المستشار الإعلامي لمحافظ محافظة حضرموت يكتب عن حاضرة الوادي وعروسه

سيئون| خاص ــ جمعان دويل


لم ينسَ الأستاذ القدير / علي عمر الصيعري الكاتب الصحفي المخضرم المستشار الاعلامي لمحافظ محافظة حضرموت مدينة سيئون وهو في طريقه إلى موئله " ارض الصيعر " فعرج عليها ليستعيد معها ذكريات الزمن الجميل ، وقال في مستهل تغريدته على حسابه الشخصي ال " الفيسبوك  "  الذي نشرها مساء يوم    أمس الخميس الموافق 22 رمضان 1436هـ تحت عنوان ( يوم وليلة في عروس الوادي " سيئون  (" ما يلي :-

قبل يومين ، وأنا في طريقي لبلادي " الصيعر " ارض الجدود ، عرجت على الحبيبة " سيئون " ، لأزيح عن نفسي وعائلتي عناء سنوات من المعاناة مع لياّت الحياة ، وبخاصة في الأشهر الاخيرة حيث الظلام والحر وشحت الوقود والغاز وغيره من المنغصات الحياتيه وبعض الأمور المصاحبة في المكلا وضواحيها التي انتجتها الحرب العبثية  . 
حططت الرحال في فندق " الأحقاف السياحي " بغرفه المكيفة وصالاته الزاهية ومسبحه الرائع . وأول ما وطأت قدمأي هذا   الفندق الراقي الذي يعد في مقدمة فنادق الدرجة الأولى ،حتى رميت جسمي المثخن بجراحات السنين في المسبح البلوري الرائق الذي يتوسط الفندق . هناك بعد أن استرخى جسمي من دغدغة المياه الدافئة ، و" مساجها " الطبيعي ، تراءت لي الذكريات الجميلة في عروس الوادي "سيئون " فشطت بي نحو الغناء " تريم " حيث ذكرياتٍ لا تنمحي مع صديقي الشاعر الراحل / عبدالقادر الكاف بين قصور تريم ومآذنها ومراتعها . وجلساتي في سيئون مع اديبها المؤرخ الراحل / عبد القادر محمد الصبان ، أبان ما كنت رئيساً لإتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بعموم حضرموت ساحلها وواديها 93 - 96 . وشطت بي الذكرى نحو " السحيل " في الثمانينات ، حيثما كانت تتعالى في سمائه ذات ليلة دافئة ، انغام الدان الحضرمي الأصيل وبجانبي كان الباحث القدير الأستاذ / جعفر السقاف - أطال الله في عمره - وكنا نوثق لآلٍ ودرر من هذا اللون الشعري الذي لا يقدر بثمن . وعندما افقت من شريط ذكريات اجرت على خديّ سجحاَ من دموع المشاعر النبيلة ، على صوت مأذنة تعالى في السماء يدعوا كل صائم إلى الإفطار ، حتى كان تمر الوادي الحلو اللذيذ في انتظاري لأفطر على سنة الله الرضيّة متمماً بالدعاء لكم ولي ولعائلتي بخواتيم مباركة في هذا الشهر الفضيل ـ وهدنة تزيح عن الوطن هذا العناء الثقيل ،و.... و.... ودمتم بود  .

تلك هي الكلمات التي سطرها عن ذكريات لم يمحوها الزمن ولا العمر المديد التي قضاها في أحضان مدينة سيئون الطويلة عروسة وادي حضرموت في حقبة من الزمن كان لصوت الدان يصدح من أزقتها وجلسات الادب والشعر تؤنس لياليها ولكن هل ستبقى الذكريات مجرد ذكريات ؟ أم ان تلك الايام ستعود مرة أخرى ؟