الصحف العربية ما بين الوضع في السعودية واليمن وذكرى الثورة المصرية

متابعات

لا يزال الوضع في السعودية بعد وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز يشغل الصحف العربية في 25 يناير/كانون الثاني، فيما اهتمت الصحف اليمنية بالشأن اليمني والمصري بحلول الذكرى الرابعة لثورة يناير.

"لا تغيير"

طمأنت "الوطن" السعودية قراءها في افتتاحيتها بان الملك الجديد سلمان بن عبد العزيز سيواصل سياسة الملك الراحل "بلا تغيير" وبأنه سيكون على "مستوى طموحات العالمين العربي والإسلامي اللذين يضعان آمالهما في المملكة من أجل مستقبل خال من الأزمات".

ونقلت عن الملك سلمان قوله "إن أمتنا... هي أحوج ما تكون اليوم إلى وحدتها وتضامنها" في ظل الأزمات المنتشرة في كل مكان.

وهو ما عادت "الوفد" المصرية وأشارت إليه بالقول "ليس صحيحا أن تحولات كبيرة ستطرأ على السياسية الخارجية للمملكة العربية السعودية بعد رحيل الملك عبد الله، مع الاحتفاظ بحق القيادة الجديدة ممثلة في الملك سلمان في التعاطي مع القضايا الحية على المستويين الإقليم والدولي".

واعربت الصحيفة عن ضرورة وجود "مبادئ راسخة" و"مصالح مشتركة" في العلاقات العربية العربية وليست شخصية "وصولا إلى وحدة المصير العربي ومن ثم وحدة الأمن القومي".

وبالنبرة نفسها، قال فايز الفايز في "الرأي" الأردنية، إن "القرارات السريعة للملك سلمان كشفت وجهة الدولة السعودية القادمة وهذا ما جعل جوا من الطمأنينة يسود الشارع السعودي والعربي".

وأضاف "الأردن يرى في خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قائدا حكيما محترفا يعتمد عليه كما كان الراحل الكبير."

السعودية وسوريا وإيران

أما "تشرين" السورية، فقد انتقدت سياسة المملكة بشدة وتساءلت في كلمتها الافتتاحية عما إذا كانت مواصلة النهج في السياسة الخارجية سيعني استمرار تدريب المعارضة السورية المسلحة التي "تسمى بهتانا وزورا بالمعارضة المعتدلة".

وفي نهج مخالف، أبرزت "الوفاق" الإيرانية الداعمة للرئيس السوري بشار الأسد نبأ تهنئة الرئيس الإيراني روحاني العاهل السعودي الجديد.

ونقلت عن الرئيس الإيراني تمنياته "بأن تشهد العلاقات الثنائية المزيد من التطور في المجالات كافة".

"إنقلاب"

ورأى فؤاد إبراهمي في "الأخبار" اللبنانية في الملك سلمان تعزيزا لنفوذ الجناح السديري في الحكم و"انقلابا" على الملك الراحل حيث ان ابن عبد الله متعب "على رأس جناح يظلله ولي العهد الجديد مقرن الذي يبدو ضعيفا بلا سند لا داخلي ولاخارجي".

وينسب الجناح السديري إلى ابناء الملك الراحل عبد العزيز من حصة السديري وهم سبعة من بينهم سلمان.

والتقطت "الشروق" التونسية الخيط، زاعمة أن الأمير الوليد بن طلال بايع الملك سلمان وولي عهده الأول الأمير مقرن فيما اكتفى "بتهنئة الأمير محمد بن نايف" دون مبايعته في تغريدة على تويتر في إشارة على أنه "غير راض على تعيين ابن عمه في منصب ولي العهد" الثاني.

"سيرك دولي" في اليمن

ووصف عبد العزيز المجيدي في "الأيام" اليمنية الرسمية ما يحدث في اليمن بأنه "سيرك دولي" بعد تقديم أعضاء الحكومة والرئيس اليمني استقالاتهم واستيلاء الحوثيين الشيعة المدعومين من إيران على القصر الجمهوري في صنعاء وإعلان سبأ انفصالها عن شمال اليمن.

واتهم الولايات المتحدة بــ"تأمين وضع مميز للرئيس السابق على عبد الله صالح" الذي يتردد دعمه للحوثيين.

وقال إن "البيت الأبيض منهمك في تشجيع استنساخ التجربة العراقية بحذافيرها وإدخال البلاد حقبة الحروب الطائفية وعليكم تصور تبعاتها".

وردد نجيب محمد يابلي الاتهامات نفسها في الصيحفة ذاتها، قائلا إن "اجهزة استخبارية خارجية" تعمل على "مخطط كبير يهدف إلى تغييرات جيوسياسية كبيرة".

وقلل علي ناجي الرعوي في "أخبار اليوم" اليمنية المناهضة للحوثيين من اهمية استقالة الرئيس، قائلا "اليمن فوق الجميع بمن فيهم الرئيس وأن على الذين يفكرون الآن باستقالة الرئيس أن يفكروا في حماية اليمن أولا لأن من السهل تعويض الحكام لكن من الصعب تعويض الأوطان... أبناؤنا لن يجدوا وطنا ينتمون إليه ولن يجدوا من يرحب بهم في اسطنبول أو طهران أو دبي أو الدوحة أو باريس أو جنيف أو يمنا يرى النور."

وطالب نبيل عبد الله العوذلي في "عدن الغد" الموالية للحراك الجنوبي ابناء الجنوب بالتعقل وعدم إعلان الإنفصال حتى لا يتحول الصراع مع الحوثيين إلى صراع شمالي جنوبي.

وقال "فالحكمة الحكمة يا ابناء الجنوب وسيأتي الوقت الذي ستحتاج فيه الجبهات لكم لان لا مناص من المواجهة."

"الثورة التائهة"

إلى ذلك، اهتمت الصحف المصرية، إلى جانب زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى الرياض لتقديم واجب العزاء في الملك الراحل، بالذكرى الرابعة لثورة 25 يناير 2011.

وعلى الرغم من إلغاء الاحتفالات إثر وفاة الملك عبد الله بن العزيز إلا أن كلمة للسيسي بهذه المناسبة تصدرت عناوين بعض الصحف إلى جانب الإجراءات الأمنية خشية اندلاع أعمال عنف وإبطال العديد من القنابل ومقتل ناشطة يسارية في مظاهرة محدودة بوسط القاهرة.

وقالت "الأهرام المسائي" في عنوانها الرئيسي: "الرئيس للشعب: نعمل من أجل عيش، حرية، عدالة إجتماعية."

واهتمت "الوطن" بمقتل الناشطة شيماء الصباغ وهي قيادية بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، قائلة "شيماء تنضم لطابور شهداء الثورة.

أما "الأخبار" فقد اتهمت جماعة الأخوان المسلمين بالضلوع في مقتل شيماء في عنوان على صفحتها الأولى على الرغم من اتهام الحزب الذي تنتمي له الشرطة في بيان: "الإرهابية (جماعة الأخوان) تحيي ذكرى الثورة باستهداف البسطاء ومصرع فتاة في طلعت حرب."

وعادت "الأهرام" وقالت في افتتاحيتها "إن الجماهير التي خرجت في يناير 2011 تطالب بحقها في معيشة أفضل، وعدالة اجتماعية ودولة ديمقراطية، لم تتحرك لحساب فصيل سياسي معين أو مجموعة محددة، لكنها خرجت بحثا عن حقها الطبيعي في حياة كريمة، لذلك تحاول الجماعة الإرهابية الانتقام من الشعب المصري بشتى الطرق والوسائل، سواء عبر نشر الإشاعات لإحداث حالة من البلبة أو نشر المتفجرات لتنفيذ مخطط الفوضى."

وقامت الصحف أيضا بتقييم الثورة بعد مرور أربعة أعوام، حيث قالت "الوطن" في عدد خاص لها بهذه المناسبة إن الثورة كانت بين "شباب حولوها إلى سبوبة" و"عسكري أجهض المرحلة الانتقالية" و"إخوان تآمروا عليها" و"إعلام المتحولين الذي خدع الشعب" و"سياسيين لهثوا وراء المصالح". فيما وصفتها "التحرير" بأنها "الثورة التائهة".

أما "المصريون" الموالية لتيار الإسلام السياسي، فقد اهتمت بملف "مفقودي" الثورة وضحاياها من الصحفيين، وقالت في عنوان لها: "في ذكرى الثورة: آلاف بالسجون ومبارك ورجاله أحرار."

 

عن بي بي سي