نقتل حصاناً لنصطاد أرنب
كنا نحلم بما يوحدنا ونحن مشطرون ، فمارسنا في الواقع العملي ما يفرقنا ونحن موحدون . هكذا ، نحن اليمنيين ، نعمل ونتعب ونضحي في الوصول الى هدف ما ، وعندما نصل إليه نبدأ نثير الاسئلة تشكيكاً في صحة ما عملناه . كم هي الفرص التي أضعناها بسبب أن الأسئلة التي كان يجب الرد عليها قبل تحقيق الهدف أجلناها إلى ما بعد تحقيقه . الفرصة الوحيدة التي توفرت ووضعنا فيها أسئلة الماضي والحاضر لبناء مستقبل ، بدون أسئلة مؤجلة ، كان مؤتمر الحوار الوطني ، لكن حتى هذه الفرصة اشتبكت مع مخلفات الموروث التي تراكمت على مدى قرون ، ولم ننتبه إلى حقيقة أن الحامل السياسي للفرصة كان مثقلاً بصراعاته وحسابات إلغاء الآخر ، وأن الحامل الإجتماعي كان مهمشاً وغير قادر على خلق تنظيماته القادرة على حمل الفرصة باعتباره الأولى بها . من هذه الحقيقة ، وبعد أن وضعتنا الأيام أمام خيارات الضياع أو المراجعة ، كان بالضرورة أن نستخلص الحاجة إلى إصلاح مكامن الضعف في هذه العملية المركبة ، أي آصلاح الحامل السياسي وإعادة بناء الحامل الاجتماعي، وهو ما زال غائباً ، ومعه نستمر في قتل الحصان لنصطاد الأرنب .