احتفائية بالمكلا بالذكرى الـ 6 للهبة الحضرمية وبدء ندوة بحثية لتوثيق أحداثها
أقيم اليوم بمدينة المكلا احتفائية بالذكرى الـ 6 لاستشهاد الشيخ سعد بن حبريش وانطلاق الهبة الشعبية الحضرمية تزامنًا مع إقامة ندوة بحثية للبدء بتوثيق أحداث الهبة , وذلك بحضور محافظ محافظة حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء فرج سالمين البحسني ووكيل أول حضرموت رئيس حلف ومؤتمر حضرموت الجامع الشيخ عمرو بن حبريش العليي ووكيل المحافظة لشؤون مديريات الوادي والصحراء الاستاذ عصام حبريش الكثيري ووكيل المحافظة المساعد للشؤون الصحراء الشيخ محمد بن جربوع الصيعري ووكيل المحافظة المساعد لشؤون الشباب فهمي باضاوي وعدد من القيادات العسكرية والأمنية والأكاديمية والشخصيات السياسية والاجتماعية . وفي الاحتفائية نقل محافظ حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية تحيات وتمنيات الرئيس عبدربه منصور هادي لهذه الندوة التوثيقية التوفيق والنجاح , مؤكدًا بأن احياء مثل هذه الذكرى يمثل وقفة مهمة لحضرموت من أجل الانطلاق نحو تحقيق المزيد من النجاحات, ونتذكر شهدائنا الأبطال , واستلهام أعمالهم البطولية للتزود بهمم جديدة للمضي إلى الأمام وللدفاع عن حضرموت والوقوف على حقوقها في أي منعطف كان. وقال أن حضرموت عرفت وعلى مدى العصور السابقة بمقاومتها للاستعمار والطامعين والغزاة ولكافة أنواع العنف والظلم , منوهًا إلى أنها بين فترة وأخرى تقدم ملحمة جديدةة مثل هبة حضرموت التي نحتفي بذكراها السادسة بوصفها أبرز الملاحم الأخيرة التي شهدتها حضرموت. وأوضح اللواء البحسني بأن ذكرى الهبة هذا العام تأتي في ظروف ومتغيرات جديدة, وفي ظل امتلاك حضرموت قوة عسكرية وامنية على قدر عالي من الروح الوطنية والتدريب والشجاعة وقدمت مئات الشهداء واثبتت أنه بالإمكان الاعتماد عليها في محاربة الارهاب وقد هزمته على الأرض مشيرًا إلى أن هذه القوة بحاجة إلى احتضان ومساندة مجتمعية وخاصة من مؤتمر حضرموت الجامع وحلف قبائل حضرموت كضامنة لثباتها والحفاظ على معنويتها وقدرتها في الدفاع عن حضرموت وتحصينها . ولفت البحسني إلى أن السلطة المحلية ستولي خلال الفترة القادمة التشابك والتعاضد جل اهتمامها , والدفع بمزيد من التنسيق والتشاور , وتعزيز التلاحم بما يخدم حضرموت وأهلها . كما القى وكيل أول حضرموت رئيس حلف ومؤتمر حضرموت كلمة حيّا فيها الذكرى الـ 6 لاستشهاد سعد بن حبريش العليي رئيس حلف قبائل حضرموت و انطلاق الهبة الشعبية الحضرمية واصفًا اياها بأنها مناسبة "غالية على قلب كل حضرمي مخلص يعتز بحضرميته و يفتخر بالانتماء الى ترابها الطيب المبارك". وقال : "لا يخفى على الجميع كثر المظالم والانتهاكات والقتل الذي مورس في كافة ارجاء حضرموت والتي اكتوى بنارها السواد الاعظم من ابناء المحافظة وراح ضحيتها المئات من كبار شخصياتها وقادتها العسكرية والمدنية و القبلية , وكذا ممارسات سلب الحقوق وحرمان هذه الارض واهلها من ادنى الخدمات", مشيرًا إلى أنه لمواجهة كل هذه المظالم جاء تأسيس حلف قبائل حضرموت في الرابع من يوليو 2013م لكسر حاجز الخوف وانتزاع حقوق حضرموت لأبناء هذه المحافظة التي سلبت وصودرت الى اصحاب النفوذ من السلطة في النظام السابق بقوة الحديد و النار. لافتًا إلى أن نقطة الارتكاز وذروة هيمنة قوى الغطرسة تتمحورت بقوة في مواقع الشركات النفطية ومحيطها من الهضبة التي جعلوها ملك مستحق من املاكهم و حولوها إلى منطقة محرمة على ابناءها و مستباحة لهم. وأضاف : "حينها ثار الاسد من عرينه شاخص ابصاره نحو هذا الحق و هدم هذه القوة التي في حال انهيارها فباقي ثكناتهم ستنهار جميعها , فجمع الشهيد البطل سعد بن حبريش من حوله اشباله في وادي العزة و الكرامة (وادي نحب في غيل بن يمين) مما جعل الموقف لا يروق للمغتصبين, فمدوا محاولاتهم للشيخ سعد عليه رحمة الله مرة بالترغيب وأخرى بالترهيب وكلها باءت بالفشل , وأخذ ابناء المنطقة بالتواجد والتزايد من حول الشيخ سعد ويرتفع الشحن إلى قمته .. وبين الحين والاخر تحصل احتكاكات مع افراد الجيش الذين يعيشون في حالة رعب مطبق , وبدأ اهالي المنطقة في الانتشار كل في ارضه والمحيط من حوله وصولًا إلى موقعة بوابة بترو مسيلة في الـ 14 يونيو 2013 التي تعد أهم نقطة في تحول تاريخ حضرموت الحديث , حيث بدأت القبائل تتجمع بداية من قبائل المنطقة الحموم ثم القبائل المجاورة وصولًا إلى الاجتماع الكبير لقبائل حضرموت في وادي نحب يوم تأسيس حلف قبائل حضرموت الذي كان من أهم مطالبه تسليم حماية و امن وادارة حضرموت لأهلها. ونوه الشيخ بن حبريش إلى أن الاحداث تطورت من نصر إلى نصر وصولًا إلى فتح معسكرات تدريب بدعم ومساندة من التحالف العربي على الارض التي يسيطر عليها الحلف حيث كانت النواه الحقيقية لتأسيس النخبة الحضرمية ثم النصر الكبير تحرير المكلا و ساحل حضرموت من عناصر القاعدة الارهابية مؤكدًا بأن هذه الانتصارات رواسي لا يمكن تجاوزها او نكرانها وأن وجودها نابع من مشوار معاناة رافقته الكثير من العقبات و قدمت خلاله قوافل من الشهداء و صاحبته كثير من المحن و الصعوبات وتحمل المشاق في كل المجالات , والفضل لله ثم لرجال قبائلنا في حضرموت بمختلف مسمياتهم رجال الصمود والخيرين من ابطال حضرموت في كل الارياف و القرى و المدن . وجدد الشيخ بن حبريش التأكيد بأن حضرموت ستظل ابية شامخة ضد كل متغطرس , ونثق في انفسنا وابناء شعبنا الخيرين بان النصر الكبير لحضرموت قادم لا محالة . وأعلن عن افتتاح ندوة توثيقية قيادتها باحثون ومتخصصون ستكون مفتوحة ومستمرة حتى الوصول إلى مخرج دقيق مبني على حقائق علمية صادقة , حاثًا على تحري الدقة والمصداقية والوضوح في استسقاء المعلومات من كافة مصادرها وعدم اغفال الحقوق لها موضحًا بأن هبة حضرموت كانت كبيرة وواسعة بوسع مساحتها شارك فيها كل ابناء حضرموت كل من موقعه وبحسب استطاعته في مختلف المجالات داعيًا الجميع إلى الأدلاء بما لديه أمام لجنة التوثيق التي سيكون صدرها رحب بالقبول والعزيمة . وأشار الشيخ بن حبريش إلى ان استشهاد رئيس الحلف و انطلاق الهبة الشعبية يعد يومًا تاريخيًا ف فها نحن اليوم ندشن احتفالات الذكرى السادسة في المكلا فأن الحشد الجماهيري سيكون في مدينة سيئون الأبية موجهًا الدعوة لكافة ابناء حضرموت الحضور والمشاركة و التوافد الى سيئون . ورفع الشيخ بن حبريش آيات الشكر و العرفان إلى فخامة رئيس الجمهورية المشير عبدربه منصور هادي على مواقفه وما يقدمه لحضرموت , كما شكر قيادة التحالف العربي المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة على مساندتهم ووقوفهم الى وتفهمهم مظلوميتنا ومواقفهم الاخوية الصادقة مؤكدًا الوقوف إلى جانب اللواء الركن فرج سالمين البحسني محافظ محافظة حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية داعمين وخير سند وعون له في تأدية مهامه . وترحم الشيخ عمرو بن حبريش في ختام كلمته ارواح شهداء حضرموت جميعًا وعلى روح الفقيد الراحل العلامة الشيخ المنصب / عبدالرحمن بن عبدالله باعباد واصفًا اياه بأنه الرجل الكبير بعقله و حكمته الشجاع بمواقفه الذي قدم لحضرموت الكثير والكثير حيث كان من اوائل الحاضرين و متقدمي الصفوف اثناء قيام الحلف و انطلاق الهبة الشعبية الحضرمية وهو الحريص رحمه الله على توحيد كلمة حضرموت في كل خطواته وجلساته . والقيت في الاحتفائية كلمة للشيخ معروف بن عبدالله باعباد أشاد ببدء الندوة البحثية وبتنظيم مثل هذه الأنشطة التي تعطي معطيات واقعية تلامس الواقع , مشيرًا إلى أن الهم واحد بين أفراد المجتمع ويدعونا إلى الاصطفاف صفًا واحد تجاه كل هجمة على هذه المحافظة , وأن نكون سدًا قويًا ثابتًا متجذرًا متصلبًا في الأرض متسلحًا بالإيمان والعقل والحكمة , مؤكدًا بأن الشيخ سعد رحمه الله حمل في قلبه همًا اتجاه مجتمعه , منطلقًا من قاعدتين اساسيتين هما التضحية والاخلاص. وقال : كنت أسمع من أخي الشيخ عبدالرحمن رحمه الله رحمة الأبرار حينما يذكر لي هذا الشيخ الفاضل سعد بن حبريش يذكره بأعظم الصفات وبأنبلها وأنه صاحب فكر ووعي ومغلبًا للمصلحة العامة ليس له مصلحة ذاتية ولم يظهر عليه آثار الثرى والدنيا , وكان له النظر الثقاب ان يعم الأمن والاستقرار ربوع هذا الوطن. ودعا الشيخ معروف باعباد الجميع إلى استلهام سير وتجارب افذاذنا والتعاون ولم الشمل. كان رئيس اللجنة التحضيرية لاحياء الذكرى الـ 6 للهبة الحضرمية الدكتور عبدالعزيز الصيغ قد القى كلمة أشار فيها إلى أن احياء هذه الذكرى إنما هو استحضار للمعاني العظيمة ، من قيم الحق ، والبذل ، و العطاء والخير، منوهًا الاحتفاء بها مقاسمة بين الوادي والساحل وأن يكون حظ الوادي الاحتفال الحاشد بما يتبعه من زخم شعبي والعاب وغيرها، وأن يكون حظ الساحل ندوة علمية توثيقية ومعرض للصور إضافة إلى اقامة دوري كروي بين الوادي والساحل وقد بدأ افتتاحه بملعب بارادم ، وسيكون اختتامه في الوادي بمباراة احتفالية تجمع بطل الوادي مع بطل الساحل. وأفاد د. الصيغ بأن الندوة العلمية تعد بداية لعمل توثيقي لأحداث الهبة الشعبية الحضرمية ، وسوف نستمر في استكمال المعلومات وجمع مساهمات المساهمين عن أحداثها وحين ننتهي من جمع المعلومــات سوف تخرج في كتاب يحمل عنوان (الهبة الشعبية الحضرمية) وسوف يتسع لاحتواء اقلام الباحثين ويخرج في صورة مرضية باذن الله. وتخلل الاحتفائية قصيدة الشاعر القدير ثابت السعدي قصيدة شعرية بعنوان (القاسم المشترك) اضافة إلى لوحة فنية استعراضية من كلمات الشاعر الأديب الدكتور عبدالعزيز الصيغ . ثم بدأت فعاليات الندوة البحثية لتوثيق الهبة التي ترأس ادارتها الدكتور عبدالقادر باعيسى. وتضمنت الندوة ثلاثة محاور احتوى الأول حول (الهبة وتداعياتها) ، ثلاث أوراق للأستاذ ناصر سالم الغرابي (دوافع الهبة) , د. عبده بن بدر (التأسيس التاريخي للهبة الحضرمية) , والأستاذ حسن سالم الغرابي (دور حلف قبائل حضرموت في الهبة الشعبية) , أما في المحور الثاني فقد تحدث العميد محمد عوض العليي عن الهبة الشعبية، فيما تناول في الورقة الثانية أ. جمال قرنح "اعصار وادي نحب" , وتطرق القاضي حسن سالم العليي في الورقة الثالثة عن "الشهيدين علي وسعد بن حبريش شخصيتان حضرميتان مؤثرة " وفي المحور الثالث والأخير تحدث الدكتور صلاح بن مدشل حول (الهبة وفلسفتها) , فيما سلط الدكتور عبدالباسط الغرابي الأضواء عن "التأثير الثقافي للهبة الشعبية".. وأثرت أوراق الندوة بمداخلات وملاحظات ونقاشات عدة.