100 سيارة حديثة من قيادة التحالف لشرطة عدن .. وتحديات لاستعادة مظاهر الحياة العامة
قالت مصادر في السلطة المحلية بمحافظة عدن إن قوات الشرطة بالمحافظة تسلمت من قيادة عمليات التحالف العربي 100 سيارة تويوتا لاند كروزر «في إكس آر» كدفعة أولى.
وأثار ظهور السيارات الجديدة للشرطة في شوارع عدن ارتياح وإعجاب سكان المحافظة الذين عبروا عن شكرهم وتقديرهم لقيادة عمليات التحالف العربي على دعم جهاز الشرطة بهذا الاسطول من السيارات الحديثة والمتطورة.
وتحاول عدن استعادة قدرتها على إعادة إنتاج مظاهر الحياة اليومية بعد أشهر عصيبة كانت خلاله العاصمة السياسية المؤقتة للبلاد ساحة متقدمة لصراع مسلح أشعلت فتيله جماعة الحوثي والمخلوع علي عبدالله صالح وتوج بانتصار مشهود للمقاومة الشعبية ووحدات الجيش الوطني الموالي للشرعية، لتتصدر عدن قائمة المحافظات اليمنية المحررة من التواجد القسري للميليشيا الانقلابية.
التجوال في شوارع وأحياء عدن لايزال محاطاً بمحاذير فرضتها اعتبارات أمنية تتمثل في هشاشة الأوضاع الأمنية واستمرار مظاهر الزخم الشعبي المسلح والانتشار غير المسبوق للمسلحين من ناشطي المقاومة الشعبية والقوات الموالية للشرعية، لكن ذلك لم يحل دون مبادرة بعض المنظمات والهيئات الناشطة في المجال الإغاثي والطبي وعلى رأسها «الهلال الأحمر الإماراتي» من حيازة قصب السبق في الدخول إلى عدن والشروع في ممارسة الأنشطة الإنسانية بمقر مؤقت إلى حين استعادة المدينة استقرارها بشكل تام.
واعتبر عبد السلام أحمد المقري أحد الناشطين الشباب المتطوعين في مجال الإغاثة الإنسانية في عدن في تصريح ل «الخليج» أن الهلال الأحمر الإماراتي والعديد من الهيئات والمنظمات الإقليمية والدولية الناشطة في المجال الإغاثي تبذل جهوداً حثيثة للتخفيف من حدة الاحتياجات الإنسانية والطبية العاجلة من خلال تقديم المساعدات الغذائية والطبية للمحتاجين، منوهاً في هذا الصدد بالدور المحوري الذي تضطلع به دول التحالف العربي وعلى رأسها السعودية والإمارات في الدفع بالأوضاع القائمة والمتردية في عدن نحو التطبيع وبوتيرة مرضية.
وأثارت استعادة وحدات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية المسلحة المسنودة من قيادة التحالف العربي السيطرة على قاعدة العند الجوية التي تبعد عن مشارف المدينة بما يقدر ب «50» كم حالة ملموسة من الارتياح والاطمئنان في أوساط النازحين الذين اضطرتهم المواجهات التي شهدتها معظم مديريات عدن إلى النزوح القسري عن منازلهم واللجوء إلى مديرية المنصورة وبعض المناطق المجاورة التي تحولت لاحقاً إلى هدف لمصادر نيران المتمردين.
وعبرت ابتسام عبد العزيز الكثيري وهي إحدى النازحات والتي عادت برفقة أسرتها المكونة من ثمانية أفراد إلى منزلها الكائن في منطقة «القلوعة»، عن سعادتها بالعودة مشيرة إلى أن أسرتها وبعض من الأسر النازحة بمديرية المنصورة سارعوا إلى العودة إلى منازلهم المهجورة عقب الإعلان عن استعادة القوات الموالية للشرعية والمقاومة الشعبية السيطرة على قاعدة العند لاعتبارات تتعلق بكون دحر المتمردين من القاعدة الجوية يمثل تأميناً لمحيط وحدود عدن.
ومثلت خريطة الخراب والدمار الواسعة النطاق، التي خلفتها المواجهات العنيفة التي شهدتها معظم مديريات عدن والاستهداف اليومي للمتمردين لأحياء الشعبية المكتظة، صدمة للأسر العائدة بعد فترة النزوح الاضطرارية وأضفى سبباً إضافياً لمعاناة اختزلتها بأسى مشاهد البيوت والأحياء المدمرة بشكل متفاوت والتي لم يعد العديد منها صالحاً للسكن.
واعتبر رئيس منظمة «لست وحدك» الناشط في المجال الإنساني والإغاثي عبد الحبيب ناصر البكيلي أن التحدي الأكبر الذي تواجهه الحكومة اليمنية يتمثل في تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة، مؤكداً أهمية عودة الحكومة لممارسة مهامها من عدن وحشد الدعم الإقليمي والدولي لإعادة الإعمار.