أعضاء بمخابرات الكونجرس الامريكى| التطورات الاخيرة فى اليمن شكلت ارباكاً حقيقياً لاستراتيجيات الولايات المتحدة

عدن الحدث| متابعات


اجبرت التحولات السياسية والامنية الحاصلة فى اليمن أجهزة الاستخبارات الامريكية على مراجعة عملياتها لمكافحة الارهاب فى اليمن والتعاون المضاد للقاعدة مع النظام الذى كان على رأسه عبد ربه منصور هادى المدعوم أمريكيا .

وتشير التقديرات الامنية الامريكية الى ان تصاعد نفوذ الحوثيين الشيعة فى اليمن قد يغرى عددا من القبائل اليمينة الى دعم القاعدة فى مواجهة الحوثيين فى المرحلة القادمة حفاظا على الوجود السنى فى اليمن. 

وبرغم ان الحوثيين يعادون القاعدة فى الاساس ويحاربون وجودهم فى اليمن – شأنهم شأن الامريكان - وهو ما يصور لبعض الباحثين ان الحوثيين والامريكيين فى خندق واحد لمواجهة القاعدة ، فإن واقع الحال يقول ان الحوثيين المدعومين من ايران يعادون الامريكان بقدر عدائهم للقاعدة وفى العام 2013 انزلت سفينة شحن ايرانية اسلحة و معدات قتالية متطورة لدعم الحوثيين فى اليمن . 

ولسنوات عديدة ظلت القاعدة – وليس الحوثيين - العدو الاول للامريكان فى اليمن ووفقا لتقديرات الاجهزة الامريكية تعد القاعدة تهديدا حالا للمصالح الامريكية اما الحوثيون فهم تهديد مؤجل.

وكانت كل التقديرات الامريكية الاستخباراتية تشير الى ان القاعدة فى اليمن تخطط فقط لاستهداف طائرات مدنية امريكية على غرار ما حدث فى العام 2009 عندما حاول شاب نيجيرى سبقت له الاقامة فى اليمن حيث جندته القاعدة فحاول نسف طائرة ركاب امريكية فى ديترويت.

كذلك حاولت القاعدة فى العام 2010 استهداف طائرة نقل مدنية امريكية من خلال ارسال طابعتى كمبيوتر مفخختين الى الولايات المتحدة على متنها وهى العملية التى تمت بالتعاون مع تنظيم خوراسان السورية الارهابية .

ويقول أعضاء لجنة الاستخبارات فى الكونجرس الامريكى ان المعادلة الامريكية قد اختلفت الان بعد تصعيد الحوثيين الاخير ليصبح الخطر المؤجل حالا و يثبح الخطر الحال مؤجلا بعض الشىء.

وكانت الادارة الامريكية تعتبر ان التعاون فى مكافحة الارهاب مع اليمن هى احدى قصص النجاح الحقيقية لمواجهة القاعدة و فى سبتمبر الماضى اكد الرئيس الامريكى باراك اوباما فى خطابه الذى اعلن فيه استراتيجية التصدى لداعش فى سوريا والعراق ان الجهد الامنى و المخابراتى الامريكى فى مواجهة الارهاب كان ناجحا لسنوات فى اليمن و الصومال.

ولم تكد تمضى 10 ايام على خطاب اوباما الا وقامت الميليشيات الحوثية التى تدعمها ايران باكتساح العاصمة اليمنية صنعاء والاستيلاء والسيطرة على مراكز السلطة والحكم فيها فيما يشبه الانقلاب.

واعتبر الادميرال متقاعد ادم سكيف عضو لجنة المخابرات فى الكونجرس الامريكى عن الحزب الديمقراطى ان التطورات الاخيرة فى اليمن قد شكلت ارباكا حقيقيا لاستراتيجيات الولايات المتحدة لمواجهة ارهاب القاعدة واعطت للقاعدة فرصة جديدة للبقاء على قيد الحياة وهو التنظيم الذى تعتبره الادارة الامريكية الاشد خطورة على مستوى العالم.

ويقول مسئولون أمنيون امريكيون انه برغم استفادة القاعدة من وقوع عمليات باريس الارهابية الاخيرة فى السابع من يناير 2015 فان الادارة الامريكية لا تمتلك الى الان اية ادلة تبرهن على صدقية مزاعم القاعدة بشأن تخطيط او تنفيذ هجمات باريس الاخيرة على مقر جريدة شارل ايبدو الساخرة و توابعها ، كل ما لدى الاستخبارات الامريكية فى هذا الصدد ان الاخوين منفذا العملية قد سافرا لوقت قصير الى اليمن فى العام 2011 

وعلى مدار الاعوام القليلة الماضية كانت الاستخبارات الامريكية "سى اى ايه" تدير عمليات مشتركة مع الجيش الامريكى لاستهداف العناصر الارهابية للقاعدة و المنظمات العاملة معها فى اليمن باستخدام الطائرات التى تعمل بدون طيار ، و تعمل فى اجواء اليمن 23 طائرة امريكية بدون طيار وفى ابريل من العام الماضى قادت قوات امريكية خاصة بانقاذ رهائن فى اليمن.

على مدار سنوات مضت تقوم قوات من النخبة الامريكية بتدريب وحدات مكافحة الارهاب فى الجيش اليمنى على تكتيكات محاربة القاعدة و المنظمات الارهابية