كورونا يزيد معاناة اليمنيين مع تسجيل أول إصابة

عدن الحدث

سجّل اليمن الجمعة، أول إصابة بفايروس كورونا في محافظة حضرموت شرقي البلاد، الخاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دولياً، بحسب ما أعلنته اللجنة الوطنية العليا لمواجهة وباء كوفيد-19 (حكومية) عبر حسابها على تويتر. وأوضحت اللجنة أن "الحالة مستقرة وتتلقى الرعاية الصحية، فيما قامت الفرق الطبية والأجهزة المعنية باتخاذ الإجراءات اللازمة"، دون مزيد من التفاصيل. وحضرموت، هي كبرى محافظات اليمن مساحة، إذ تمثل ثلث مساحة البلاد، وتغطي نصف مساحة الحدود مع السعودية، وتتبع الحكومة اليمنية. وجاء الإعلان عن الإصابة بعد أن دخل وقف لإطلاق نار على مستوى البلاد حيز التنفيذ الخميس على خلفية تفشي الفايروس. وكان التحالف العسكري بقيادة السعودية في اليمن أعلن مساء الأربعاء عن وقف لإطلاق النار من جانب واحد في اليمن، في خطوة قالت السعودية إنّها تسمح بتركيز الجهود على الاستعداد لمواجهة كوفيد-19 لكن الحوثيين لم يعلنوا موقفهم بعد. من جانبه، قال المكتب الإعلامي لمحافظ حضرموت فرج البحسني، إن الأخير أصدر تعميما عاجلا إلى قادة الأجهزة العسكرية والأمنية وكاتب الصحة ومدراء عموم المديريات تضمن الإجراءات الواجب اتخاذها نتيجة اكتشاف الحالة. وأقر التعميم فرض حظر التجوال في المديريات الشرقية لمحافظة حضرموت يبدأ من الثامنة صباح الجمعة وحتى السادسة من صباح السبت. وتضمن التعميم استمرار إغلاق الأسواق العامة والمساجد ومنع التجمعات كإجراء احترازي، وحظر التجوال في جميع مديريات حضرموت. كما شمل التعميم تنفيذ حملة رش وتعقيم الأماكن العامة والشوارع والأسواق العامة وإغلاق ميناء الشحر واتخاذ كل إجراءات السلامة والتعقيم للميناء وأرصفته لمدة أسبوع كامل قابل للتمديد. وأقر التعميم أيضا إخضاع كل العاملين في ميناء الشحر للحجر المنزلي وعدم المخالطة لمدة أسبوعين. من جهتها، تقول لجنة الإنقاذ الدولية إن نصف المستشفيات اليمنية فحسب تعمل بشكل كامل ولا يحصل 18 مليون شخص على رعاية صحية كافية أو مياه. وقال علي الوليدي المتحدث باسم اللجنة الوطنية للطوارئ التابعة للحكومة في تصريحات سابقة هذا الأسبوع إنه تم إنشاء مراكز حجر صحي في محافظات حضرموت والمهرة وعدن في جنوب اليمن وصرح بأن اللجنة تطلب أجهزة تنفس صناعي وأسطوانات أكسجين وأسرة مستشفيات من منظمة الصحة العالمية بالتنسيق مع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية ليجري توزيعها على المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة المدعومة من السعودية والمناطق التي تسيطر عليها حركة الحوثي. وتحدث سكان محليون بمدينة الشحر، بأن دوريات للأمن انتشرت في المدينة فجر الجمعة، وفرضت حظر التجوال ودعت المواطنين عبر مكبرات الصوت إلى البقاء في المنازل. وقالت ليزا جراندي منسقة الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة في اليمن لرويترز الخميس إنه إذا انتشر الفايروس فسوف تكون النتيجة "كارثية" نظرا لأن الحالة الصحية لما لا يقل عن نصف السكان "متدهورة للغاية" ولا يملك البلد إمدادات أو قدرات أو منشآت كافية للتعامل مع الوضع. وتقدم منظمة الصحة العالمية المساعدة لوزارة الصحة العامة والسكان باليمن بما يمكنها من فحص آلاف المرضى. وقال ألطف موساني ممثل المنظمة في اليمن "نتابع الحالة ومن خالطوها لتقييم مستوى التعرض للخطر". ومنحت المنظمة اليمن 500 جهاز فحص، وجرى تخصيص نحو 37 منشأة صحية كوحدات عزل. ويأتي تسجيل أول حالة إصابة باليمن في ظل مخاوف من انتشاره في البلد الذي يعاني الوضع الصحي تدهورا حادا بسبب الحرب التي دخلت عامها السادس وأسفرت عن مقتل ما يربو على 100 ألف شخص ودفع الملايين إلى شفا المجاعة. وقال برنامج الأغذية العالمي الخميس إنه سيخفض إلى النصف المساعدة التي يقدمها للسكان في مناطق اليمن الخاضعة لسيطرة الحوثيين ابتداء من منتصف أبريل بعدما خفض المانحون التمويل بسبب مخاوف من أن الحوثيين يعرقلون إيصال المساعدات. ويطعم البرنامج التابع للأمم المتحدة ما يربو على 12 مليون يمني شهريا، 80 في المئة منهم في مناطق خاضعة لسيطرة الحوثيين. وقالت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، وهي مانح رئيسي، قبل أسبوعين إنها بدأت في خفض المساعدات للمناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين. وقال مسؤول أميركي كبير للصحفيين في مؤتمر عبر دائرة تلفزيونية مغلقة الخميس إن المسؤولية تقع على عاتق الحوثيين لضمان تدفق المساعدات الإنسانية. وذكر ديفيد شينكر مساعد وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى "سيكون أمرا مثمرا وخاصة في ظل ظهور مرض كوفيد-19 إذا بدأ الحوثيون الالتزام بأفضل المعايير الدولية فيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية". وأضاف "نحثهم، أولا، على الانضمام إلى وقف إطلاق النار، وثانيا، إلى وقف ممارساتهم المربكة في مجال (المساعدات) الإنسانية". وأصاب الفايروس، حتى صباح الجمعة، نحو مليون و606 آلاف شخص في العالم، توفي منهم أكثر من 95 ألفا، فيما تجاوز عدد المتعافين 356 ألفا.