(علاقة الأدب بالموسيقى والسمفونية الحضرمية) في فعالية لأدباء الجنوب بعدن

عدن الحدث - عدن : خاص
نظم  اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع العاصمة الجنوبية عدن فعالية ثقافية تحت عنوان: (علاقة الأدب بالموسيقى والسمفونية الحضرمية) بمقر الاتحاد الكائن في مديرية خور مكسر بالعاصمة عدن.
وبدأت الفعالية الشاعرة صابرين الحسني بشرح مقتضب عن علاقة الأدب بالموسيقى.
وقالت أن: "الموسيقى أيقاع منتظم في الألحان المعزوفة، وكذلك هي في الأدب، بَيْدَ أنها في الألحان المعزوفة أصوات صادرة عن آلات النفخ والدقّ والاحتكاك، كالناي والدفّ والبيانو والعود وغيرها".
وأضافت: "أما في الأدب فالأصوات صادرة عن نطق الفم الصوتي لحروف (الألفباء) المعروفة، علاوة على أن الموسيقى التي تعزفها الآلات هي موسيقى صافية، على عكس الموسيقى الأدبية التي لا تنفك عن الكلمات".
وتابعت: "الموسيقى تعبر عما لا تستطيع الكلمات التعبير عنه، لذلك نجد أن الموسيقى تُعد من أهم العناصر التي يعتمد عليها الأدب".
واستطردت: "ترتبط الموسيقى بالشعر أكثر من غيره من الكتابات الأدبية، نظرا لما يحققه هذا الجنس الأدبي من فنيات جمالية على مستوى القافية والخيال والتركيب مما يتناسب مع الصوت البشري للترنم والإنشاد، لذا كانت اغلب النصوص المغناة تزاوج بين الموسيقى وتتفاعل مع الكلمة والنغمة لتولد الأغنية".
وأكملت: "علاقة الشعر بالموسيقى هي علاقة وطيدة وحميمية، فالشعر والموسيقى يشكلان الأغنية، وفي هذا السياق يمكن للناقد الموسيقي التمييز بين ما هو موفق جميل في التعامل مع النص الشعري، وبين ما هو رديء وسطحي".
واستعرضت الحسني، في ختام حديثها، بعض النصوص الشعرية من موسيقى الإبداع الأدبي.
وفي مداخلة مقتضبة، تحدث رئيس الدائرة المالية لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع عدن الشاعر مازن توفيق عن الفنان الكبير الفقيد عبد الكريم توفيق.
وقال: "بما أن فعالية اليوم موسيقية فنية، ومع نبأ وفاة الفنان الكبير الفقيد عبد الكريم توفيق (بلبل لحج ومطربها الأول)، فبرحيل هذه الهامة الفنية الكبيرة تكون الساحة الفنية الجنوبية قد فقدت أحد عمالقة الأغنية اللحجية، وأحد رموزها وفرسانها الكبار".
وأضاف: "لا نستطيع الحديث عن الفنان الكبير الفقيد عبد الكريم توفيق بإيجاز، وعلى عجالة، فتاريخ هذا الفنان طويل، وتاريخ الأغنية اللحجية خير شاهد بصوته على مراحل تطور الأغنية اللحجية".
وترحم توفيق، في ختام مداخلاته، على الفنان الكبير الفقيد عبد الكريم توفيق.
السمفونية وأهميتها:
من جانبه، تحدث الأستاذ سهل بن إسحاق بإسهاب حول علاقة الأدب بالموسيقى.
وقال: "العلماء قالوا أن الموسيقى تمتلك السحر، والقوة في التعبير، وذلك كون الموسيقى عندما تنتهي كل أدوات التعبير في اللغة (الكلمة)، وفي الرسم (اللون)، وفي المسرحة (الحركة)، هنا يأتي دور الموسيقى للتعبير عما عجزت عنهُ بقية وسائل التعبير الأخرى".
وأضاف: "لعبة الموسيقى دور كبير في إيصال نص وحكاية من خلال الأذن.. فالموسيقى لها دور في إيصال مالم تستطع باقي الفنون والآداب إيصاله". 
وتحدث سهل عن السمفونية، وقال: "السمفونية بحد ذاتها معناها تأليف موسيقي، وهو  أنواع التأليف الموسيقي، وهي أنواع (التأليف الآلي الموسيقي، والتأليف الغنائي)".
وتابع: "السمفونية (تأليف موسيقي) بدأ في بدايته بحركة واحدة، ومع مرور الزمن تحول إلى ثلاث حركات وأربع حركات، وأحيانًا خمس حركات".
واستطرد: "أبو السمفونيات (جوزيِفْ هايدِن) لعب دورًا كبيرًا في إكمال القالب الموسيقي في السمفونية، وثبت فيها الأربع الحركات (سريع، بطيء، متوسطة، سريع جدًا)".
وتطرق سهل للسمفونية الحضرمية بإسهاب، وقال: "للأسف الشديد ما سمي بـ(السمفونية الحضرمية)، هو بعيد جدًا عن الواقع، فهي مبادرة لإظهار التراث الموسيقي الحضرمي في قالب (اوركسترالي) مطعم بعملية الهرمونيا والبلكونيا". 
وأضاف: "يجب ذكر الأسبقية في هذا المجال، الموسيقار أحمد صالح بن غودل(أطال الله في عمره)، كان لهُ دور كبير في ذلك عام 1980م".
واختتم( سهل) حديثه بالقول: "نتمنى من وزارة الثقافة أن تكرم هذه الشخصية الفنية الكبيرة (الموسيقار أحمد صالح بن غودل) لما قدمه من إبداع في هذا المجال".
بعدها، قامت فرقة فنية من معهد جميل غانم للفنون بعدن مكونة من (عازف الأورج الأستاذ جميل باشماخ، وعازف العود الأستاذ وهيب الجرادي، والفنان الشاب أحمد فتحي الملقب بـ"أحمد العدني"، وعازف السايكسفون الأستاذ فؤاد يوسف)، قاموا بعزف بعض المقطوعات الفنية الموسيقية، نالت إعجاب واستحسان  الحاضرين جميعهم.
وشهدت الفعالية الثقافية حضوراً واسعاً من قبل الأدباء والمثقفين الجنوبيين والمهتمين بالأدب والأغنية  الحضرمية، كان على رأسهم كلٌ من (رئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع عدن الأستاذ نجمي عبد الحمدي، والأستاذ الشاعر شوقي شفيق، ونائب رئيس اتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع عدن الدكتور يحيى شايف الشعيبي، ورئيس الدائرة المالية في الأمانة العامة لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب القاص محمد باسنبل، ورئيس دائرة الحقوق والحريات لاتحاد أدباء وكتاب الجنوب فرع عدن الدكتور عبد السلام عامر، وعدد من الأدباء والمثقفين الجنوبيين والمهتمين بالأدب والأغنية الحضرمية.