منطقتهم جعلت الكثير من أولئك التجار ينفرون من المنطقة ويقصدون مناطق ساحلية أخرى.
وقالوا إن هناك بعض المشترين للأسماك يأتون للمنطقة ويبيعون لهم ما يستخرجونه بأسعار رخيصة، لأنهم مضطرون إلى ذلك، ويقولون إذا لم نفعل ذلك سوف تتلف الأسماك.. فالطريق الوعرة هي سبب كل ذلك، فلو وجدت طريق إسفلتية لكان في منطقتنا سوق كبيرة للأسماك، وسيقصدنا الكثير من المشترين.
الحاج ناصر سالم سعيد (61 عاما) تحدث لـ “الأيام” عن أهم معاناة وهموم الصيادين في المنطقة بالقول: “الصيادون في قعوة يعانون من ارتفاع سعر المحروقات، (البترول والديزل).. كما أن من أهم المشاكل التي يواجهها الصياد البسيط والعادي هو أن هناك بعض السفن التابعة لبعض الشركات أو بعض التجار تمارس عملية الأصطياد بطريقة عشوائية ومخالفة للنظم والقوانين، فتقوم بعملية جرف عشوائي للأسماك والأحياء البحرية، وهذا خطير ويهدد الثروة السمكية، لأن الجرف العشوائي يؤدي إلى تلف مراعي الأسماك وتلف بيوضها، وبالتالي القضاء على الثروة السمكية التي تعد من أهم ثروات البلاد”.
وأضاف الحاج ناصر: “على الدولة ان تحاسب تلك الجهات وأولئك الصيادين الذين يقضون على الثروة السمكية، باستخدامهم طرق اصطياد مخالفة”.
**الكهرباء غير موجود**
خدمة الكهرباء مفقودة في منطقة قعوة، فمعظم السكان يعتمدون على توليد التيار الكهربائي عبر الطاقة الشمسية، فتجد في معظم المنازل صحونا لخزن الطاقة الشمسية وتحويلها إلى تيار كهربائي، وقالوا إنهم يستخدمون ذلك للإضاء فقط فلا تكفي الطاقة لاستخدامها لتشغيل الثلاجات والتلفزيونات وغيرها من الأجهزة المنزلية المختلفة.
**رسالة إلى المسؤولين**
عندما وطئت قدماي منطقة قعوة التف الناس حولي ويقولون لي نريد ماءً نريد طريقا إسفلتية، لأننا بدونه أصبحنا في معزل عن العالم الخارجي وكأننا في غربة.. ومنهم من يقول يا ولدي أتجمل معنا نحن متنا من العطش نريد مشروع ماء، وفقلت لهم إنما أنا صحفي لأوصل صوتكم للجهات المعنية ليس إلا، وليس بيدي أي شيء.. فيا من ولاكم الله على أولئك الناس اتقوا الله في أنفسكم، أهالي منطقة قعوة لا يجدون شربة ماء هنيئة، ويفتقرون إلى طريق تربطهم بمن حولهم.. أليس من العيب أن تكون هذه المنطقة تابعة لمحافظة عدن بهذا الإهمال.. وإلى متى ستظل قعوة وكثير من مناطق اليمن في طي النسيان ومعزولة عن العالم الخارجي؟!!.
" الايـام"