أيمن أبو الغيث.. شاهد على لغم حوثي حوّل والده إلى أشلاء
نزح أيمن أمين أبو الغيث (11 عاماً) مع أسرته من مدينة الحديدة إلى عدن هرباً من قصف ميليشيا الحوثي الإيرانية. وبعد أن ساءت ظروفهم المعيشية وجد والده عملاً يتمثل في نقل خضراوات من عدن إلى مدينة الخوخة عبر الطريق الساحلي، استمر في العمل لفترة وجيزة، وفي أحد أيام أبريل 2018 كان أيمن عائداً مع والده من الخوخة إلى عدن على سيارة النقل التي استأجرها، في منتصف الطريق بين الخوخة والمخا أوقف الوالد السيارة ونزل لمراقبة العجلات، كان أيمن نائماً وقتها، استيقظ على صوت انفجار مرعب، ونزل من السيارة يبحث عن والده ليجده مقطع الأشلاء، حيث صادف أن داس على لغم حوثي كانت الميليشيا قد وضعته جوار الطريق العام. وقف أيمن هناك مرعوباً لا يعرف ماذا يفعل في منتصف الليل يتأمل جثة والده المشوهة تارة، ويطالع الطريق الخالي من المارة تارة أخرى، عله يجد من ينقذه من هول الموقف، حتى لمح ضوءاً لسيارة عسكرية تتبع المقاومة المشتركة قادمة من بعيد، نزل الجنود وحملوه مع جثة والده إلى المستشفى الميداني في المخا. كان أيمن قد أصيب بشظايا في يده لكن إصابته الأعظم كانت صدمته بمقتل والده بتلك الطريقة البشعة. ومنذ وقوع الحادث الأليم عاش أيمن ولا يزال أصعب الظروف النفسية، حيث لا يزال عاجزاً عن البكاء كلما تذكر ما حدث له ولوالده رغم سرده لتفاصيل دقيقة عن الانفجار والمشاهد المروعة التي عاينها لأول مرة في حياته، يتذكر كل شيء بألم وحزن دفين، ويتمنى أن تنهمر دموعه ليرتاح، لكنها تأبى أن تطيعه، فهول الصدمة كان أكبر من أن يتخيله عقله. كانت لأيمن أحلامه الصغيرة البريئة التي أعاقتها ميليشيا الحوثي الإيرانية، فقد كان ولا يزال يحلم أن يصبح رياضياً، لكن حالته النفسية بعد الحادث تسببت بإعاقته وأصبحت بنيته الجسدية هزيلة وضعيفة، ما يحول بينه وبين حلمه، وكذلك يرجو أن تنتهي الحرب ويعود إلى بيته في مدينة الحديدة ليلهو مع أصدقائه الذين شردهم الحوثيون ولا يعرف أيمن عنهم شيئاً منذ عامين.