زايد بن حمدان.. تضحيات الإمارات التي تجسّدت في اتفاق الرياض
لم يكن حضور الشيخ زايد بن حمدان لمراسم التوقيع على اتفاق الرياض بين المجلس الانتقالي الجنوبي وحكومة الشرعية في العاصمة السعودية أمس الثلاثاء، بقدر ما كان رسالة إماراتية شديدة للأهمية للرد على الافتراءات التي وجّهتها الحكومة ضد أبو ظبي. "الشيخ زايد" هو نجل الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، وهو حفيد مؤسس الإمارات الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وقد شارك ضمن قوات التحالف العربي في حملة إعادة الأمل. والشيخ زايد من مواليد 4 أبريل 1990، وهو الابن الثالث من أبناء الشيخ حمدان آل زايد آل نهيان، وهو متخرج من كلية ساندهيرست العسكرية في المملكة المتحدة عام 2009، وقد أصيب في حادثة تحطم مروحية قتالية إماراتية في شبوة. "الشيخ زايد" جذب الأنظار خلال مراسم توقيع الاتفاق، وذلك ضمن الوفد الإماراتي على كرسي متحرك، في رسالة حملت الكثير من المعاني بشأن الدور الكبير الذي ساهمت به دولة الإمارات العربية المتحدة طوال السنوات الماضية، والتي قوبلت بحملات شيطانية من قِبل حكومة الشرعية، وحزب الإصلاح الإخواني الإرهابي النافذ بها. وقد عقَّب الكاتب الصحفي ياسر اليافعي على هذا الأمر قائلًا إنَّ الإمارات العربية المتحدة وجَّهت رسالةً قويةً لحكومة الشرعية أثناء توقيع اتفاق الرياض بحضور الشيخ زايد بن حمدان لمراسم التوقيع. وغرَّد عبر حسابه على "تويتر" قائلًا: "رسالة الإمارات كانت قوية للشرعية أثناء توقيع اتفاق الرياض بحضور صاحب السمو الشيخ زايد بن حمدان بن زايد آل نهيان الذي أصيب أثناء مشاركته ضمن القوات الإماراتية العاملة في اليمن". وأضاف: "لم تكتفِ الإمارات بحضور الرجل القوي محمد بن زايد بل أكدت حضورها بتضحياتها الجسيمة على أرض اليمن". التضحيات الإماراتية الغالية على مدار السنوات الماضية، على الأصعدة السياسية والعسكرية والإغاثية قوبلت بهجمات شيطانية من قِبل "إخوان الشرعية". وقد أسهمت دولة الإمارات عسكريًّا في تحرير أجزاء واسعة من اليمن وتطهيرها من مليشيا الحوثي، من خلال دعم المقاتلين وتجهيزهم وإسنادهم برًا وبحرًا وجوًا. وسجلت الجبهات التي أشرفت عليها دولة الإمارات، انتصارات متسارعة وعلى أكثر من صعيد، إذ كانت البداية من العاصمة عدن في منتصف مايو 2015 عندما بدأت طلائع القوات الإماراتية تصل المدينة وتقاتل إلى جوار المقاومة الجنوبية لتحرير العاصمة عدن ثم تحرير لحج وأبين وصولًا إلى الساحل الغربي والحديدة. وخلال معارك دحر المليشيات الحوثية، قدّمت الإمارات تضحيات جسمية واستشهد عددٌ من جنودها البواسل في هذه المعارك، ولم يقتصر الأمر على تحرير المحافظات من مليشيا الحوثي، بل كانت المهمة الأصعب هي تأمين المحافظات المحررة وتطهيرها من الجماعات الإرهابية. في هذا الجانب، لعبت الامارات دورًا محوريًّا بدعم قوات خاصة لتأمين محافظات الجنوب وتطهيرها من عناصر القاعدة وداعش. وشهدت محافظات الجنوب تراجعًا كبيرًا لتواجد الجماعات الإرهابية فيها، إذ تمّ طرد تنظيم القاعدة من مدينة المكلا عاصمة محافظة حضرموت، بالإضافة إلى مطاردة فلول التنظيم في شبوة ولحج وأبين والعاصمة عدن، وهو ما ساهم في تراجع رقعة سيطرة الجماعات الإرهابية وانعكس بشكل إيجابي على الأمن في المحافظات المحررة بتراجع العمليات الإرهابية بنسبة تصل إلى أكثر من 90%. لم يقتصر دور الإمارات على العمليات العسكرية، بل كانت بنفس الوقت ومنذ بداية عاصفة الحزم تقوم بدور إنساني كبير لإنقاذ المدنيين والتخفيف من معاناتهم وعلى مسارات مختلفة، حيث ساهمت ومن خلال أذرعها الإنسانية المتمثلة في هيئة الهلال الأحمر، ومؤسسة خليفة بن زايد في إغاثة المواطنين، وتطبيع الحياة في المحافظات المحررة منذ الساعات الأولى لتحريرها. واتبعت دولة الإمارات استراتيجية واضحة في العمل الإغاثي والإنساني تمثلت في تكثيف نشاطها وجهودها منذ اللحظات الأولى لتحرير المحافظات ودحر عناصر المليشيا الحوثية منها. هذه الاستراتيجية التي بدأتها الإمارات في العاصمة عدن امتدت اليوم لتصل إلى الحديدة، حيث كثّفت هيئة الهلال الأحمر ومؤسسة الشيخ خليفة بن زايد جهودهما ليس فقط لإغاثة أبناء المحافظات المحررة، بل لتطبيع الحياة في هذه المحافظات من خلال دعم القطاعات الخدمية الأساسية كالكهرباء والماء وقطاعي الصحة والتعليم. وساهمت هذه الجهود في استقرار المناطق المحررة وعودة الحياة فيها إلى طبيعتها، رغم محاولات بعض القوى السياسية الانتهازية تعطيل تلك الجهود أو التقليل منها. كل هذه الجهود الإماراتية المقدرة، لم ترق إلى "إخوان الشرعية" الذين عملوا ليل نهار على تشويه دور أبو ظبي، ووجّهوا إليها الكثير من الافتراءات والأكاذيب، في محاولة لتفكيك التحالف العربي؛ تنفيذًا لمؤامرة قطرية وتركية. المشهد العربي