بيان هام الهيئة الشرعية الجنوبية حول الاحداث المتسارعة في صنعاء

عدن/عدن الحدث/خاص

سم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله (( القائل الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ))
والصلاة والسلام على خير الانام محمد صلى الله عليه وسلم القائل (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية)
اما بعد : -
نظرا للأحداث المتسارعة في عاصمة دولة الاحتلال صنعاء وما ترتب عليها من فراغ دستوري وفوضى عمَّت واعمت 
وعطلت العمل بالنظام والقانون وسادة شريعة الاستقواء بالسلاح بكل انواعه وهو ما ترتب عليه ضياع البلاد والعباد وازدياد حوادث القتل لأفراد وجماعات , وتفجيرات للأسواق والمؤسسات واستدعاء للفتن برفع رايات متعددة لا تمت للإسلام بصلة فتارة بدعوة القبيلة واخرى بالمذهبية المقيتة وهذا ينذر بمزيد من سفك الدماء وضياع للحقوق وتعطيل للأحكام وهدر للمال العام والتعدي على ضياع الحقوق العامة والخاصة ...
لما سبق كله وللأحداث الكثيرة التي دمرت دولة الجنوب المتمثلة ب جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية منذ ان شنت دولة الجمهورية العربية اليمنية حربها علينا في صيف عام 1994م وما ترتب عليه من تجاوزات ومخالفات لكل الشرائع السماوية والاعراف الدولية فقد كان لزاما علينا في الهيئة الشرعية الجنوبية للإفتاء ان نبين حكم الحاصل اليوم من وجهة نظر شرعية على ضوء ما استجدت من الاحداث الجارية في الشمال والجنوب وما هو الواجب علينا فعله حيال هذا الواقع الذي يفرض على كل ذي عقل وبصيرة ان يتحرك لوقف الفتنة ومنع مزيد من سفك الدماء على المستويين الاقليمي والدولي ونخص بالذات علماء الامة المسلمة وحكامها ...
ولذا نتوجه الى شعبنا في الجنوب العربي بكل فصائله ومكوناته على سرعة اتخاذ الاجراءات التالية : -
اولا : وجوب وجود الحاكم المسلم الذي يسير شؤننا في دولة الجنوب حتى لا ينفرط العقد وتزداد الامور سوء وذلك من خلال عودة الاخ الرئيس علي سالم البيض او من يتم التوافق عليه في الداخل.. لان الامة كافة لا تقدر على القيام بواجب الحكم والامامة (( الرئاسة )) قال الامام الماوردي في الأحكام السلطانية... عقد الإمامة لن يقوم بها في الأمة واجب بالإجماع. -ويقول ابن تيمية : (يجب أن يعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين، بل لا قيمة للدين إلا بها، فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالإجماع لحاجة بعضهم إلى بعض، ولا بد لهم عند الاجتماع من رأس حين قال النبي : إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا احدهم، وجاء في مسند أحمد أن النبي قال : لا يحل لثلاثة يكونون في فلاة من الأرض إلا أمروا عليهم أحدا، فأوجب الرسول تأمير الواحد في الاجتماع القليل العارض في السفر تنبيها بذلك على سائر أنواع الاجتماع...) ولذا نرى ان الدولة في الجنوب ضرورية لتطبيق شرع الله , ولا بد لهذه الدولة من رئيس يتولى إدارة دفتها وتسيير أمورها وتنفيذ الواجبات الموكلة إليها. ورئيس الدولة هو أحد أفراد المسلمين لا يتمتع شخصيا بأي امتياز الا انه مكلف بتسيير وتنفيذ سياساتها ...
ثانيا : ضرورة التزام منهج الشورى في الحكم واقامة العدل والمساواة وحفظ الحقوق والحريات ووجوب المحافظة على سيادة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية وحماية امنها واستقرارها ووحدة ارضها من باب المندب غربا الى المهرة شرقا وفقا وحدودها المتعارف عليها قبل عام 1990م ..
ثالثا : - تدعو الهيئة الشرعية الجنوبية علماء الامة الاسلامية الى تقديم النصح لإخواننا من علماء العربية اليمنية وتذكيرهم بالله وبحرمة سفك الدماء والتعدي على الشعب المسلم في دولتنا دولة جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية كما رابعا : - تدعو الهيئة الشرعية الجنوبية حكام الامتين العربية والاسلامية ومنظمة المؤتمر الاسلامي ورابطة العالم الاسلامي والجامعة العربية الى سرعة اعادة الاعتراف بدولتنا وردع فرقاء العمل السياسي من القوى المتصارعة في الشمال من نقل خلافاتهم الينا او زج الشعبين الشقيقين في الدولتين الجارتين في حرب لا تخدم الا اعداء امتنا في الداخل والخارج وحفظا لحق الجوار وتمهيدا لبناء علاقات اسلامية حميمة في المستقبل بين البلدين الجارين ...
خامسا : - تدعو الهيئة الشرعية كل القوى الجنوبية من مكونات وهيئات ونقابات ومنظمات الى وجوب جمع الكلمة ووحدة الصف والاصطفاف الشعبي لاستعادة وبناء الدولة ...
سادسا : - تدعو الهيئة الشرعية الجنوبية الى عقد لقاء عام لكل القوى والفصائل والمكونات والهيئات والشخصيات السياسية والدينية والاجتماعية والتجارية الخ ..الجنوبية في العاصمة عدن في تاريخ يتم الاتفاق عليه في اقرب فرصة 
ختاما تدعو الهيئة الشرعية الجنوبية للشهداء بالرحمة والمغفرة ولجرحانا بالشفاء ولأسرانا بالحرية ولشعبنا الجنوبي الحر بالنصر المبين ....
والحمد لله رب العالمين 
صادر عن الهيئة الشرعية الجنوبية 
العاصمة عدن 
13ربيع الثاني 1436هجرية
الموافق 2/2/2015م